“HO Group”.. إمبراطورية الفساد تبتلع حقوق الدولة والعاملين وتخدع هيئة الدواء المصرية بوثائق مزورة
تقرير- محمود زكريا

بينما تسعى الدولة المصرية جاهدة لبناء مؤسسات قوية، يقف الفساد عقبة خطيرة أمام العدالة والتقدم. في قلب هذه الأزمة، تبرز شركة “HO Group”، أكبر شركات توزيع الأدوية في مصر، كنموذج صارخ للفساد المنظم الذي يضرب القوانين عرض الحائط. جرائم هذه الشركة ومالكها، أيمن .ح، ليست مجرد تجاوزات عادية، بل سلسلة متواصلة من الجرائم المدعومة بالتزوير والتلاعب، في تحدٍّ فجٍّ للقانون والجهات الرقابية.
HO Group” جريمة مستمرة ضد القانون والدولة
- التزوير يصل إلى هيئة الدواء المصرية: وثائق فيش وتشبيه مزورة
لم تكتفِ “HO Group” بسرقة حقوق العاملين والدولة، بل امتد فسادها إلى خداع أهم هيئة مسؤولة عن صحة المصريين، هيئة الدواء المصرية.
تزوير الفيش والتشبيه: قدم أيمن .ح مستندات مزورة لهيئة الدواء المصرية، تضمنت شهادات فيش وتشبيه خالية من أي أحكام جنائية.
الأحكام الجنائية النهائية: رغم صدور حكم نهائي واجب النفاذ ضد أيمن .ح في الجناية رقم 223 لسنة 2009 بشرم الشيخ (قضية مخدرات)، إلا أنه استطاع التلاعب بهذه الحقيقة وإخفاء الحكم بمساعدة شبكة من الفاسدين.
استخراج التراخيص بمستندات مزورة: بفضل هذا التزوير، حصلت الشركة على التراخيص اللازمة لتشغيل مخازنها وتوسيع نشاطها، في خرق واضح للقوانين التي تشترط النزاهة الجنائية للحصول على مثل هذه التراخيص.
السؤال: كيف تُقبل مثل هذه الأوراق المزورة في هيئة حساسة كهيئة الدواء؟ ومن هم المسؤولون الذين سمحوا بتمرير هذه الكوارث؟
- فساد بلا حدود: اختراق المنظومة المصرفية والرقابية
لم يكن خداع هيئة الدواء سوى جزء من شبكة فساد أوسع:
الاحتيال على البنوك: تمكنت الشركة من الحصول على قروض ضخمة بمستندات مزورة، تدعي أن مخازنها تحتوي على بضائع بقيمة تفوق الواقع بأضعاف مضاعفة.
التلاعب بالتقارير المالية: قدمت الشركة تقارير وهمية للمؤسسات الرقابية والبنوك، لتحصل على تمويلات تجاوزت المليارات، وسط تواطؤ من مسؤولين فاسدين.
- حقوق العاملين: 3000 عامل ضحية الخداع والتلاعب
الفساد في “HO Group” لم يقتصر على المؤسسات فقط، بل دهس حقوق العاملين بلا رحمة:
فصل تعسفي: أجبر أكثر من 3000 عامل على توقيع استقالات وهمية، وحرمتهم الشركة من حقوقهم القانونية.
التلاعب بالتأمينات: الشركة لم تسدد مستحقات العاملين التأمينية منذ ديسمبر 2023، رغم خصمها شهرياً من رواتبهم، ما أدى إلى ديون تجاوزت 40 مليون جنيه للتأمينات الاجتماعية.
القمع والترهيب: استعان مالك الشركة ببلطجية لترويع العاملين، ووقعت حوادث إطلاق نار نتج عنها إصابات خطيرة، كما حدث في مدينة السويس، وتم تسجيل الواقعة في المحضر رقم 1609 لسنة 2024 جنايات عتاقة.
- الحماية المشبوهة: كيف يتحرك مجرم مطلوب بحرية؟
رغم وجود أحكام جنائية نهائية واجبة النفاذ ضد أيمن .ح، إلا أنه يتحرك بحرية، يدخل ويخرج من البلاد، ويتوسع في جرائمه بلا أي خوف من القانون.
العلاقات المشبوهة: يدّعي أيمن .ح وجود حماية من شخصيات نافذة، تُمكّنه من التلاعب بالقانون وتجاوز الجهات الرقابية.
مطار القاهرة الدولي: رغم أنه مطلوب للعدالة، إلا أنه يستخدم مطار القاهرة الدولي بسهولة مريبة، مما يثير تساؤلات خطيرة عن الجهات المتورطة في حمايته.
- هيئة الدواء في مرمى التساؤلات: أين الرقابة؟
إن قبول هيئة الدواء المصرية للأوراق المزورة التي قدمها أيمن .ح يكشف عن ثغرات خطيرة في المنظومة الرقابية:
لماذا لم يتم التدقيق الكافي في أوراق “HO Group”، خاصة أن أيمن .ح له سجل جنائي موثق؟
من المسؤول عن تمرير هذه المستندات المزورة دون التحقق منها؟
ما هي الإجراءات التي ستتخذها الهيئة بعد الكشف عن هذه الكارثة؟
- التزوير والتهرب الضريبي: كارثة مالية تهدد الاقتصاد
إضافة إلى جرائمه ضد هيئة الدواء والعاملين، فإن “HO Group” متورطة أيضاً في جرائم تزوير وتهرب ضريبي تهدد استقرار الاقتصاد:
تزوير المحاضر الرسمية: قام المسؤول القانوني للشركة بتزوير محاضر بأثر رجعي، للهروب من قضايا ضريبية كبرى تهدد بإغلاق الشركة.
الديون الضريبية: الشركة مدينة بمبالغ ضخمة لهيئة الضرائب المصرية، نتيجة التلاعب في تقارير الأرباح وإخفاء الحقائق.
- نداء عاجل: لا وقت للصمت أمام هذا الفساد
ما يحدث في “HO Group” ليس مجرد فساد عادي، بل كارثة وطنية تهدد الاقتصاد المصري وحقوق العاملين ومستقبل القطاع الصحي.
مطالبة بالتحقيق الفوري: نطالب النيابة العامة والجهات الرقابية بفتح تحقيق عاجل وشامل في جميع الجرائم المرتكبة من قبل “HO Group”.
محاسبة المتورطين: كل من تورط في التستر على جرائم الشركة، سواء في هيئة الدواء أو الجهات المصرفية أو الأمنية، يجب أن يُحاسب بشدة.
استرداد حقوق الدولة والمواطنين: يجب استرداد الأموال المنهوبة وضمان حقوق العاملين الذين دُمرت حياتهم بسبب فساد الشركة.
الخاتمة: الفساد لن ينتصر إن تحرك الشرفاء
إلى المسؤولين: هذه القضية اختبار حقيقي لقدرتكم على حماية القانون وحقوق الشعب.
إلى الشعب المصري: لا تسكتوا على هذا الظلم. صوتكم هو السلاح الأقوى لكشف الفساد ومحاسبة المجرمين.
نعدكم بمواصلة كشف الحقائق، وانتظروا المزيد من الأدلة والمفاجآت قريباً. معاً سنضع حداً لهذه الإمبراطورية الفاسدة.