
عاد سعر الذهب العالمي إلى الارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء بدعم من استمرار التوترات التجارية العالمية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، إلى جانب ضعف الدولار الذي زاد من فرص تعافي الذهب لينهي التراجع الأخيرة ويرتفع من أدنى مستوياته في 3 أسابيع.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.8% ليسجل اعلى مستوى عند 3016 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2982 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3006 دولار للأونصة.
يأتي ارتفاع سعر الذهب اليوم بعد أن انخفض خلال الثلاث جلسات الأخيرة ليسجل أدنى مستوى خلال جلسة الأمري منذ 13 مارس عند 3057 دولار للأونصة، قبل أن يتعافى اليوم ويتداول فوق المستوى النفسي الهام 3000 دولار للأونصة.
التوقعات لا تزال تدعم المزيد من الارتفاع في سعر الذهب العالمي، والعوامل الحالية تشير إلى بيئة إيجابية بالنسبة للذهب قد تدفعه إلى اختراق مستوى المقاومة 3050 دولار للأونصة ليعود إلى استهداف المستوى 3100 دولار للأونصة ثم مواجهة قمته السعرية الأخيرة التي سجلها الأسبوع الماضي عند 3167 دولار للأونصة.
لا يزال الذهب مرتفعًا بنحو 15% منذ بداية العام بدعم من حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي المستمرة حتى الآن، والطلب القوي من البنوك المركزية وزيادة التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.
انتعاش الذهب اليوم جاء مدعوما بتراجع مستويات الدولار الأمريكي بالإضافة إلى عدم اليقين بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا لم تتراجع بكين عن زيادتها الأخيرة بنسبة 34% على الواردات الأمريكية.
ردًا على ذلك تعهدت وزارة التجارة الصينية بأنها ستقاتل حتى النهاية إذا استمرت واشنطن في فرض الرسوم الجمركية الجديدة، مما أثار مخاوف من المزيد من الاضطرابات الاقتصادية وأثار حالة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية.
نتيجة لهذا من المتوقع أن عمليات بيع الذهب ستكون قصيرة الأجل، حيث يواصل عدم اليقين التجاري والتعريفات الجمركية في تعزيز جاذبيته كملاذ آمن، أيضاً من المتوقع أن البنوك المركزية ستواصل عمليات شراء الذهب، حيث تدفعها التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي إلى زيادة مخصصاتها نحو أصول الملاذ الآمن.
هذا وستراقب الأسواق محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأخير والمقرر انعقاده يوم الأربعاء، حيث تتوقع الأسواق خفضًا في أسعار الفائدة بمقدار 97 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية العام، ويتوقع 40% منهم أن يبدأ ذلك في وقت مبكر من مايو.
يذكر أن الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه يميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، فإذا استمرت الرسوم الجمركية في خلق حالة من عدم اليقين لدى المشاركين في السوق، إلى جانب توقع المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة فقد يمهد هذا المزيج الطريق لارتفاع متجدد في أسعار الذهب.
أسعار الذهب محلياً
شهد سعر الذهب المحلي تذبذب خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك في ظل تأثره بحركة سعر أونصة الذهب العالمي بالإضافة إلى التغيرات الأخيرة في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه الذي شهد تغيرات خلال جلسة الأمس.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 4390 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند 4380 جنيه للجرام، وكان قد انخفض السعر يوم أمس بمقدار 15جنيه حيث أغلق تداولات الأمس عند 4380 جنيه للجرام بعد أن افتتح التداولات عند 4395 جنيه للجرام.
تحركات الذهب المحلي اليوم شهدت تذبذب في ظل ارتفاع سعر الذهب العالمي في الوقت الذي يستقر فيه سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، وذلك بعد تسجيله أعلى مستوى يوم أمس قبل أن يتراجع سعر الصرف قبل انتهاء عمل البنوك ما تسبب في هذا التذبذب في تحركات الذهب.
عاد تسعير الذهب إلى التركيز أكثر مع حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بالإضافة إلى التغيرات في سعر أونصة الذهب العالمي، وذلك بعد فترة طويلة من الاستقرار في حركة سعر الصرف كان المحرك الرئيسي لتسعير الذهب خلالها هو حركة سعر الذهب العالمي.
ووصل احتياطي مصر من العملات الأجنبية بمقدار 363 مليون دولار ليصل إلى المستوى 47.76 مليار دولار حتى نهاية مارس 2025. وكان الارتفاع في قيمة الاحتياطي ناتج عن ارتفاع قيمة احتياطي الذهب بمقدار 755 مليون دولار وفقاً لما أعلنه البنك المركزي المصري.
يذكر أن قيمة احتياطي مصر من الذهب قد شهد ارتفاع في شهر مارس بنسبة 6.37% وصولاً إلى 12.6 مليار دولار بعد أن كان بقيمة 11.85 مليار دولار في فبراير الماضي