
تعد المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري “حياة كريمة”، أحد أبرز المشاريع الوطنية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف تحسين مستوى حياة المواطنين في القرى والنجوع والمراكز والمدن الصغيرة، وجعل التنمية تصل إلى أبعد الأماكن حيث تتوجه الحكومة المصرية من خلالها إلى توفير بنية تحتية متكاملة وخدمات متنوعة من بينها التعليم، وهو القطاع الذي يساهم في بناء الإنسان ويعد من الركائز الأساسية لأي عملية تنموية.
وتعد محافظة سوهاج، واحدة من المحافظات التي استفادت بشكل ملحوظ من هذه المبادرة، حيث شهدت العديد من المشروعات التعليمية التي ساعدت في تحسين البيئة التعليمية في الريف، مما ينعكس إيجابًا على الأجيال القادمة ويعزز من فرص حصولهم على تعليم ذو جودة عالية.
وعلى أرض محافظة سوهاج، تحققت العديد من الإنجازات في قطاع التعليم ضمن إطار مبادرة “حياة كريمة”، حيث تم تنفيذ 49 مشروعًا تعليميًا بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 547 مليون جنيه، وهو ما يعكس الجهد الحكومي المبذول لتحسين خدمات التعليم في المناطق الريفية وقد شمل هذا التطوير إنشاء مدارس جديدة، بالإضافة إلى تحديث المدارس القديمة وصيانتها لتصبح بيئة تعليمية مناسبة، تواكب التحديات التي يواجهها القطاع في الريف المصري.
ومن أبرز الإنجازات تتمثل في إنشاء 27 مدرسة جديدة بتكلفة إجمالية 251 مليون و100 ألف جنيه، وهو ما ساهم في توفير 359 فصلًا دراسيًا جديدًا، مما أدى إلى تقليل كثافة الفصول التي كانت تزدحم بالطلاب في العديد من المناطق. كما شملت المشروعات التعليمية أيضًا صيانة 80 مدرسة قديمة بتكلفة 156 مليون و500 ألف جنيه، وهو ما يساهم في تحسين الوضع التعليمي في المدارس القائمة وتوفير بيئة تعليمية آمنة وجيدة للطلاب هذا التطوير يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتحسين بيئة التعليم في الريف، ويعد خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة التعليمية بين المدن الكبرى والمناطق النائية.
لم تتوقف جهود الحكومة على إنشاء المدارس الجديدة وصيانة المدارس القديمة فقط، بل تم أيضًا تخصيص ميزانية لتنفيذ مشروعات جديدة أخرى، يتم العمل حاليًا على بناء 18 مدرسة بتكلفة إجمالية تصل إلى 211 مليون و200 ألف جنيه، ومن المتوقع أن توفر هذه المدارس 280 فصلًا دراسيًا جديدًا، بالإضافة إلى ذلك تم إسناد 4 مدارس أخرى بتكلفة 84 مليون و400 ألف جنيه، ستساهم في توفير 57 فصلًا دراسيًا إضافيًا هذه المشاريع تعكس التزام الدولة بتوسيع فرص التعليم وتوفيرها لكل طفل في الريف المصري، وهو ما يسهم في القضاء على مشكلة الفصول المكتظة في هذه المناطق.
علاوة على ذلك، توزعت هذه المشروعات التعليمية في مختلف مراكز محافظة سوهاج، حيث تم تسليم 8 مدارس في مركز ومدينة سوهاج بتكلفة 57 مليونًا و816 ألف جنيه، و4 مدارس في مركز المنشأة بتكلفة 21 مليونًا و188 ألف جنيه، كما تم تسليم 4 مدارس في مركز أخميم بتكلفة 25 مليونًا و993 ألف جنيه، و4 مدارس أخرى في مركز طهطا بتكلفة 29 مليونًا و304 آلاف جنيه، وشملت هذه المشاريع مختلف المراكز في سوهاج، مما يعكس اهتمام الحكومة بتلبية احتياجات كافة المناطق، حتى تلك التي كانت تعاني من نقص في الخدمات التعليمية.
في المراكز الأقل حظًا، مثل مركز المراغة وجزء من مراكز الجنوب مثل دار السلام والبلينا، تم تسليم مدارس جديدة أيضًا فقد تم تسليم مدرستين في مركز المراغة بتكلفة 8 ملايين و679 ألف جنيه، ومدرستين في مركز جرجا بتكلفة 9 ملايين و622 ألف جنيه، كما تم تسليم مدرسة في مركز دار السلام بتكلفة 3 ملايين و651 ألف جنيه، ومدرسة أخرى في مركز البلينا بتكلفة 2 مليون و804 آلاف جنيه هذه المشاريع تسهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم في تلك المناطق النائية، مما يساهم في تقليل الفجوة التعليمية بين مختلف المناطق في مصر.
من خلال هذه المشروعات، يتضح أن مبادرة “حياة كريمة” لم تقتصر فقط على تحسين البنية التحتية أو تقديم الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، بل امتدت لتشمل أيضًا قطاع التعليم الذي يعتبر أحد أهم محاور التنمية المستدامة، إن المشاريع التي تم تنفيذها في محافظة سوهاج تعكس التزام الدولة بتوفير فرص تعليمية متساوية لجميع المواطنين في مختلف مناطق الجمهورية، وتؤكد على أهمية تعزيز التعليم في المناطق الريفية، وهو ما ينعكس على مستقبل الأجيال القادمة.
إن هذه الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في إطار المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” تمثل خطوة هامة نحو تحسين مستوى الحياة في الريف المصري، بما في ذلك تطوير قطاع التعليم الذي يعد أداة أساسية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، ولعل ما تحقق في سوهاج هو نموذج حي للتغيير الإيجابي الذي تسعى الدولة لتحقيقه في مختلف أنحاء الجمهورية، حيث يصبح التعليم أكثر سهولة وفاعلية، مما يساعد على بناء جيل جديد قادر على تحقيق النجاح والابتكار والمساهمة في تقدم وطنه.