
انهيار أسواق أمريكا، حالة من الارتباك والذعر تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، بعد التهاوي غير المسبوق في سوق الأسهم الأمريكية، حيث وجه خبراء الاقتصاد أصبع الاتهام إلى ما وصفوه بـ “سوء إدارة” الرئيس الأمريكي ترامب في مجال السياسة الاقتصادية الخارجية، وحروب التعريفات الجمركية، التي شنها ترامب على حلفائه في أوروبا وكندا والصين.
الانهيار المفاجئ لأسواق المال الأمريكية
أثار الانهيار المفاجئ لأسواق المال الأمريكية، وخسارة سوق الأسهم لما يقرب من 2 تريليون دولار خلال ساعتين، ليصل الانهيار إلى أسوأ حالاته منذ عام 2022، فقد قادت شركة تسلا، المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الخسائر بهبوطها 15% من قيمتها السوقية في يوم واحد.
وحققت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة (كانفيديا وميكروسوفت وجوجل وفيسبوك وآمزون) خسائر وصلت إلى 6%.
وأكد خبراء الاقتصاد أن التراجع التاريخي، الذي شهدته السوق الأمريكية في يوم واحد، هو نتيجة مقصودة لما يفعله ترامب من نشر حالة عدم اليقين في الأسواق، بسبب قراراته التي وصفت بـ “المتناقضة”، والتي يطلقها يوميًا، ما يدفع المستثمرين للتوجه ناحية سوق السندات، ما يرفع قيمتها ويقلل نسبة العائد منها وهو ما يحتاجه لمعالجة الرقم التاريخي من الديون الأمريكية والاختلال في الميزان التجاري.
ترامب بحاجة لسداد 7 تريليونات دولار خلال الشهر المقبلة
وأشار الاقتصاديون إلى أن الرئيس الأمريكي بحاجة إلى تدبير ٧ تريليونات دولار، ديون على أمريكا خلال الـ ٦ شهور المقبلة، ولا يريد أن يدفع فائدة تزيد على ٤ % ؛ لذلك أقر رسوم التعريفات الجمركية على الصين وكندا وغيرهم، ما أثار “بلبلة” في السوق.
الذعر يسيطر على المستثمرين الأمريكيين، فيتوالذعر يسيطر على المستثمرين الأمريكيين، فيتو
واجهت أمريكا أمس حالة من التهاوي غير المسبوق في البورصة، بعد أسبوع حافل بالتقلبات العديدة، منها فرض رسوم جمركية على الصين 10% وكندا والمكسيك 25% يوم الثلاثاء، وإلغاءها يوم الخميس، مرورًا بهبوط الدولار وأسواق المال الأمريكية، وكان أمس هو اليوم المنتظر لمعرفة إتجاهات الإقتصاد وأسواق المال الأمريكية بعد هذا التخبط غير المسبوق.
رئيس وزراء كندا الجديد يلاعب ترامب
ومع انهيار سوق البورصة في أمريكا، تولى رئاسة الوزراء في كندا رئيس جديد خلفًا لـ جاستن ترودو هو مارك كارني، وهو خبير إقتصادي عالمي وداهية في حل المشاكل والأزمات الإقتصادية، إلى حد قيام إنجلترا بتعيينه محافظ البنك المركزي البريطاني 2013، لحل ازماتها في حادثة غير مسبوقة في تاريخها.
ويصف الخبراء كارني بأنه “رجل إقتصاد قوي ومتمرس وذو شخصية قوية جدًا، ويعرف كيف “يلاعب” ترامب بكل قوة وندية وفظاظة إذا لزم الأمر!”
أعلن مارك كارني، الأمس، أنه لن يلغي رسوم الـ 25% التي فرضتها كندا، ردا على رسوم أمريكا، “قبل أن تقدم أمريكا فروض الاحترام اللازم لكندا!”، كما أعلن بكل قوة ووضوح أن “كندا لن تكون أبدا جزءا من الولايات المتحدة الأمريكية مهما حدث!”
وأشار مارك كارني إلى أن “أمريكا أعلنت الحرب على إقتصاد كندا ومصانع كندا وعمال كندا وجميع الكنديين، وأن كندا ستهزم امريكا في حربها التجارية معها، تماما كما تهزمها في الهوكي!!”.
السواد الحالك يسيطر على المستقبل الاقتصادي لأمريكا
وصف خبراء الاقتصاد ما حدث في السوق الأمريكية ، أمس الاثنين، بأنه “السواد الحالك في المستقبل التجاري والاقتصادي الأمريكي، الذي كان حاضرًا وبقوة أمس في بداية تعاملات الأسبوع في السوق الأمريكي، فكانت الاوضاع كارثية، حيث هبطت الأسهم الأمريكية بشكل لم يحدث له مثيل منذ ثلاث سنوات!
خسر الاقتصاد الأمريكي أكثر من تريليون دولار في الأسهم التكنولوجية وحركة بيع غير مسبوقة، وحدث هبوط حاد في أسعار العملات الرقمية، وانخفاض أسعار الدولار والبترول والذهب.
كما تعرضت أيضا منصة “إكس”، المملوكة لـ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أحد أعمدة إدارة ترامب، لهجوم إلكتروني ضخم تسبب في توقفها لعدة ساعات في بعض المناطق، ولمح ماسك لإتهام أوكرانيا بأنها وراء هذا الهجوم.
كما قامت حكومة “أونتاريو” الكندية بتطبق رسومًا إضافية بنسبة 25% بدءًا من أمس الاثنين على صادرات الكهرباء إلى ثلاث ولايات أميركية ردًا على الرسوم الجمركية الأميركية على كندا.
وقالت حكومة أونتاريو إن هذه الرسوم الإضافية ستؤثر على مبيعات الكهرباء لـ 1.5 مليون منزل وشركة في جميع أنحاء ميشيغان ومينيسوتا ونيويورك. وفي المجموع، قد تصل التكلفة إلى 400 ألف دولار يوميًا، وفق موقع ذا هيل الأميركي.
البعض يؤكد أن “سيارة الإقتصاد والتجارة العالمية ترجع إلى الخلف، وقد تنقلب في أي لحظة!”
تزايد المخاوف من ركود اقتصادي محتمل بأمريكا
وأرجع العديد من خبراء الاقتصاد انهيار البورصة الأمريكيه إلى تزايد المخاوف من ركود اقتصادي محتمل، خاصة بعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي لم تستبعد هذا الاحتمال. وقد أثرت هذه التصريحات سلبًا على ثقة المستثمرين، هذه التطورات أثارت قلق المستثمرين حول استقرار الاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل السياسات التجارية الحالية والتوترات الجيوسياسية المستمرة.
وأكد خبراء الاقتصاد أنه “حين تتهاوى المؤشرات بهذه القوة، لا يكون الأمر مجرد أرقام تهبط، بل ثقة تتلاشى، وأسواق تعيد تقييم الواقع. داو جونز يهوى 1000 نقطة، ناسداك يترنح، وتسلا تنزف 15%، مشاهد تعيد للأذهان أيام الأزمات الكبرى.”
في حين أوضح بعض خبراء الاقتصاد أن “الاقتصاد ليس مجرد منحنيات صاعدة وهابطة، بل تفاعل معقد بين السياسة، التجارة، والنفسية الجماعية للمستثمرين، اليوم، تتصدر حروب ترامب التجارية المشهد، والتعريفات تتحول إلى كرة هدم تهدد سلاسل التوريد والأسواق الناشئة، أما البيتكوين، الذي كاد يُعتبر ملاذًا رقميًا، فها هو ينكسر تحت 80,000 دولار، ليؤكد أن لا أحد في مأمن من العاصفة.”
الحرب الاقتصادية تشتعل بين الصين وأمريكا، وحرب ترامب وقرارته وبحثه عن المعادن النادرة أو حتى افتعاله لأزمات ما هي إلا جزء من هذه الحرب الباردة، والتي يمكن أن تقود أمريكا للانهيار.
السوق الأمريكية فى حالة انهيار مستمر
قال الخبير الاقتصادي هاني توفيق: “السوق الامريكية فى حالة انهيار مستمر (توقع ركود وتضخم)، وذلك منذ تولى هذا “المخبول” بالسلطة، وخسارته جميع حلفائه داخليًا وخارجيًا، ولأسباب عنترية مختلفة. اتوقع التخلص منه قريبًا، وكافة الوسائل واردة”
أما الدكتور أيمن حسن، رئيس قطاع البحوث والدراسات الاقتصادية رئيس قطاع بالبنك الزراعي المصري، فعلق قائلًا: “ليس فقط ركود اقتصادي بل هناك خلاف سياسي كبير مع حكام الولايات والحكومة الفيدرالية منها نتوقع ان يحدث انفصال ولاية او اكثر بلاخص ولاية كاليفورنيا”
وعلق عامر الشوبكي، باحث اقتصادي ومتخصص في شؤون النفط والطاقة، قائلا: “انهيار الأسواق الأمريكية.. الركود يقترب! وول ستريت تنزف! داو جونز يهوي أكثر من 1000 نقطة في أكبر خسارة يومية لعام 2025. ناسداك يترنح مع هبوط أسهم التكنولوجيا، وتسلا تسقط 15% في أسوأ يوم لها منذ 2020! البيتكوين تنكسر تحت حاجز 80,000 دولار، وعمالقة السوق مثل ميتا ونفيديا ينهارون بأكثر من 5%. مؤشرات التصحيح والسوق الهابطة تقترب بسرعة، والمستثمرون في حالة ذعر “.
وتابع الشوبكي قائلًا: “التوقعات تزداد سوءًا مع تصاعد حروب ترامب التجارية، والتعريفات الجمركية تتحول إلى كرة هدم، تهدد الاقتصاد العالمي. هل نحن أمام ركود اقتصادي جديد؟”.