حوادث وقضاياعاجل

بيع الشماريخ في الموسكي والعتبة والجمالية.. تجارة الموت تنتشر في الأسواق والسوشيال ميديا!

تحقيق قسم الحوادث

تحوّلت مناطق الموسكي، العتبة، والجمالية إلى سوق مفتوح لبيع الشماريخ والمفرقعات النارية، حيث تُباع هذه المواد شديدة الخطورة علنًا في المحلات وأمام أعين الجميع دون أي رقابة تُذكر. الأخطر من ذلك، أن البيع لم يعد يقتصر على الأسواق فقط، بل امتد إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يروج بعض التجار لمنتجاتهم عبر صفحات على فيسبوك وإنستجرام وواتساب، مما يسهل وصول هذه المواد إلى أيدي الأطفال والمراهقين.

الموسكي.. السوق الأكبر لبيع الشماريخ في القاهرة

يُعرف سوق الموسكي بأنه أحد أكبر الأسواق التجارية في مصر، حيث يضم آلاف المحلات التي تبيع كل شيء، من الملابس إلى الأدوات الكهربائية والهدايا، لكن في الآونة الأخيرة، أصبح الموسكي مركزًا رئيسيًا لتجارة الشماريخ.

 

رصد عمليات البيع داخل الموسكي

خلال جولتنا في السوق، وجدنا العديد من المحلات التي تبيع الشماريخ جنبًا إلى جنب مع الألعاب والهدايا، دون أي خوف من الرقابة الأمنية.

في أحد المحلات، دخلنا وسألنا عن إمكانية شراء شماريخ، فجاء الرد سريعًا:

“إنت عايز الصغير ولا الكبير؟ عندنا كل الأنواع!”

 

عندما استفسرنا عن الكميات المتاحة، قال البائع:

“مفيش عدد معين، لو عايز بالكرتونة نقدر نوفّر، ولو عايز نوع معين ممكن نجيب لك اللي مش موجود كمان!”

 

وبينما كنا نراقب المشهد، لاحظنا أن الزبائن كانوا من مختلف الأعمار، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات يشترون الشماريخ بكل سهولة!

 

أحد المشترين، شاب يُدعى محمود (22 سنة)، قال لنا:

“إحنا بنشتريها كل سنة في الأعياد والمباريات، والموضوع بقى أسهل من الأول، أي حد يقدر يشتريها!”

 

أما أبو أحمد، صاحب محل في الموسكي، فقال لنا بصراحة:

“إحنا بنبيعها لأنها بتجيب مكسب كبير، ولو الحكومة منعتها، هتلاقيها في السوق السودا عادي!”

 

بيع الشماريخ على السوشيال ميديا.. الخطر في كل بيت!

لم يتوقف التجار عند البيع في الأسواق، بل انتقلوا إلى السوشيال ميديا، حيث انتشرت صفحات على فيسبوك وإنستجرام وواتساب تروج لهذه المنتجات وكأنها سلع عادية.

 

أمثلة على إعلانات بيع الشماريخ عبر الإنترنت:

 

“عروض خاصة على الشماريخ بمناسبة الأعياد والمباريات.. اطلب الآن والتوصيل لأي مكان!”

 

“متوفر جميع أنواع الشماريخ والمفرقعات بأسعار خاصة.. تواصل معنا على الواتساب!”

 

“شماريخ أصلية بجودة عالية.. الطلب عبر الرسائل فقط!”

 

 

كيف تتم عمليات البيع عبر الإنترنت؟

 

  1. 1. يتم عرض المنتجات في جروبات خاصة على فيسبوك أو إنستجرام.

 

  1. 2. يُطلب من الزبون التواصل عبر واتساب لإتمام الطلب.

 

  1. 3. يتم الاتفاق على مكان التسليم، سواء عبر التوصيل للمنزل أو استلامها من منطقة الموسكي أو العتبة.

 

  1. 4. يتم الدفع نقدًا أو عبر خدمات التحويل الإلكتروني.

 

أحد الزبائن، شاب يُدعى أيمن (19 سنة)، قال لنا:

“أنا بطلب الشماريخ من فيسبوك، وبتيجي لحد البيت من غير أي مشكلة.. مفيش حاجة أسهل من كده!”

 

استغاثات المواطنين: “مش عارفين نحمي أولادنا!”

 

وسط هذا الانفلات، أطلق العديد من الأهالي نداءات استغاثة، مطالبين بتدخل عاجل لحماية أبنائهم من هذه الظاهرة الخطيرة.

 

الحاجة فاطمة (ربة منزل، 55 سنة، الموسكي):

“بقيت بخاف أسيب أحفادي في الشارع، كل يوم بنسمع صوت شماريخ، وخايفة يحصل كارثة!”

 

الأستاذ أحمد (مدرس، 47 سنة، العتبة):

“إزاي حاجة خطيرة زي دي تُباع علني كأنها لعبة؟ لازم يكون في رقابة حقيقية!”

 

سعاد عبد الرحمن (أم لطفلين، الجمالية):

“ابني اتحرق في وشه بسبب شمروخ، مش عارفة أروح لمين، ولا مين هيعوضني؟”

 

حوادث كارثية بسبب الشماريخ

 

لا يمر أسبوع دون وقوع حوادث مأساوية بسبب هذه المفرقعات، ومنها:

 

في يناير 2025، أصيب طفل بحروق من الدرجة الثانية بعدما انفجر شمروخ في يده أثناء اللعب به.

 

في مباراة بالدوري المصري، أُصيب أكثر من 10 مشجعين بحروق نتيجة استخدام الشماريخ داخل المدرجات.

 

في أحد الأعراس بالقاهرة، اشتعلت النيران في فستان عروس بسبب شمروخ، مما تسبب في إصابات خطيرة لها.

 

الدكتور محمود سالم، طبيب الطوارئ بمستشفى القصر العيني، أوضح لنا أن معظم الحالات التي تصل إلى المستشفى نتيجة الشماريخ تكون إصابات خطيرة قد تؤدي إلى العمى أو فقدان الأطراف.

 

تحرك الأجهزة الأمنية: حملات مكثفة لضبط المخالفين

 

بعد تصاعد الشكاوى، بدأت وزارة الداخلية تنفيذ حملات لضبط تجار الشماريخ، حيث تم الإعلان عن:

 

إغلاق أكثر من 20 محلًا في الموسكي والعتبة والجمالية كانت تبيع هذه المواد بشكل غير قانوني.

 

ضبط أكثر من 100 ألف شمروخ ومفرقعة نارية خلال المداهمات الأخيرة.

 

إلقاء القبض على عدد من التجار الذين يروجون لهذه المواد عبر الإنترنت.

 

 

بيان رسمي لوزارة الداخلية:

“نؤكد استمرار الحملات المكثفة لمواجهة انتشار المفرقعات النارية، ونهيب بالمواطنين الإبلاغ عن أي محلات أو صفحات تروج لهذه المواد الخطرة.”

 

لكن رغم هذه الجهود، لا تزال تجارة الشماريخ مستمرة، خاصة عبر الإنترنت، مما يتطلب تشديد العقوبات على المهربين والمروجين، إضافة إلى زيادة التوعية بمخاطر هذه المواد.

 

كيف نوقف هذه الظاهرة؟

 

لحل هذه الأزمة، يقترح الخبراء عدة حلول حاسمة:

 

  1. 1. تشديد الرقابة الجمركية لمنع دخول الشماريخ من الخارج.

 

  1. 2. إغلاق المحلات المخالفة وإيقاف تراخيصها نهائيًا.

 

  1. 3. تغليظ العقوبات لتصل إلى السجن 5 سنوات وغرامات تصل إلى 500 ألف جنيه.

 

  1. 4. حجب الصفحات التي تروج لهذه المواد عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 

  1. 5. إطلاق حملات توعية مكثفة لتحذير المواطنين من خطورة الشماريخ.

 

الخاتمة: إلى متى يستمر الخطر؟

 

رغم التحركات الأمنية وضبط آلاف الشماريخ، لا تزال هذه التجارة مزدهرة في الموسكي والعتبة والجمالية، بل انتقلت إلى الإنترنت لتصل إلى كل بيت بسهولة.

 

المواطنون يستغيثون، والخطر يزداد، والتجار يواصلون البيع دون خوف.. فهل ستتحرك الحكومة بقوة لإنهاء هذه الظاهرة القاتلة، أم سنظل ننتظر المزيد من الكوارث قبل اتخاذ قرارات حاسمة؟

 

الكرة الآن في ملعب الجهات المسؤولة.. فهل يتحركون قبل فوات الأوان؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى