
هل استعمال اللبوس يفسد الصوم وما هي آراء الفقهاء في استعمال اللبوس في نهار رمضان وما حكم استخدامه.
هل استعمال اللبوس يفسد الصوم
يرى جمهور الفقهاء أن استعمال اللبوس (التحاميل) لا يفسد الصوم، لأنه ليس أكلًا ولا شربًا، ولا في معناهما، فهو لا يصل إلى المعدة ولا يغذي، والأصل صحة الصوم حتى يحصل ما ينافيه، فالحاصل أن ما يصل إلى جوف الصائم، إما أن يكون وصل إليه عن طريق الفم أو الأنف فهذا يفسد الصوم ويفطر به الصائم، لا فرق بين دواء وغيره.
وأما ما يصل إلى جوفه أو غيره من بدنه من غير طريق الفم والأنف كالحقن والأدوية الشرجية والإبر، فإنه ينظر إن كان القصد منها التغذية أم لا. فإن كان القصد منها التغذية فإن الصائم يفطر بتناولها لأنها في حكم الطعام.
وإن لم يقصد منها التغذية، بل مجرد التداوي فلا يفطر الصائم بتناولها في أظهر قولي العلماء، لأنها لا تناقض مقاصد الشرع في الصيام.
هل أخذ اللبوس الشرجي في نهار رمضان يفطر؟ الإفتاء تجيبآراء الفقهاء في استعمال اللبوس في نهار رمضان وهل هو مفطر؟
آراء فقهاء المذاهب في استعمال اللبوس
قال شمس الأئمة السَّرَخْسِي الحنفي في “المبسوط” (3/ 68، ط. دار المعرفة) في بيان ما يفسد الصوم مِن الداخل إلى الجوف: [وأكثر مشايخنا رضي الله عنهم: أنَّ العبرة بالوصول، حتى إذا علم أن الدواء اليابس وَصَل إلى جوفه فسد صومه، وإن علم أن الرطب لَم يَصِل إلى جوفه لا يفسد صومه ذكر اليابس والرطب بناءً على العادة، فاليابس إنما يستعمل في الجراحة لِاستمساك رأسها به، فلا يتعدى إلى الباطن، والرطب يصل إلى الباطن عادةً؛ فلهذا فرق بينهما، والدليل على أن العبرة لما قلنا: أن اليابس يترطب برطوبة الجراحة].
وقال العلامة زين الدين ابن نُجَيْم الحنفي في “البحر الرائق” (2/ 300، ط. دار الكتاب الإسلامي): [وأطلق الدواء فشمل الرطب واليابس؛ لأن العبرة للوصول لا لكونه رطبًا أو يابسًا، وإنما شرطه القُدُورِي؛ لأن الرطب هو الذي يصل إلى الجوف عادةً، حتى لو علم أن الرطب لَم يصل لَم يفسد، ولو علم أن اليابس وَصَل فسد صومُه، كذا في “العناية”]
وقال الإمام ضياء الدين خليل المالكي في “التوضيح” (2/ 403، ط. مركز نجيبويه): [(وفي وُصُولِ ما يَنْمَاعُ من العين والإحليل والحقنة- ثالثها المشهور: يَقضي في الحقنة وفي العين إنْ وَصَلَ).. وقوله: (وفي وُصُولِ) يدل على أنه لو تحقق عدم الوصول لم يقض اتفاقًا] .
وقال العلامة الخَرَشِي المالكي في “شرحه على مختصر خليل” (2/ 249): [ص: (وإيصال متحلل أو غيره على المختار لمعدة بحقنة بمائع أو حلق) ش:.. واحترز بالمائع من الجامد فلا قضاء فيه ولو فتائل عليها دهن].
وقال العلامة الدسوقي المالكي في “حاشيته على الشرح الكبير” (1/ 523، ط. دار الفكر): [فوصول المائع للمعدة مفسد مطلقًا؛ كان المنفذ عاليًا أو سافلًا، ووصول الجامد لها: لا يفسد إلا إذا كان المنفذ عاليًا] .
وقال العلَّامة سليمان الجمل الشافعي في “حاشيته على شرح المنهج” (2/ 318، ط. دار الفكر): [وقوله: (أو الحقنة) أي: الاحتقان راجع للأمعاء، والمثانة، والتقطير في باطن الأذن وإن لم يصل إلى الدماغ، وباطن الإحليل وهو مخرج البول من الذكر، واللبن من الثدي، وإن لم يصل إلى المثانة ولم يجاوز الحلمة أو الحشفة، مفطرٌ في الأصح؛ لما مَرَّ من أن المدار على مسمى الجوف، والثاني: لا يفطر؛ اعتبارًا بالإحالة].
وقال علاء الدين المَرْدَاوِي الحنبلي في “الإنصاف” (3/ 299): [قوله: (أو احتقن، أو داوى الجائفة بما يصل إلى جوفه) فسد صومه، وهذا المذهب، وعليه الأصحاب، واختار الشيخ تقي الدين عدم الإفطار بمداواة جائفة ومأمومة وبحقنة.
هل اللبوس يفطر في نهار رمضان – المزاج ترندآراء الفقهاء في استعمال اللبوس في نهار رمضان وهل هو مفطر؟
حكم استخدام اللبوس أثناء الصيام
أفادت هذه النصوص كلُّها عدم فساد الصوم باستدخال ما يُعرف بـ(اللبوس) من خلال فتحة الشرج؛ لتيقُّن عدم وصول شيءٍ مِن ذلك إلى الجوف بحيث يحصل به الفطر، وقد تقرر في قواعد الشرع أنه “لَا عِبْرَةَ بِالْمَظِنَّةِ فِي مُقَابَلَةِ الْمَئِنَّةِ”، كما قال الإمام سعد الدين التَّفْتَازَانِي في “حاشيته على شرح مختصر المنتهى الأصولي” (3/ 320، ط. دار الكتب العلمية).