عاجلفن

قصص ألف ليلة وليلة.. جزء رئيسي من الدراما الرمضانية لأكثر من ربع قرن

كتبت- رضوي السبكي

يعرض التليفزيون المصري حاليا مسلسل “جودر الصياد ” تأليف أنور عبد المغيث وبطولة ياسر جلال وياسمين رئيس، والمسلسل عودة إلى إحياء قصص وخيالات ألف ليلة وليلة للأجيال الجديدة بالتقنية الحديثة واستخدام فن الجرافيك.

 

وكانت قصص “ ألف ليلة وليلة” دائما جزءا من الدراما الرمضانية لأكثر من ربع قرن من الزمان، القصة الشعبية الشهيرة التي قدمتها الاذاعة المصرية منذ عام 1955 بطولة  زوزو نبيل وامتدت طوال النصف الثاني من القرن الماضي، ولحسن حظها عرضت ضمن دراما رمضان فنالت شهرة واسعة لم تكن متوقعة.

 

ودخلت قصة “ ألف ليلة وليلة ” إلى الإذاعة كهدية تلقاها محمد أمين حماد مدير الإذاعة، وكانت عبارة عن مجلدين، وعلى الصفحة الأولى من المجلد الأول إهداء يقول: “إلى تلميذي الأستاذ محمد أمين حماد مدير الإذاعة، لقد كان المجلدان لأحد أساتذة حماد أيام الدراسة” وتصادف وجود الإذاعي محمد محمود شعبان الشهير بـ بابا شارو الذي وجد أن محتوى المجلدان قصص ألف ليلة وليلة تصلح للإعداد الإذاعي في حلقات تقدم بنفس الاسم في الإذاعة.

 

زوزو نبيل في دور شهرزاد

أسندت إلى المؤلف طاهر أبو باشا كتابة سيناريو حلقات  “ألف ليلة وليلة  ”للإذاعة منذ البداية ووضع الموسيقى الخاصة بها أحمد رمزي، واختار بابا شارو ــ مخرج العمل ـــ الفنانة زوزو نبيل للقيام بدور شهرزاد، وعبد الرحيم الزرقاني لدور شهريار ويشترك معهم في التمثيل محمد علوان، صلاح منصور، حسن البارودي، إحسان القلعاوي، إحسان شريف.

 

زوزو نبيل شهرزاد الف ليلة وليلة زوزو نبيل شهرزاد الف ليلة وليلة

وقام الإذاعي محمد محمود شعبان بإخراج العمل ليجعل من “ ألف ليلة وليلة ”عملا فنيا مشوقا لجمهور المستمعين في رمضان، من خلال ثلاثين حلقة عام 1955، ثم توقفت عن العرض في العام التالي، لكنها عادت للإذاعة بعد إلحاح الكثير من المستمعين، لتقدم في كل رمضان ثلاثين حلقة حتى بلغت عدد حلقاتها أكثر من 800 حلقة على مدى سنوات في حلقات إذاعية منها: الأمير قمر الزمان والملكة بدر البدور، علاء الدين والمصباح السحري، على بابا والأربعين لصًا، رحلات السندباد البحري السبع، علي بن بكار وشمس النهار، أنس الوجود والورد.

 

من علامات شهر رمضان

وقامت الفنانة القديرة زوزو نبيل ــ رحلت عام 1996 ــ بدور شهرزاد فى حلقات “ ألف ليلة وليلة ” حتى إنها لقبت بشهرزاد وملكة الميكروفون، وكانت تبدأ الحلقات في فترة بعد الافطار مباشرة بالاذاعة بصوت زوزو نبيل وهى تقول ” بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد.. لتختتم الحلقة بكلمة “مولاي”. بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد.. كان علامة من علامات شهر رمضان في فترة بعد الإفطار مباشرة بالإذاعة لتختتم الحلقة بكلمة “مولاي” مع صياح الديك  .

 

الف ليلة وليلة بالرسوم المتحركة الف ليلة وليلة بالرسوم المتحركة

 

وإلى التليفزيون انتقلت نفس حلقات “ ألف ليلة وليلة  ”التي قدمتها الإذاعة منذ الخمسينات لكنها بالصوت فقط، بطولة  زوزو نبيل وعبد الرحيم الزرقاني  أيضا ـ لكنه بالرسوم المتحركة، ثم أعدت حلقات جديدة من ألف ليلة وليلة للتليفزيون خصيصا، وكان أول كاتب لها تليفزيونيا الكاتب أحمد بهجت، وليس طاهر أبو فاشا وأخرجها عبد العزيز السكري وليس محمد محمود شعبان، قام بالبطولة نجلاء فتحي، حسين فهمي، شكوكو، زوزو حمدي الحكيم، وتوفيق الدقن، أما تتر المسلسل بصوت سميرة سعيد تقول فيه: احكي يا شهرزاد احكي لشهريار، وتنتهي الحلقة بصوت نجلاء فتحي تقول “سيبني لبكرة الله يخليك” ونجح المسلسل.

 

حقيقة تقديم جزء ثالث من جودر

مسلسل جودر 2 الحلقة الأولى، اختفاء داهش في ظروف غامضة

 

وفي عام 1985 عادت “ ألف ليلة وليلة ” أيضا إلى التليفزيون بشهرزاد الشخصية التي أدتها زوزو نبيل مع الفنانة الاستعراضية شريهان من إخراج فهمي عبد الحميد، غناء شريهان وتلحين محمد الموجي، وقدمت فيها حكايات: عروس البحور، ماندو ووردشان،  الثلاث بنات، مشكاح وريما، فاتيما وكريمة وحليمة، ثم قدمت ليلى علوى ألف ليلة وليلة في حكاية “الأشكيف وست الملاح”، وقدمتها إيمان الطوخي ويوسف شعبان في قصة “ست الحسن”.

 

التمثيل للاذاعة أسهل

وفي لقاء أجرته الإذاعة مع الفنانة زوزو نبيل التي شاركت في حلقات “ ألف ليلة وليلة ” في الإذاعة والتليفزيون في العيد الـ 55 للإذاعة عام 1989 قالت: إن شخصية شهرزاد الغير مرئية التي قدمتها للإذاعة هي نفسها التي قدمتها فيما بعد للتليفزيون بعد افتتاحه، والفرق بين الدورين أن الإذاعة مسموعة تجعل الإنسان يعيش في خيال جميل وكان المخرج محمد محمود شعبان ينتقي مزيكا وخلفية تتلاءم مع أحداث الحلقة مما جعل المستمع يغوص في بحر الأحداث، أما في التليفزيون فقدم نفس التسجيلات الإذاعية ونفس الصوت الذي قدمته منذ عام 1955 في حلقات بنفس الاسم “ألف ليلة وليلة “.

 

زوزو نبيل وشريهان فى الف ليلة وليلة زوزو نبيل وشريهان فى الف ليلة وليلة

وأضافت زوزو نبيل: ومما يزيد من سعادتي أن ألف ليلة وليلة سمعها مني الجيل الأول في الإذاعة، ورآها الجيل الثاني في التلفزيون.. وهذا هو الفرق بين الإذاعة والتليفزيون مؤكدة أن الإذاعة كانت أصعب جدا في تقديم المسلسل، لأنها في الإذاعة أعطي أقصى ما يمكن من جهد ليشعر المستمع بالزمان والمكان الذي وجد فيه، أما التليفزيون فيعمل فيه معى مرئيات كثيرة تساعدها على إبراز الصورة لذلك فهو أخف وطأة، ففي الإذاعة هناك تشغيل لخيال المستمع إنما في التليفزيون بيعرض بإمكانيات معينة وصورة مرئية.. يعني بالعربي كانوا يستطيعوا قيادة المستمع مؤكدة أنها سعيدة بهذا الدور خاصة في إطلاق عبارة مولاي لشهريار.

 

براعة بابا شارو فى الاخراج

وفي مجلة الجيل عام 1956 قال يوسف الحطاب مدير إدارة التمثيليات بالإذاعة عن مسلسل ألف ليلة وليلة: استطاع المخرج محمد محمود شعبان أن ينفرد بطريقة جديدة في الإخراج هي أقرب الطرق إلى مدارس الإخراج، فهو لا يجامل في الاستخدام المبالغ للموسيقى كما يفعل بقية المخرجين، وقيل إنه لايحاول المغالاة في استخدام الموسيقى، وأنه لا يستخدم في الفواصل غير قطعة موسيقية واحدة تكون بمثابة ستارة على نهاية مقطع أو نهاية مقطع آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى