
شهر رمضان هو شهر الروحانيات والتقرب إلى الله، ولكنه قد يكون أيضًا فترة مليئة بالضغوط والمسئوليات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحكم في التوتر والعصبية.
فمع تغير الروتين اليومي، والصيام لساعات طويلة، وضغوط العمل والمنزل، قد يجد البعض صعوبة في الحفاظ على هدوئهم.
أكدت خبيرة التنمية البشرية ومدربة الحياة شيرين محمود، أن السيطرة على التوتر والعصبية خلال شهر رمضان تتطلب توازنًا بين العناية بالجسد، تنظيم الوقت، والتقرب إلى الله.
فمن خلال الالتزام ببعض العادات يمكن أن يصبح رمضان تجربة هادئة ومريحة، بعيدًا عن الانفعالات والتوترات، فالسيطرة على التوتر والعصبية في رمضان ليست فقط ممكنة، بل يمكن أن تعزز التجربة الروحانية لهذا الشهر.
أسباب التوتر والعصبية في رمضان
السيطرة على العصبيةالسيطرة على العصبية
وأضافت خبيرة التنمية البشرية، أنه قبل أن نتحدث عن الحلول، من المهم فهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالتوتر والانفعال خلال الشهر الكريم، والتي تستعرضها فى السطور التالية:
التغيرات الجسدية: الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة قد يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، مما يسبب تقلبات مزاجية.
قلة النوم: السهر للاستمتاع بالعبادات أو التحضير للسحور قد يؤدي إلى اضطراب النوم، مما يزيد من الإرهاق والعصبية.
الضغوط المنزلية: زيادة الأعباء المنزلية، مثل إعداد الإفطار والسحور، قد تسبب ضغطًا إضافيًا، خاصة للمرأة العاملة أو الأم.
ضغط العمل: استمرار الالتزامات المهنية بنفس القوة رغم الصيام قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتوتر.
التوقف عن بعض العادات: الأشخاص المدمنون على الكافيين أو التدخين قد يعانون من أعراض انسحابية تؤثر على مزاجهم وسلوكهم.
طرق فعالة للسيطرة على التوتر والعصبية خلال رمضان
السيطرة على التوترالسيطرة على التوتر
وتستعرض شيرين محمود، في السطور التالية أهم الطرق الأكثر فاعلية في السيطرة على التوتر والعصبية خلال شهر رمضان.
- 1. تحسين العادات الغذائية
التغذية السليمة تلعب دورًا رئيسيًا في ضبط المزاج خلال رمضان. إليك بعض النصائح الغذائية التي تساعد في تقليل التوتر:
تناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على مستوى الطاقة لفترة أطول.
تجنب الأطعمة الغنية بالسكر والكافيين، لأنها تؤدي إلى تقلبات سريعة في مستويات الطاقة والمزاج.
شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لمنع الجفاف الذي قد يسبب الصداع والتعب والانفعال.
- 2. إدارة الوقت بفعالية
وضع جدول زمني مرن يساعد في تخفيف الضغوط، مثل تحديد أوقات مخصصة للعمل، العبادات، والراحة.
تجنب تراكم المهام وتأجيلها، مما يؤدي إلى القلق وضيق الوقت.
تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن إنجازها بسهولة، مما يقلل من الشعور بالإرهاق.
- 3. تحسين جودة النوم
تحديد موعد ثابت للنوم والاستيقاظ، ومحاولة أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار لتعويض قلة النوم.
الابتعاد عن استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث إن الضوء الأزرق يؤثر على جودة النوم.
الاسترخاء قبل النوم من خلال قراءة القرآن أو ممارسة تمارين التنفس العميق.
- 4. ممارسة تمارين الاسترخاء
تمارين التنفس العميق تساعد في تهدئة الأعصاب، مثل التنفس البطيء عبر الأنف والزفير عبر الفم ببطء.
تمارين التمدد واليوغا تساعد في تقليل التوتر الجسدي والعاطفي.
المشي بعد الإفطار يساعد في تصفية الذهن وتحسين الحالة المزاجية.
الاسترخاءالاسترخاء
- 5. تجنب الجدال والمواقف السلبية
تجنب الدخول في مناقشات حادة قد تثير العصبية.
ممارسة التسامح والتغافل والتركيز على الأجواء الروحانية بدلًا من التركيز على السلبيات.
إذا شعرت بالغضب، استعن بالوضوء والصلاة، فالنبي ﷺ أوصى بأن الوضوء يطفئ الغضب.
- 6. تعزيز الجانب الروحاني
الإكثار من قراءة القرآن، فهو يبعث على الطمأنينة ويقلل من التوتر.
الإكثار من الدعاء والذكر، خاصة عند الشعور بالضغط، فذكر الله يساعد في تهدئة القلب.
الحرص على صلاة التراويح والقيام، فهي ليست فقط عبادة، بل وسيلة فعالة لتخفيف الضغوط النفسية.
- 7. تخصيص وقت للراحة والاستجمام
لا بأس بأخذ استراحة قصيرة أثناء اليوم والاستمتاع بلحظات من الهدوء بعيدًا عن الضغوط.
يمكن مشاهدة برنامج هادف، الاستماع إلى أدعية صوتية، أو ممارسة هواية مثل القراءة أو الكتابة.
- 8. التكيف مع الضغوط اليومية بصبر
تذكر أن رمضان ليس فقط صيامًا عن الطعام، بل هو فرصة للتدرب على الصبر وضبط النفس.
عند مواجهة موقف صعب، تذكر قوله تعالى: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ” (البقرة: 45).
مارس التفكير الإيجابي، وذكر نفسك بأن كل ضغط يمر بسلام، وأن رمضان فرصة للتحلي بالهدوء.