أخبارعاجل

الكنيسة مبنى ومعنى.. رمزية التصميم في الكنائس ودلالة البناء.. 3 أشكال هندسية تحمل رموزًا تمثل عقائد الإيمان المسيحي

كتب- سامح عبد الغني

لم تكن الكنيسة مجرد بناء حجري، بل هي رسالة تنطق بلغة الإيمان عبر هندستها وتصميمها. تُبنى الكنائس بأشكال هندسية تحمل رموزًا عميقة تمثل عقائد الإيمان المسيحي، وتجعل من كل زاوية فيها دعوة للتأمل في معانيها. ويتم اختيار شكل واحد للبناء حسب المساحة المتاحة والإمكانيات المتاحة، ولا يتطلب أن تبنى الكنيسة على مساحة كبيرة أو بتكاليف باهظة، فالهدف واحد وهو الصلاة المشتركة.

 

وأكد القس مقار ليشع كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بالقصيرين، أن تصميم بناء الكنائس، الدائرة، السفينة، والصليب، ليست مجرد أشكال هندسية، بل هي دعوات روحية للتأمل في علاقة الإنسان بالله، فالدائرة تذكير بمحبة الله الأبدية التي لا تنقطع، والسفينة إحساس بالأمان والخلاص، والصليب تعبير عن التضحية والمحبة.

 

وأضاف القس بطرس فؤاد، كاهن كنيسة الكوكبان الأنبا بيشوى والأنبا كاراس بمدينة النور وعضو مجلس كنائس مصر، أن كل كنيسة سواء بُنيت على شكل دائرة، سفينة، أو صليب، تحمل رسالة عميقة تتجاوز الجمال الهندسي لتصل إلى عمق الروح. فالتصميم ليس مجرد بناء، بل هو شهادة على الإيمان ودعوة للعيش في سلام ومحبة تحت ظل الله، الذي يجمعنا جميعًا في بيت واحد.

 

أشكال المبني الكنسي حسب آباء الكنيسة

1. الكنيسة على شكل دائرة.. رمز الأبدية

 

يُعتبر الشكل الدائري رمزًا قويًا للأبدية، فالدائرة بلا بداية أو نهاية، حيث يعبر الشكل عن الله الذي لا بداية له ولا نهاية، وعن سر الحياة الأبدية التي يُقدمها الإيمان وطبيعة الكنيسة الأبدية.

وغالبًا ما يكون التصميم الدائري مصحوبًا بقبة مركزية تُعطي شعورًا بالارتباط بين السماء والأرض. ويذكر التصميم الدائري المصلين بأن الكنيسة هي باب السماء والمكان الذي يتواصل فيه الإنسان مع الله الذي يحيط بكل شيء.

 

2. الكنيسة على شكل سفينة.. رمز الخلاص

 

يعبر عن طبيعة الكنيسة كسفينة للنجاة مثل فلك نوح الذي كان سبباً في نجاته هو وأسرته من الطوفان. ويُمثل التصميم رمزًا للخلاص. وتشير السفينة إلى دور الكنيسة في حماية المؤمنين من أمواج الخطايا والمصاعب، وهي ملاذ المؤمنين وسط العواصف الروحية.

 

3. الكنيسة على شكل صليب.. رمز الفداء

يُعد الشكل الصليبي في بناء الكنائس الأكثر تعبيرًا عن الإيمان المسيحي، حيث يُذكّر المؤمنين بفداء السيد المسيح وموته من أجل خلاص البشرية. فهو تعبيرعن طبيعة الكنيسة كجسد المسيح المصلوب. وتعتبر الذراعان الجانبيتان للصليب تمثلان احتضان الكنيسة لجميع المؤمنين، بغض النظر عن خلفياتهم. فالشكل الصليبي يذكر الجميع بأن الكنيسة ليست فقط بيتًا للعبادة، بل هي مكان للتأمل في معاني الصليب ودوره في حياة المؤمن.

 

وفي السياق ذاته، أشار القس مقار ليشع إلى أن معنى كلمة كنيسة هي مأخوذة من الكلمة العبرية “كنيس” وتعنى محفل أو مجمع، والكلمة اليونانية المرادفة لها والتي تحمل نفس المعنى هي “إككليسيا”، مؤكدا أن الكنيسة الأرثوذكسية تحمل 3 معاني، فالكنيسة كمبني يقصد بها المكان الذي يجتمع فيه المؤمنين، والكنيسة كإكليروس (إكليرونوميا أى ميراث) وهم الآباء الكهنة والشمامسة المسئولين عن الصلاة، والكنيسة كجماعة المؤمنين يرتبط أعضاء الكنيسة الذين هم جسد المسيح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى