شهدت محافظة الإسكندرية، حالة من التقلبات الجوية تأثرا بظاهرة التغيرات المناخية، حيث شهدت الإسكندرية مع بداية شهر طوبة تقلبات جوية مستمرة بين الأجواء الدافئة وتكاثف الشبورة المائية، على خلاف المعتاد وهو أحد أشهر الشهور القبطية برودة فى الطقس، وبين الأجواء الباردة والأمطار حينا آخر.
وأدت ظاهرة التغيرات المناخية إلى اختفاء نوة الفيضة الكبرى، وتأخر نوة الغطاس التى كانت تضرب الإسكندرية فى 19يناير يناير، متأخرة يومين عن موعدها، وجاءت كمية الأمطار متوسطة، مع توقعات بتأخر نوة “الكرم” حيث من المتوقع أن تضرب الإسكندرية يوم الأربعاء المقبل.
ومع تلك التغيرات الجوية، شهدت الإسكندرية على مدار الأيام السابقة واليوم، كثافة للشبورة المائية صباحا، حيث أعلنت المحافظة أنه تم إغلاق الطريق الصحراوى صباح اليوم بداية من بوابة الرسوم، بسبب كثافة الشبورة، وتم إعادة فتح الطريق بعد انقشاع الشبورة، وناشدت المحافظة قائدي المركبات توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة، واتخاذ كافة التدابير اللازمة.
ووفق توقعات هيئة الأرصاد الجوية، فإن طقس الإسكندرية قد يكون مستقرا حتى يوم الثلاثاء القادم حيث تتراوح درجات الحرارة من 20 الى21 فى العظمى، ومن 12 إلى 13 فى الصغرى مع تكون الشبورة المائية صباحا.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية، من تقلبات جوية جديدة على شمال البلاد تبدأ الأربعاء القادم، حيث توقعات بهطول أمطار متفاوتة الشدة على شمال البلاد، يصاحبها انخفاض كبير فى درجات الحرارة والتى سوف تتراوح من 18الى 17 درجة فى العظمى، ومن 10 الى 9 درجات فى الصغرى، وهى نوة “الكرم” كما يطلق عليها أهالى الإسكندرية، والتى جاءت متأخرة عن موعدها حيث من المعتاد أن تضرب الإسكندرية فى الأيام الأخيرة من شهر يناير وتحديدا فى 28 يناير من كل عام.
ونستعرض فى السطور التالية، نوات الشتاء بالاسكندرية ومواعيدها والظواهر الجوية المصاحبة لها :
نوة الفيضة الكبرى.. يزداد ارتفاع الأمواج وتوقف مهنة الصيد
نوة الفيضة الكبرى وتهب على الإسكندرية فى النصف الأول من شهر يناير، وسميت بهذا الاسم لأنها تجعل البحر يفيض ويزداد ارتفاع الامواج بشدة مما يصعب خلالها ممارسة مهنة الصيد، وتستمر الفيضة الكبرى لمدة 6 أيام وتهب خلالها رياح جنوبية غربية شديدة الأمطار.
نوة الغطاس.. رياح غربية ممطرة
نوة الغطاس وقد سميت بهذا الاسم لأنها تهب على الإسكندرية بالتزامن مع احتفال الأقباط بعيد الغطاس، وتهب على الإسكندرية فى النصف الاخير من شهر يناير وتستمر 3 أيام وتهب على الإسكندرية خلالها رياح غربية ممطرة.
نوة الكرم.. كريمة فى أيامها وأمطارها
نوة الكرم وتهب على الإسكندرية فى الأيام الأخيرة من شهر يناير، وتستمر لمدة 7 أيام، ولذلك سميت بنوة الكرم، لأنها كريمة فى أمطارها وطول مدة استمرارها، وتتوقف ممارسة مهنة الصيد خلالها بسبب الرياح الغربية وشدة الأمطار.
نوة الشمس الصغيرة.. أمطار والشمس ساطعة
نوة الشمس الصغيرة وهى تستمر 3 أيام فقط وسميت بهذا الاسم لأن الشمس تظل ساطعة حتى فى فترات تساقط الأمطار، وتهب على الإسكندرية فى منتصف شهر فبراير ويصاحبها رياح غربية وتكون شديدة الأمطار.
نوة السلوم.. يومين فقط
نوة السلوم وتهب على الإسكندرية فى أوائل شهر مارس وتستمر لمدة يومين فقط وتهب على الإسكندرية خلالها رياح جنوبية غربية يصاحبها الأمطار، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لهبوب رياح غربية من جهة السلوم.
نوة الحسوم.. أشد النوات برق ورعد
نوة الحسوم وهى من أشد النوات التى تهب على عروس البحر المتوسط، وتهب فى الاسبوع الاول من شهر مارس، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لشدتها ولأنها تتميز ببرق ورعد شديدين وهطول الأمطار وتعتبر آخر النوات الممطرة الشديدة التى تهب على الإسكندرية.
نوة الشمس الكبيرة.. رياح بلا أمطار
نوة الشمس الكبيرة وتستمر يومين وتهب على الإسكندرية رياح شرقية ولكنها غير ممطرة وسميت بهذا الاسم لأن سطوع الشمس تزداد خلالها قوة.
نوة عوة.. آخر النوات الباردة
نوة عوة أو برد العجوزة وتهب على الإسكندرية فى الأسبوع الأخير من شهر مارس، وهى نوة شديدة تهب خلالها رياح شرقية وتستمر لمدة أيام، وتعتبر آخر النوات الباردة واختلف الكثيرون على سبب تسميتها ولا يعرف احد سبب تسميتها بهذا الاسم.
وتستعد محافظة الإسكندرية لموسم النوات الممطرة ، بإتخاذ الإجراءات اللازمة ، حيث يقوم الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية برفع درجة الاستعداد بكافة أحياء المحافظة، للتعامل مع النوات وتوقعات هيئة الأرصاد الجوية .
وأكد محافظ الإسكندرية، على أنه يتم اتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن جاهزية المحافظة للتعامل مع أي أحداث أو أزمات طارئة من خلال مراجعة جاهزية كافة المُعدات للسيطرة على أي أزمة أو كارثة طبيعية ومجابهة التغييرات المُناخية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالاستعداد الكامل لإدارة الأزمات والكوارث، وربط مراكز الأزمات بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.
وأوضح الفريق أحمد خالد، أن إجمالي عدد معدات المحافظة تبلغ 1250 مُعدة هندسية ذات طبيعة خاصة ومركبة مجهزة وناقلة، تتضمن: (مُعدات الصرف الصحي، ومُعدات شركة مياه الشرب، والمُعدات الهندسية للأحياء، ومُعدات شركة الكهرباء، وسيارات الإسعاف).
كما أضاف محافظ الإسكندرية أن هناك أطقم فنية مُدربة في مختلفة القطاعات على استخدام تلك المُعدات للتعامل الفوري والتدخل السريع بالمناطق المتضررة، لافتًا إلى أنه تم تنفيذ عدة سيناريوهات للتعامل مع نقاط تجمع الأمطار بالمحافظة خلال النوات الماضية.
وأن إجمالي المعدات عبارة عن 80 معدة خاصة بالصرف الصحي تعمل على الاسهام في عمليات تطهير مواقع منظومة الصرف الصحي، وسحب تجمعات مياه الأمطار أثناء النوات، مع الجاهزية لتنفيذ أي مهمة طبقاً للتغييرات المُناخية، بالإضافة إلى 60 معدة لمياه الشرب مُجهزة لنزح المياه، و 50 معدة تابعة لشركة توزيع الكهرباء تستخدم لتأمين وتوفير الاحتياجات اللازمة من الكهرباء للمنشآت الهامة، مثل: المستشفيات، ومحطات الصرف الصحي، ومحطات المياه، و كذلك 20 عربة اسعاف مجهزة لنقل الحالات الطارئة وغير الطارئة، بمعدل متوسط (400 – 430) بلاغاً يومياً، وفي حالة الأزمات يتم رفع معدل التشغيل بنسبة 100%، بالإضافة إلى 40 مُعدة هندسية بالأحياء مهمتها فتح الطرق في حالة انهيار عقارات، وازالة أي معيقات على الطرق الرئيسية والسريعة، والعمل بالمواقع غير المُمهدة، والتدخل لرفع التراكمات الخاصة بأعمال الردم والإزالات.
ويشدد محافظ الإسكندرية على جميع الأجهزة التنفيذية ورؤساء الأحياء بالتنسيق الكامل مع شركة الصرف الصحي، والمتابعة اللحظية لحالة الشوارع ورصد أية حالات طارئة، والتأكد من تحقيق السيولة المرورية بكافة الشوارع. كما وجه سيادته المسئولين بغرفة عمليات المحافظة، ومركز السيطرة بالمتابعة الفورية للموقف ورصد أي تداعيات ناتجة جراء ذلك.
يأتى ذلك مع تشكيل غرفة عمليات بالمحافظة بشكل دائم ومستمر لاستقبال شكاوى المواطنين الخاصة بتراكمات مياه الأمطار للتدخل الفوري.