“القاتل أبني والمقتول أبني”.. رسائل الأب المكلوم تحرك مشاعر الحضور.. والمحكمة تعاقب لقاتل أخيه المؤبد
كتبت- نجلاء محمد
أنا والد القاتل والمقتول، من داخل أروقة محكمة جنوب الجيزة تعالت صيحات الأب الملكوم الذي قتل نجله شقيقه، يحاول كسب تعاطف الحضور، محاولا التشبث بأي طريق لمنع إعدام نجله الثاني، فقد خسر الأول ولا يريد أن يخسر الثاني.
الأب يطلب العفو خلال المحاكمة
وخلال جلسة المحاكمة، تنازل الأب المكلوم عن الحق المدني الخاص بابنه، وطلب العفو عن ابنه القاتل، طالبا من القاضي الرحمة، قائلًا: “فالقاتل ابني والمقتول ابني، فارحمني”.
واستشهد الأب بنص المادة 7 من قانون العقوبات: “لا تخل أحكام هذا القانون في أي حال من الأحوال بالحقوق الشخصية المقررة في الشريعة الغراء”.
وواجه المستشار طارق خميس، رئيس الدائرة، قبل النطق بالحكم، المتهم في قفص الاتهام قائلًا: “أنت قتلت أخاك يا عمر؟”، فرد الأخير: “أيوه يا فندم”، ليكتفي القاضي بمعاقبته بالسجن المؤبد.
المؤبد للمتهم بقتل شقيقه في الجيزة
وفي نهاية الجلسة، عاقبت محكمة جنوب الجيزة، المتهم بقتل شقيقه وسحل جثمان الضحية في الطريق العام بقرية نكلا في منشأة القناطر بالجيزة، بالسجن المؤبد.
وكشفت النيابة العامة أن المتهم “ع.ر” قتل شقيقه المجني عليه “ع.ر” عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بيّت النية وعقد العزم على التخلص منه، وتحين الفرصة المناسبة، وما إن تهيأ له الظرف حتى كال له ضربات عدة باستخدام “عصا” حتى خارت قواه.
تحقيقات النيابة العامة في جريمة القتل
وذكرت النيابة العامة أن المتهم، بعدما قتل أخاه بالعصا، استلَّ “سكينًا” وانهال عليه بطعنات متتالية قاسية استقرت في مواضع قاتلة بجسده، واستتبع ذلك بسحل المجني عليه إلى الطريق العام، ثم أجهز عليه أمام أعين المارة بأن كال له ضربة باستخدام أداة “قالب طوب”، قاصدًا قتله، فأحدث به الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته.
واعترف المتهم، بقتل شقيقه “ع” بأن انقضَّ عليه بعصا حال غياب والديه عن المنزل، بسبب خلاف سابق بينهما، وسدد له طعنات قاتلة، وسحل جثمانه في الشارع، ثم اعتدى عليه بحجر للانتقام منه.
تقرير الطب الشرعي عن الجثة
وثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي أن الإصابات المشاهدة بجثمان المجني عليه في يمين ويسار الصدر، وأعلى البطن، وأعلى الظهر، والرسغ، والساق، وعددها سبعة عشر إصابة، هي إصابات حيوية حديثة ذات طبيعة قطعية وطعنية، حدثت نتيجة المصادمة بجسم صلب ذي طبيعة حادة وطرف مدبب، وهي جائزة الحدوث باستخدام السكين.
وكشف تقرير الطب الشرعي أن الإصابات المشاهدة بالرأس، والركبة، والوجه، هي إصابات حيوية حديثة ذات طبيعة رضية، حدثت نتيجة المصادمة بجسم صلب راض أيا كان نوعه، وهي متصورة الحدوث باستخدام الحجر المستخدم في الجريمة. لذا، تُعزى الوفاة إلى الإصابات الطعنية النافذة بالصدر والبطن، والإصابات الرضّية بالرأس ومضاعفاتها.