كريمة الشامى تكتب: الفريق جلال الهريدي أيقونة مصر الوطنية
ا.د.كريمة فؤاد الشامى الأستاذ بجامعة المنصورة وأمينة المرأة لحزب حماة الوطن محافظة الجيزة
رحل عن عالمنا ليل يوم الاثنين، الفريق المصري فخري جلال محمود الهريدي، مؤسس ورئيس حزب حماة الوطن ومؤسس سلاح الصاعقة المصرية حيث أقيمت له جنازة عسكرية بمنطقة المراسم العسكرية بمسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس بحضور عدد من قادة القوات المسلحة والشخصيات العامة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ ورؤساء الأحزاب. حيث كان حزب حماة الوطن قد أعلن وفاة الفريق جلال الهريدي، رئيس الحزب، بعد رحلة عطاء في العديد من المواقع. وأكد الحزب أن الراحل الفريق جلال الهريدي انتقل إلى جوار ربه بعدما أدى رسالته في خدمة الوطن وقضاياه. وقد أقيم العزاء في مسجد المشير طنطاوي مساء اليوم الأربعاء.
لقد وُلد الفريق جلال هريدي عام 1929، وكان له دور بارز في العمل السياسي عقب ثورة 30 يونيو 2013. ويُعد الفريق جلال هريدي أحد قيادات القوات المسلحة، وهو أحد مؤسسي سلاح الصاعقة المصري. أسس أول فرقة صاعقة مصرية عام 1955 بالقوات المسلحة قبل أن ينشأ السلاح بالكامل رسميا عام 1957. وشارك في العديد من الحروب المهمة التي خاضتها مصر فى تاريخها المعاصر، في مقدمتها العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، حرب 1967 وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 حيث ترك إرثا مشرفا، حيث أثرى الحياة السياسية بعد تاريخ حافل من خدمة الوطن في القوات المسلحة وذكريات تُخلد فى سجلات التاريخ العسكرى والسياسى لمصر. كما يعد أحد الرموز العسكرية فى تاريخ مصر عبر مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية فى خدمة الوطن والقوات المسلحة تاركاً خلفه ذكريات تُخلد فى سجلات التاريخ العسكرى والسياسى لمصر.
وإذا تحدثنا عن مواقفه مع الرؤساء, فقد قال الفريق هريدي أنه عانى في حياته من الرئيس السابق جمال عبد الناصر عندما خيره بين وظيفة ملحق عسكري في الصومال أو إقالته، معتبرا أن الرئيس عبد الناصر كان يخشى قوات الصاعقة فقرر إبعاده وإحالته إلى المعاش. وهذا الموقف استمر في عصر الرئيس أنور السادات إلى أن سمح له محمد حسني مبارك بحضور احتفالات قوات الصاعقة.
وأما عن تكريمه, فقد حصل على عشرات الدروع والشهادات من هيئات ثقافية وجامعية ومنتديات مصرية ودولية. ففي عهد الرئيس السابق محمد مرسي في احتفالات حرب أكتوبر لعام 2012 تم تكريمه بمنحه رتبة فريق فخري ونوط للتكريم وصرح هريدي: «أنه بمنحه درجة الفريق الفخري من رئيس الجمهورية فهو يشعر أن كرامته عادت له مرة أخرى في أخر أيام عمره وبعد وصوله لسن الـ83 سنة». وفي أكتوبر 2012 تم إقامة احتفالية على شرفه في دار المشاة بواسطة جمعية ضباط الصاعقة المتقاعدين حضرها عدد من أبطال قوات الصاعقة، حضرها المستشار فاروق سلطان، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، واللواء أركان حرب نبيل شكرى، قائد قوات الصاعقة في حرب أكتوبر، والفريق صلاح عبدالحليم الرئيس الأسبق لهيئة عمليات القوات المسلحة، واللواء سامى سعد زغلول قائد وحدات الصاعقة، وطارق وجمال نجلا المشير عبد الحكيم عامر والكاتب الصحفى صلاح منتصر.
أما عن تأسيسه لحزب حماة الوطن , فقد تقدم في يونيو 2013 جلال هريدي ويرافقه مجموعة من الضباط المتقاعدين بطلب إلي لجنة شئون الأحزاب برئاسة المستشار محمد عيد محجوب أمين عام المجلس الأعلى للقضاء لتدشين حزب جديد باسم «حزب حماة الوطن» الذي كان بمثابة منصة لحماية مصر وشعبها من حالة التخبط السياسي، وحضر اللواء هريدي ومعه 6ألاف توقيع ليتجاوز النسب القانونية المطلوبة لتدشين الحزب ليبدأ الدخول إلي العمل السياسي ابتداء من يوم 13 يونيو 2013. وقال هريدي : «أن الحزب هدفه حماية مصر وشعبها من حالة التخبط السياسي التي تمر بها البلاد في ظل حالة من عدم الوعي السياسي من قبل الاحزاب لما يحدث في مصر وهذا ما دفعة هو والضباط المتقاعدين لإنشاء حزب لإحياء الأمل لغد أفضل للمصريين» وساهم الحزب بشكل كبير في رفع الوعي السياسي ومواجهة التحديات التي واجهت البلاد خلال تلك المرحلة الحرجة.
في ديسمبر 2013 صرح جلال هريدي رئيس الحزب: «أن الحزب يؤمن بثورتى يناير ويونيو وسيعمل جاهدا للحفاظ عليهما، وأشار خلال كلمته بالمؤتمر التأسيسى للحزب المنعقد بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر، إلى أن الحزب يده مفتوحة لكل مثقف أو حزب سياسي يساعده في عمله، موضحا أن الحزب لكل مصري ولكل فئة في الوطن، وأنه ضد الإقصاء أو التمييز. وأثنى على المجهود الذي قام به الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب، مؤكدا أننا جميعا نسيج واحد، وأن كل مصرى يقوم بدوره حسب طاقته»
رحم الله فقيدنا وأسكنه الله فسيح جناته وإنا لله وإنا اليه راجعون