شهد سعر أونصة الذهب العالمي تراجع خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بعد تداولها بداية الأسبوع بالقرب أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله، يأتي هذا التراجع قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية التي قد تعطي المزيد من الوضوح للأسواق بشأن الموعد الذي قد يبدأ فيه البنك الفيدرالي الأمريكية في خفض أسعار الفائدة.
للأسبوع العاشر على التوالي تشهد التدفقات النقدية خروج من صناديق الذهب وخلال شهري يناير وفبراير سجلت الصناديق خروج استثمارات بما قيمته 100 طن من الذهب.
رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية، كشفت في تقرير لها أنه مع نهاية شهر فبراير 2024 انخفضت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8562 طن منخفضة بنسبة 0.8% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 563.7 مليار دولار.
تدل هذه البيانات على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا التراجع في مخزونات الذهب فإن هذا يعني استمرار تراجع الطلب الاستثماري على الذهب على الرغم من ارتفاع المضاربات على عقود شراء الذهب إلى مستويات تاريخية.
مجلس الذهب العالمي أصدر أيضاً بيانات بخصوص التدفقات النقدية لدى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ليظهر تسجيل صافي خروج للتدفقات النقدية والاستثمارات من الصناديق خلال الأسبوع المنتهي في 8 مارس بمقدار – 8.5 طن ذهب.
وعن التداولات الفورية للذهب، فقد تراجع سعر الذهب الفوري اليوم الثلاثاء بنسبة 0.2% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2177 دولار للأونصة بعد أن كان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2182 دولار للأونصة، وكان قد سجل أعلى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 2189 دولار للأونصة.
الارتفاع المتواصل في أسعار الذهب لـ 9 جلسات متتالية وتسجيله أعلى مستوى تاريخي نهاية الأسبوع الماضي عند 2195 دولار للأونصة، دفع المستثمرين إلى بعض عمليات البيع من أجل جني الأرباح وتعديل المراكز وذلك قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية في وقت لاحق من جلسة اليوم.
ينصب تركيز الأسواق الآن بشكل مباشر على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية الرئيسية، للحصول على مزيد من الإشارات حول المسار المحتمل لأسعار الفائدة، ومن المتوقع أن تظهر القراءة أن التضخم ظل ثابتًا في فبراير، وأعلى بكثير من الهدف السنوي للبنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪.
السبب وراء اهتمام الأسواق ببيانات التضخم اليوم أن عدد كبير من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي وأبرزهم رئيس البنك جيروم باول صرحوا إن توقيت وحجم أي تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام سيكون مرتبطًا بشكل وثيق بمسار التضخم ومن المتوقع أن تقدم بيانات التضخم مزيدًا من الاتجاه للأسواق بعد الإشارات المتضاربة إلى حد كبير من بيانات تقرير الوظائف الأسبوع الماضي.
ونجح الدولار الأمريكي في الارتفاع منذ بداية الأسبوع بشكل طفيف بعد الانخفاض الكبير الذي شهده خلال الثلاثة أسابيع الماضية، وتسجيله أدنى مستوى منذ قرابة شهرين بسبب تزايد التوقعات في الأسواق أن البنك الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة في يونيو.
تصريحات رئيس الفيدرالي باول أمام اللجنة المصرفية للكونجرس الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، أشار إلى أن التضخم يقترب من المستويات المطمئنة للبنك الفيدرالي، والتي معها يستطيع اتخاذ قرار خفض الفائدة.
بالإضافة إلى بيانات الوظائف التي أظهرت ارتفاع معدل البطالة الأمريكية وتراجع مستويات الأجور، تسبب هذا في تزايد توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة في يونيو لتضع احتمال بنسبة 75% لحدوث هذا.
توقعات أسعار الذهب العالمية
تراجعت أونصة الذهب العالمي بشكل محدود خلال تداولات اليوم الثلاثاء بعد 9 جلسات متتالية من الصعود، وذلك قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال جلسة اليوم، والتي من شأنها أن تحدد مسار التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة القادمة، وبالتالي ستؤثر على تحركات الذهب بشكل كبير خلال جلسة اليوم.
تحرك سعر الأونصة العالمية في اتجاه عرضي حول المستوى 2180 دولار للأونصة منذ بداية الأسبوع، وقد تستمر هذه التحركات حتى صدور بيانات التضخم الأمريكية، والتي قد تدفع السعر إلى الخروج من هذه المنطقة وتحديد توجه جديد.
في حالة جاءت بيانات التضخم في صالح الذهب قد يخترق المستوى 2190 دولارؤ بحسب تحليل جولد بيليون ليعود لاعادة اختبار المستوى 2200 دولار للأونصة. أما إذا جاءت البيانات ضد الذهب فقد تدفعه إلى كسر المستوى 2170 دولار للأونصة ليبدأ تصحيح سلبي يستهدف منطقة 2140 – 2150 دولار للأونصة وبعدها المستوى 2120 دولار.