السمنة لدى الأطفال واحدة من أبرز المخاطر الصحية التي تواجه المجتمعات حول العالم، حيث أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن أكثر من 390 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا كانوا يعانون زيادة الوزن عام 2022.
أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن السمنة عند الأطفال لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد لتشمل أبعادًا نفسية تحتاج إلى تعامل دقيق من قبل الأسرة والمجتمع.
وأكد «فرويز» أن أسباب السمنة لدى الأطفال غالبًا ما تكون مزيجًا من العوامل الجسدية والنفسية، مشيرًا إلى:
- 1. العوامل الوراثية: قد يلعب الجين الوراثي دورًا كبيرًا في زيادة وزن الطفل.
- 2. السلوكيات الغذائية الخاطئة: تناول الأطعمة السريعة والمشروبات السكرية بشكل مفرط.
- 3. قلة النشاط البدني: الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية بدلًا من الأنشطة البدنية.
- 4. الضغوط النفسية: قد يلجأ بعض الأطفال لتناول الطعام كوسيلة للتغلب على التوتر والقلق.
“الأهل كلمة السر”.. علاج السمنة عند الأطفال
وشدد الدكتور فرويز على أن للأسرة دورًا حاسمًا في دعم الطفل لمواجهة مشكلة السمنة، وقدم النصائح التالية:
تعزيز الثقة بالنفس: بمساعدة الطفل على تقبل ذاته وتشجيعه بدلًا من توبيخه.
التوعية الغذائية: بتعليم الطفل أهمية تناول الطعام الصحي بدلًا من الاعتماد على الوجبات السريعة.
التعاون مع المختصين: بالعمل مع أطباء التغذية والنفسيين لوضع خطة شاملة لتحسين الصحة الجسدية والنفسية للطفل.
أبعاد نفسية للسمنة عند الأطفال
أوضح فرويز أن السمنة قد تؤدي إلى مشكلات نفسية مثل:
انخفاض تقدير الذات.
صعوبة تكوين علاقات اجتماعية.
التعرض للتنمر، مما يزيد من حدة المشكلات النفسية.
حلول عملية للتغلب على السمنة
- 1. الأنماط الغذائية الصحية: إدخال الخضروات والفواكه كجزء رئيسي في النظام الغذائي.
- 2. تشجيع النشاط البدني: بالاشتراك في الأنشطة الرياضية أو تخصيص وقت للعب في الخارج.
- 3. الابتعاد عن التأنيب: بتجنب لوم الطفل على وزنه أو طريقة تناوله للطعام.
- 4. تهيئة بيئة داعمة: بتوفير الدعم النفسي للطفل بدلًا من زيادة الضغط عليه.
واختتم الدكتور جمال فرويز حديثه بالتأكيد على أن السمنة عند الأطفال ليست مشكلة مستعصية، لكنها تتطلب تعاونًا بين الأسرة والمختصين، بالتوجيه الصحيح والدعم النفسي، ويمكن مساعدة الأطفال على تحسين صحتهم النفسية والجسدية، وبناء مستقبل أفضل.