عندما تتحول القضبان إلى جسور من الأمل.. قصص تُروى بين الأسوار وألحان تنبض بالحياة.. حقوقيون يشيدون بالمزج بين فلسفة العقاب ورؤية المستقبل.. ويؤكدون: يضىء درب الإنسانية
وسط رمال القاهرة الذهبية، يقف مركز إصلاح وتأهيل بدر شاهدًا على تطور مفهوم العدالة، حيث تُضاء شعلة الأمل في قلوب النزلاء، وتُعاد صياغة الحكايات التي ظلت ناقصة، هنا، تُثبت مصر أن العقاب ليس نهاية، بل بداية جديدة تُروى بحبر الإنسانية.
زيارة تعيد رسم الصورة
في إطار فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان، فتح مجمع بدر أبوابه لاستقبال وفد من المنظمات الحقوقية والدولية، ضم الوفد ممثلين عن لجان حقوق الإنسان بمجلسي النواب والشيوخ، ومسؤولي حقوق الإنسان بوزارتي الخارجية والعدل، إلى جانب منظمات أممية وأفريقية، حيث تهدف هذه الزيارة للاطلاع على التجربة المصرية الرائدة التي تتوافق مع المعايير الدولية، في تناغم مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
حياة جديدة داخل الأسوار
البداية كانت من المركز الطبي، حيث الأجهزة الحديثة والعناية التي تضاهي المستشفيات المتقدمة، تأكد الزوار أن الرعاية الصحية هنا ليست ترفًا، بل جزء من فلسفة تعيد للنزيل كرامته.
بعد ذلك، كانت الجولة في المرافق التأهيلية والتعليمية، حيث البرامج المصممة بعناية لتقويم السلوكيات وصقل المهارات الحرفية والفنية، مما يجعل الاندماج في المجتمع بعد الإفراج رحلة ممكنة، لا مستحيلة.
حنان الأمومة في حضن العدالة
لحظة مؤثرة كانت في مبنى الحضانة، حيث تحتضن النزيلات أطفالهن فى بيئة توفر الرعاية والحب، وكأن المركز يُعيد بناء الجسور بين الأمهات وأطفالهن.
ولم تغب عن الزيارة منطقة الألعاب، التي أظهرت جانبًا إنسانيًا في التعامل مع هؤلاء الأطفال الأبرياء.
نغمات الحرية
ختام الجولة كان مفعمًا بالمشاعر، مع عرض فني قدمته فرقة موسيقية من النزلاء والنزيلات، الألحان كانت رسالة قوية، تؤكد أن الحواجز قد تُسجن الأجساد، لكنها لا تمنع الروح من التحليق.
إشادة ودعوة للاستمرار
في نهاية الزيارة، أشاد الوفد بمنظومة الرعاية والإصلاح داخل المركز، الرسالة التي خرجوا بها كانت واضحة: العدالة في مصر ليست فقط عقابًا، بل يدًا تُمد للنزيل ليعود إلى المجتمع إنسانًا أفضل. في بدر، تتحول جدران مركز الإصلاح والتأهيل إلى أسوار أمل، تروي حكاية وطن يضع الإنسان في قلب العدالة.