يُعتبر البحر الأحمر موطنًا لعدد كبير من الكائنات البحرية الفريدة، التي تجذب آلاف السياح سنويًا، حيث تعتبر هذه الكائنات لا تقتصر أهميتها على التنوع البيولوجي، بل تلعب أيضًا دورًا محوريًا في النشاط السياحي بالمنطقة.
وتتواجد في البحر الأحمر عدة أنواع من الدلافين، منها الدلافين الدوارة، التي تعيش في مجموعات بالقرب من سطايح وصمداي، فضلاً عن دولفين ذو الأنف الزجاجية، الذي يمكن العثور عليه شمال الغردقة في مناطق العرق والفانوس.
من جانبه قال الباحث البيئى الدكتور أحمد غلاب، أن من بين أنواع الدلافين القاتل الكاذب، قصير الزعنفه، ريسو، الحدب الهندي، والدولفين الشائع قاروي الأنف، حيث وجود أربع مناطق بحرية تعتبر بيوتًا للدلافين.
وأضاف الباحث البيئى أن هذه المناطق تقع في محميتي الجزر الشمالية وشعاب وادي الجمال، وتشمل هذه البيوت شعاب العرق والفانوس شمال الغردقة، وكذلك شعاب صمداي وسطايح بمرسى علم، و تُعد شعاب العرق والفانوس من أشهر مواقع الغوص، حيث تعيش فيها أسراب كبيرة من الدلافين.
واوضح أن هذه المناطق، التي تُعرف ببيوت الدلافين، أصبحت مقصداً رئيسياً للغواصين والسياح من جميع أنحاء العالم، وتتميز بتنوعها البيئي، مما يوفر تجربة فريدة لمحبي الغوص والتفاعل مع هذه الكائنات الذكية.
وتابع : أن في محمية وادي الجمال، فتعتبر شعاب صمداي وسطايح واحدة من أكبر تجمعات الدلافين في العالم. تتميز هذه المنطقة بتنوعها البيولوجي ووجود أكبر تجمع للدلافين في إفريقيا، شكلها يشبه حدوة الحصان، وتضم شعابًا مرجانية متنوعة، مما يجعلها موقعًا مثاليًا للدلافين.
وكشف الباحث البيئى أن إعلان منطقة صمداي محمية طبيعية عام 2000، بسبب أهمية تجمع الدلافين بها، حيث يُعتبر الثالث على مستوى العالم بعد جزر هاواي والبرازيل، و أدركت وزارة البيئة في ذلك الوقت ضرورة حماية هذه المنطقة لما تحتويه من تنوع بحري فريد. ويعود اسم “صمداي” إلى طائر الصمد، الذي كان يتواجد في تلك المنطقة خلال هجرته، مما يدل على التنوع البيولوجي الكبير الذي تمتاز به هذه المنطقة.
تُعتبر الدلافين في البحر الأحمر رمزًا للتنوع البيولوجي، كما أنها تعزز من النشاط السياحي الذي يعتمد على رؤية هذه الكائنات في بيئتها الطبيعية، لذا، تتبنى المحميات برامج للحد من الإزعاج الذي قد يتعرض له هذا النوع من الحياة البحرية، لضمان استدامتها للأجيال القادمة.