في رحلة ولت على غير رجعة؛ قصد “مينا موسي” قاهرة المُعز، عقب إعلان رأه عبر”فسيبوك” على أمل أن يجد فرصة مناسبة عقب تخرجه من معهد فني صحي بالمنيا، لكن كان في انتظار ابن العقدين واقع مأساوي كان أكثر حدة عما قبله. “قالي يا خالي أنا جايلي شغال في القاهرة.. و انا جايلك”.
قبل نحو 5 ليالٍ، وجد “مينا موسي” فرصة عمل مناسبة (رعاية مريض) في القاهرة عبر منشور على “فيسبوك” بأجر كبير، لم يتطرق ابن العقدين على أي تفاصيل بشان الإعلان، ترك عمله كممرض داخل حِضانة أطفال بعدما أمتهن العمل الطبي، عقب تخرجه من معهد فني صحي بالمنيا، قصد “مينا” قاهرة المعز في رحلة لا يعلم مصيرها.
مع بزوغ فجر الأحد، وصل قطار الصعيد محطته الأخيرة القاهرة؛ معها هاتف “مينا” خاله “جميل” قبل أن يذهب إلى الشخصين اللذين وفر له العمل ـ أصحاب الإعلان ـ “جه ريح ساعتين عندي ومشي”، التاسعة صباحًا تواصل الممرض عبر تطبيق “واتساب” مع الزبائن، حينها أرسل له أحدهما لوكيشن في منطقة الزاوية، في همة وصل “مينا” أحد شوارع حي الزاوية الحمراء الشعبي وتقابلا مع صاحبي الإعلان.
في محاولة من اللصوص لإتمام عملية الخطف على أكمل وجه اصطحباه “مينا” إلى شقة تبعد عن أنظار الجميع بحجة ضيافته، داخل شقة ضيقة انتظر الممرض نحو ساعات، رويدًا رويدًا بدت الأمور تتغير لم يجد ابن قرية “الروضة” الذي كان يأمل أن توفر له فرصة عمل أفضل في القاهرة؛ المريض ولا العمل.
قبل مغيب شمس الأحد، أغُلق هاتف “مينا” دون داعِ، وانطقعت كل سبل الأتصال مع خاله الذي كان يتابع خطاه وأسرته: ” تليفونه اتقفل ومحدش عارف هو فين”، حاول الخال أن يتوصل لابن شقيقته لكن محاولاته باءت بالفشل “قعدنا ندورعليه في كل الأماكن واتصلنا على صحابه”، لم يجد “جميل” سبيلا وحيدًا سوي أن يخبر أسرته بما جرى ويحرر محضرًا بتغيب “مينا” فجأة عقب وصوله بساعات من الصعيد.
بعد نحو 3 ليالٍ، و في منتصف الليل، مُكالمة هاتفيه وحيدة لم تُكمل ثوان معدودة تلقاها “جميل”؛ طالب فيها المُتصل من الخال مُبلغ مالي قدره 120 ألف جنيه كفدية، لإطلاق سراح الممرض “بدأوا يساوموني بالفلوس”، حتى أخبرت قوات الشرطة بالقاهرة عصر الأربعاء الماضي الأسرة بأنها عثرت على أشلاء نجلهما “مينا” في أحدى الترع.
بدورها؛ قررت جهات التحقيق بالقاهرة، بأخذ عينة دماء من الأشلاء المعثورعليها لإجراء تحليل “دي إن اي” ومضاهتها مع والده، لبيان عما إذا كان الدماء مطابقة من عدمه، عقب غلقاء القبض على المتهمان و اللذين اعترافا على التخلص من ضحيتهما “مينا” عقب إستدراجه محل الجريمة في إحدى الشقق السكنية بمنطقة الزاوية الحمراء.
ودشن هشتاج على منصات التواصل الإجتماعي المختلفة، يطالبون فيها القصاص العادل من الجناة لرد حق “مينا موسي” اللذين غدروا به من أجل المال.