
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، يجد الآباء أنفسهم أمام تحديات غير مسبوقة في تربية أبنائهم، فبينما كانت مخاوف الأجيال السابقة تقتصر على مخاطر العالم المادي، مثل حوادث الطرق والحرائق، أصبحت اليوم تمتد لتشمل مخاطر عالم الانترنت، الملئ بفرص لا حصر لها، ولكنه يحمل في طياته أيضًا تهديدات خفية.
لم يعد كافيًا تلقين الأطفال قواعد السلامة التقليدية، بل أصبح من الضروري تزويدهم بمهارات التفكير النقدي، وتوعيتهم بمخاطر التنمر الإلكتروني، والاحتيال عبر الإنترنت، والمحتوى غير اللائق.
ودقت تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) ناقوس الخطر بشأن التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، مشيرة إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.
وتوجد العديد من الطرق لحماية الأطفال في العالم الرقمي، ولمعرفة كيفية التعامل مع هذه التحديات، استطلعت آراء خبراء في الصحة النفسية، من بينهم الدكتورة كيت إشليمان، التي أكدت لموقع “Cleveland Clinic” الطبي، على أهمية اتباع نهج متوازن يجمع بين التوعية والمراقبة والتواصل الفعال.
- 1. التوعية المبكرة والتدريجية
يجب أن يبدأ الآباء في توعية أطفالهم بمخاطر الإنترنت في سن مبكرة، مع مراعاة مستوى نضجهم، فلا بد من شرح طبيعة الإنترنت كونه عالم واسع مليء بالمعلومات الصحيحة والخاطئة، والأشخاص الجيدين والسيئين.
يجب التركيز على أهمية حماية المعلومات الشخصية، وعدم مشاركتها مع الغرباء.
- 2. المراقبة الواعية والشفافة
لا تعني المراقبة التجسس على الأطفال، بل تعني الإشراف الواعي على أنشطتهم عبر الإنترنت، وتوجيههم نحو الاستخدام الآمن.
يجب أن يكون الأطفال على علم بأن آبائهم يراقبون أنشطتهم، وأن الهدف من ذلك هو حمايتهم.
يمكن استخدام أدوات الرقابة الأبوية لتصفية المحتوى غير اللائق، وتحديد وقت استخدام الإنترنت.
- 3. الحوار المفتوح والمستمر
يجب أن يسود جو من الثقة والاحترام بين الآباء والأبناء، ما يشجع الأطفال على مشاركة مخاوفهم وتجاربهم عبر الإنترنت.
يجب تخصيص وقت للحوار المنتظم مع الأطفال، والاستماع إلى آرائهم، والإجابة على أسئلتهم بصراحة.
يجب تشجيع الأطفال على الإبلاغ عن أي محتوى أو سلوك غير لائق يتعرضون له عبر الإنترنت.
- 4. وضع قواعد واضحة ومرنة
يجب وضع قواعد واضحة لاستخدام الإنترنت، وتحديد وقت محدد لاستخدامه، والمواقع والتطبيقات المسموح بها.
يجب أن تكون القواعد مرنة وقابلة للتعديل، مع مراعاة تطور التكنولوجيا واحتياجات الأطفال.
يجب أن يكون الآباء قدوة حسنة لأبنائهم في استخدام الإنترنت، وتجنب استخدامه المفرط أمامهم.
- 5. بناء علاقات واقعية وتنمية المهارات الاجتماعية
يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الواقعية، وتكوين صداقات حقيقية، وتنمية مهاراتهم الاجتماعية.
يجب الحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة، والقراءة، والهوايات الأخرى.
يجب على الاهل الانتباه الى التغيرات التي تطرأ على سلوك الاطفال ومزاجهم، ومحاولة فهم الاسباب المؤدية الى تلك التغيرات.
- 6. طلب المساعدة من الخبراء
لا يتردد الآباء في طلب المساعدة من الخبراء في الصحة النفسية، أو من المعلمين والمرشدين التربويين، عند مواجهة تحديات في التعامل مع سلوك أبنائهم عبر الإنترنت.
تبادل الخبرات مع الاباء الاخرين، لمعرفة استراتيجياتهم في التعامل مع اطفالهم في العالم الرقمي.
- 7. الواقعية والاعتدال
يجب أن يكون الآباء واقعيين في توقعاتهم، وأن يدركوا أنهم لن يتمكنوا من حماية أبنائهم بشكل كامل من مخاطر الإنترنت.
يجب أن يكونوا معتدلين في استخدامهم للرقابة الأبوية، وأن يمنحوا أبناءهم مساحة من الحرية والمسؤولية.