
فى زمن تملؤه المعلومات والنصائح المتداولة على المنصات الإلكترونية، يجد الآباء والأمهات أنفسهم محاطين بتوجيهات كثيرة حول التربية الإيجابية، البعض يشجع على ترك مساحة للأبناء للتعبير والاختيار بحرية، والابتعاد عن العنف، وتبنى أساليب تربوية قائمة على الحزم والاحترام، وفي المقابل يتلقون أيضًا مفاهيم مغلوطة تحذرهم من أن هذه الأساليب قد تؤدى إلى ضعف الشخصية أو قلة الانضباط، وبين هذا وذاك يصبح الوالدان فى حيرة: ما هو الأسلوب الصحيح الذى يحمى فطرة الأبناء من الانحراف ويرسخ فيهم القيم الأخلاقية والسلوك السليم؟
أوضحت بسمة سليم، أخصائية العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، أن التربية الإيجابية لا تعنى إطلاق الحرية بلا ضوابط، ولا القسوة تحت مسمى الحزم، وأشارت إلى أبرز الأخطاء التربوية التى يقع فيها كثير من الوالدين، وهى ما أطلقت عليه “الثنائيات المتضادة” التى تضر بفطرة الطفل وتخل بتوازنه النفسى والسلوكى.
- 1. التدليل الزائد أو القسوة المفرطة
يتصور بعض الآباء أن القسوة تصنع أبناء أقوياء، بينما يرى آخرون أن التدليل الزائد هو سبيل لحمايتهم من الألم، والحقيقة أن كلا الأسلوبين مضر، القسوة قد تشوه صورة الذات لدى الطفل وتعد أحد أشكال العنف الأسرى، والتدليل قد يسلبه الإحساس بالمسئولية، التربية الإيجابية تقوم على الحزم الحنون، أى أن يعرف الطفل ما له وما عليه في إطار من الحب والاحترام.
- 2. الحماية المفرطة أو الإهمال الكامل
يحرم بعض الآباء أبناءهم من التجربة خوفًا عليهم، بينما يدفعهم آخرون لمواجهة كل شىء بمفردهم بدعوى اكتساب الخبرة، كلا النهجين يضر الطفل، المطلوب هو “المراقبة الواعية”، أى أن تترك لطفلك مساحة للتجربة مع وجود توجيه غير مباشر يشعره بالأمان ويكسبه الثقة.
- 3. التناقض بين الوالدين
حين يسمح أحد الوالدين بأمر ويرفضه الآخر، يشعر الطفل بالارتباك، وتضعف ثقته فى الحدود والقواعد، التوافق بين الأبوين فى المواقف التربوية يعزز شعور الطفل بالأمان الداخلي ويجعله أكثر التزامًا واستقرارًا.
- 4. غياب الروتين والأنشطة
يؤثر الفراغ سلبًا على الطفل، ويفتح الباب أمام الاستخدام المفرط للتكنولوجيا والسوشيال ميديا، من الضرورى وضع جدول يومى يتضمن أنشطة متنوعة للأطفال ومناسبة للعمر، تساعد الطفل على اكتشاف نفسه وتنمية مهاراته، مثل المشاركة فى أنشطة رياضية أو فنية أو ثقافية.