
في ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق ضد قطاع غزة، وما يرافقه من كارثة إنسانية تهدد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، تستضيف القاهرة قمة عربية استثنائية، بحضور قادة الدول العربية، لوضع خطة شاملة لمواجهة التحديات الراهنة. تأتي هذه القمة في توقيت حساس، حيث تتصدر ملفات التهجير القسري، إعادة الإعمار، واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، جدول أعمال القادة العرب.
التهجير القسري.. مخطط إسرائيلي مرفوض عربيًا
تشير تقارير دولية إلى أن إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط تهجير جماعي لسكان غزة إلى مناطق خارج فلسطين، في إعادة إنتاج لسيناريو النكبة عام 1948. هذا المخطط الذي تدعمه بعض الأطراف المتطرفة داخل حكومة الاحتلال، يواجه رفضًا عربيًا ودوليًا واسعًا.
القادة العرب يدركون خطورة هذا السيناريو، ولذلك من المتوقع أن تصدر القمة قرارات حاسمة تتضمن:
تحركًا دبلوماسيًا مكثفًا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف أي محاولات لترحيل الفلسطينيين.
فرض عقوبات سياسية واقتصادية على أي جهة تدعم المخطط الإسرائيلي.
دعم ميداني عاجل لتعزيز صمود الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
إعادة إعمار غزة.. التزام عربي يتجدد
الدمار الذي حل بغزة نتيجة العدوان الأخير يتجاوز الخسائر المادية، حيث تعرضت البنية التحتية لانهيار شبه كامل، مما جعل القطاع يواجه أزمة غير مسبوقة. القادة العرب سيضعون خطة شاملة لإعادة الإعمار، تتضمن:
صندوق مالي عربي لإعادة إعمار غزة، يشارك فيه دول الخليج والدول الداعمة.
إشراف مباشر من الجامعة العربية لضمان وصول الأموال لمستحقيها.
تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة لإعادة بناء المنازل والمستشفيات والبنية التحتية المدمرة.
اتفاق وقف إطلاق النار.. ضرورة ملحة
المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة، تواجه عقبات نتيجة تعنت إسرائيل. القمة ستبحث الآليات اللازمة لاستئناف الاتفاق، بما يضمن:
وقف العدوان الإسرائيلي فورًا ومنع أي تصعيد جديد.
إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الموقوفين الإسرائيليين.
إلزام إسرائيل بالهدنة وعدم الانقلاب عليها كما حدث في مرات سابقة.
المساعدات الإنسانية.. كسر الحصار الإسرائيلي
القطاع الصحي في غزة على وشك الانهيار، فيما يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه. القادة العرب سيبحثون:
فتح معبر رفح بشكل دائم لنقل المساعدات والجرحى.
إرسال قوافل إغاثية عاجلة تحت إشراف الجامعة العربية.
الضغط على المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على رفع الحصار.
قرارات القمة.. هل تكون نقطة تحول؟
العالم يترقب نتائج هذه القمة، والشعوب العربية تطالب بقرارات جريئة تتجاوز الإدانة التقليدية. هل ستنجح القمة في اتخاذ خطوات عملية تغير مسار الأزمة، أم ستظل المواقف العربية حبيسة التصريحات؟ الأيام القادمة ستكشف مدى جدية التحرك العربي في مواجهة العدوان الإسرائيلي.