عاجلمنوعات

يتنزل فيها الملائكة.. أسرار وعجائب عن ليلة القدر وكيفية إحيائها

كتبت- فاطمة السبكي

ليلة القدر، إن ليلة القدر ليلة مباركة وهي تتنقل بين العشر الأواخر من رمضان، وتعد ليلة مميزة وعظيمة في الإسلام، وهي من أفضل الليالي الكريمة في شهر رمضان المبارك، وتعرف أيضًا باسم “ليلة القدر المباركة”، ويرجح موافقتها لليالي الوتر كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” صحيح البخاري.

 

أسرار وعجائب عن ليلة القدر

ومن عجائب ليلة القدر أن جعلها الله خير من ألف شهر، ومن عجائب ليلة القدر أيضًا أنها ليلة يتنزل فيها الملائكة والرحمات بأمر من الله تعالى، ويغفر لمن يصيبها، فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»

أنزل الله – سبحانه وتعالى – سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة باسمها (سورة القدر)؛ وذلك حتى تُذكر العباد بفضلها، فهي خير من ألف شهر.

حملت سورة في القرآن اسم القدر؛ دلالة على عظمة الليلة، فيقول الله تعالى:

“إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (سورة القدر ٥:١).

 

نزول القرآن الكريم بالكامل في ليلة القدر على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

 

كيف نغتنم ليلة القدر وإحيائها

أخفى الله ليلة القدر حتى يجتهد المسلم بالصلاة والدعاء والصيام والذكر وقراءة القرآن الكريم. ويتحرى المسلمون ليلة القدر رغبة في نيل ثوابها وعظمة فضلها للعباد، وتصور عظيم الأجر لمن قامها واجتهد فيها فهي ليست مجرد ليلة عادية ولكنها خير من ألف شهر.

 

وهناك بعض الأعمال التي كان نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – يحرص على القيام بها لإحياء ليلة القدر المُباركة، وجاءت تلك الأعمال على النحو التالي:

 

1.تحريها ومراقبة علاماتها، ومن ذلك ما ورد في السنة: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها. رواه مسلم.

 

وقد تخفى بعض علاماتها علينا وهنا سوف يجد أحدنا علامة في نفسه تتمثل بالطمأنينة وانشراح الصدر والخشوع.

 

2.الاجتهاد فيها والإكثار من القيام وعدم تضييع لحظاتها الثمينة، ويحرص في ليلة القدر على الدعاء وطلب العفو من الله.

عن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني الترمذي وقال: حسن صحيح.

 

3.الإخلاص فيها واحتساب الأجر عند الله.

قال صلى الله عليه وسلم: مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه. متفق عليه.

 

4.الاعتكاف: الاعتكاف داخل المساجد في العشر الأواخر من رمضان، وقبل وفاته اعتكف 20 يومًا وليس 10 فقط.

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي  صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، «كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين».

 

أهمية الاعتكاف في العشر الأواخر

يحرص المسلم على اتّباع سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وانتهاجها؛ لما يترتّب على ذلك من الأجر العظيم، قال الله -تعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، ومن السُّنَن الواردة عن النبيّ الاعتكاف، والثمار التي يجنيها المسلم من الاعتكاف كثيرة، وفيما يأتي بيانُ بعضها: تدريب النفس وتربيتها على حُسْن استغلال الأوقات، والاستفادة منها بما يُرضي الله -تعالى- وتوطينها على الإخلاص في العبادة له، والابتعاد عن الرِّياء. الابتعاد عن مشاغل الحياة، وهمومها، والتخلُّص من بعض العادات السيّئة، ككثرة الكلام، أو النوم، أو الطعام، وغير ذلك من العادات السيّئة. التقرُّب من الله -تعالى- والإقبال عليه بالأعمال الصالحة، والتفكُّر بما بثّه في الكون والتأمُّل فيه. الابتعاد عن المعاصي والذنوب، وملذّات الحياة وشهواتها، وتعويد النفس على رفضها، وسهولة تركها.

 

تعويد النفس على الصبر والتحمُّل؛ بالصبر على أداء العبادات والطاعات بعيدًا عن مألوفات النّفس ورغباتها. نَيل الأجر العظيم المُترتّب على أداء العبادات والطاعات، وبذل الجُهد في التقرُّب من الله -تعالى-. زيارة بيت الله؛ فالمُعتكف في المسجد ينال شرف المكوث في بيت الله -تعالى- قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (المسجِدُ بيتُ كلِّ تقيٍّ، وتَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَن كانَ المسجِدُ بيتَهُ بالرَّوحِ والرَّحمةِ والجوازِ على الصِّراطِ إلى رِضوانِ اللَّهِ إلى الجنَّةِ). إحياء السُّنَن النبويّة الواردة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-. إحياء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ). الحرص على إعمال العقل بالتّفكّر والتّأمل بعظمة الله -سبحانه-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى