
شهدت محافظة الإسكندرية، أجواء احتفال الأقباط بأحد السعف أو أحد ” الشعانين” كما يطلق علية بالكنيسة المصرية، وإقبال الأقباط على شراء سعف النخيل والذى يستمر يومى السبت والأحد، قبل دخول قداس أحد السعف، لحضور زفة السعف بالكنيسة، وسط فرحة الأطفال بحمل السعف بأشكاله المختلفة من التاج والصليب والقلب والشمعة.
وانتشر بشوارع الإسكندرية أمام الكنائس، بائعو السعف المضفر ، والذى يباع مرة واحدة فى السنة ، يوم أحد السعف فقط ، حيث يحى “أحد السعف” ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم القدس منتصرا واستقبله أهالى المدينة بأغصان الزيتون وأغصان النخل احتفالا بقدومه إلى المدينة، وانتشر بائعو السعف بأشكاله الجميلة التى تلائم تلك المناسبة، بجوار كل كنيسة من كنائس الإسكندرية.
ويقول جرجس يوسف ، أحد بائعى السعف المضفر ، أنه تعلم تضفير السعف منذ 15 عاما ، وهى عادة سنويه للاقباط ، حيث تنتشر الاشكال المختلفة على شكل صليب وقلب مزين بالورود وتاج وشمعه ، وهى الاكثر اقبالا خاصة من الأطفال ، وسط بهجة العيد .
وأشار إلى أن أفضل أنواع السعف هو سعف الفيوم بسبب جودة اغصان النخيل القابلة للتشكيل والتضفير، لافتا إلى أن كل عام يظهر شكل جديد يضيف البهجه على أجواء العيد .
ويقول مينا يوسف ، أحد بائعى السعف، إنه تعلم هواية تضفير السعف منذ الصغر فى عمر 12 عام ، من عائلته التى اشتهرت بتضفير سعف النخيل للمشاركة فى تلك المناسبة.
وقال إنه تعلم التضفير لأغصان النخيل وفى كل عام كان يتعلم شكل جديد من أشكال السعف، حيث لدية ـشكال من التاج بأحجام مختلفة ، والصليب والجمل وهو شكل جديد ابتكره من سعف النخيل .
فيما يقول ساندرو جورج ، أحد بائعى السعف ، إنه من أهالى شهداء كنيسة المرقسية وتعلم تضفير السعف من عائلتة ، التى توارثت تلك الهواية أبا عن جد ، قام بتضفير اشكال رائعة من السعف بمساعدة اشقاؤه ، و قاموا بصنع اشكال الصليب السنبلة المزين بالورود و السعف الذى يحمل بداخلة ” قربان” ،و كذلك سنابل القمح و شكل الشمعة الخضراء .
ويصلى قداسة البابا تواضروس الثانى ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، قداس ” أحد السعف” بالكتدرائيه المرقسية بالإسكندرية، حيث تحتفل الكنيسة بعيد” أحد السعف” وبداية أسبوع الآلام .
وتتزين الكنائس بـ”سعف النخيل” والورود وأغصان الزيتون، فى هذا اليوم وذلك فى تقليد سنوى وسط فرحة عارمة من الأطفال بالعيد، ويقومون فى هذا اليوم أيضا بصنع أشكال من سعف النخيل للاحتفال، بدخول المسيح إلى أورشليم كملك ليستقبله الشعب بفرح سعف النخيل، ومن هنا جاءت الفكرة والربط بين الاحتفال بالسيد المسيح واستخدام السعف، وفى ذكرى الاحتفال به.
ويأتى أحد السعف قبل عيد القيامه بأسبوع وهو الأحد الأخير من الصوم واليوم الأول من إسبوع الآلام ، وفيه يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون وسعف النخيل ويجرى الطواف بطريقة رمزية تذكارا لدخول السيد المسيح الاحتفالى إلى أورشليم، لأن المسيح غادر بيت عنيا قبل الفصح بـ 6 أيام وسار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب يفرشون ثيابهم أمامه وآخرون يقطعون أغصان الشجر ويطرحونها فى طريقة احتفاء به.
وفيه ترتل الكنيسه ترانيم خاصة بدخول المسيح الى اورشليم في أحد السعف، وهى “الجالس فوق الشاروبيم اليوم ظهر في أورشليم راكبا على جحش بمجد عظيم”.