بعد النجاح الكبير الذي حققته مصر في القضاء على فيروس C وحصولها على “الإشهاد الذهبي” من منظمة الصحة العالمية، تواصل الدولة جهودها نحو هدف جديد: مكافحة والتخلص من التهاب الكبد B.
يأتي هذا الإنجاز بدعم مباشر من القيادة السياسية، حيث أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن مصر نجحت في تحقيق الهدف الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة الفيروس، مما يمثل خطوة تاريخية نحو القضاء عليه بالكامل.
شهادة عالمية بجهود مصر في مكافحة فيروس B
أكدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير أن مصر تمكنت من خفض معدل انتشار التهاب الكبد B لأقل من 1% بين الأطفال البالغين 5 سنوات أو أكثر، مع الحفاظ على نسبة تغطية الجرعة الثالثة من لقاح الفيروس عند 90.8% أو أكثر لمدة تجاوزت 10 سنوات.
كما استمرت نسبة التغطية بجرعة الولادة عند المعدل ذاته لمدة 5 سنوات، مما يبرهن على نجاح الاستراتيجية الوقائية لمصر في هذا المجال.
وأشادت الدكتورة حنان بلخي، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة والسكان من خلال البرنامج الوطني للتطعيمات وبرنامج مكافحة التهاب الكبد، مؤكدة أن هذا الإنجاز يضع مصر على الطريق الصحيح نحو القضاء التام على الفيروس.
استراتيجيات مصر في مكافحة فيروس B
- 1. التطعيم الإجباري منذ الولادة
منذ عام 1992، أدرجت وزارة الصحة المصرية لقاح التهاب الكبد B ضمن التطعيمات الإلزامية لحديثي الولادة، مما ساهم في تقليل معدلات الإصابة بين الأجيال الجديدة.
- 2. مبادرة “100 مليون صحة”
رغم تركيزها الأساسي على فيروس C، ساهمت المبادرة في الكشف المبكر عن فيروس B وعلاج الحالات المصابة، مما أدى إلى احتواء المرض وتقليل فرص انتشاره.
- 3. توفير العلاج بأسعار مدعمة
تعمل الدولة على توفير أحدث الأدوية بأسعار مخفضة، بالتعاون مع شركات الأدوية العالمية والمحلية، مما يضمن حصول جميع المرضى على العلاج اللازم دون عبء مالي كبير.
- 4. التوعية المجتمعية والتثقيف الصحي
تكثف وزارة الصحة حملاتها التوعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي، لحث المواطنين على إجراء الفحوصات المبكرة والالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل استخدام الأدوات الطبية المعقمة وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية.
وتسعى مصر لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بالقضاء على التهاب الكبد الفيروسي كمشكلة صحية عامة بحلول عام 2030. ومع استمرار حملات التطعيم والتوعية، وتوفير العلاجات الفعالة، تبدو الدولة المصرية على الطريق الصحيح لتحقيق إنجاز صحي جديد يُضاف إلى سجل نجاحاتها في مكافحة الأمراض الفيروسية.
