هم صقور لا تعرف المستحيل هم الذين لا تُذكر أسماؤهم، ولا تُلتقط لهم صور، لكن الوطن يعرفهم جيدًا، لأنهم حراسه من خلف الستار.. رجال المخابرات العامة المصرية.
في مثل هذا اليوم من كل عام، وتحديدًا في 22 مارس، تحيي مصر ذكرى تأسيس أحد أهم وأخطر أجهزتها السيادية، جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي تأسس رسميًا في 22 مارس 1954، ليبدأ فصلاً جديدًا من فصول حماية الأمن القومي المصري، ليس فقط بالسلاح، بل بالعقل والمعلومة والسرية.
التأسيس: القرار التاريخي وبداية بناء جهاز الظل
جاء قرار التأسيس الجمهوري بعد عامين من ثورة يوليو، في لحظة كانت فيها مصر تتعرض لموجات من التدخلات الخارجية والتجسس الدولي، فكان لا بد من جهاز استخباراتي وطني محترف.
كُلف اللواء زكريا محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، بتأسيس الجهاز، ثم تولى صلاح نصر قيادته لاحقًا، لينقل الجهاز نقلة نوعية في التنظيم والاحترافية، ويدخل به عصر الجيل الثاني من العمل الاستخباراتي.
عمر سليمان.. الصندوق الأسود وصقر الاستخبارات
يُعد اللواء عمر سليمان واحدًا من أبرز رؤساء الجهاز وأكثرهم تأثيرًا، حيث تولى المنصب من 1993 إلى 2011، في فترة شهدت تحديات إقليمية كبرى.
بحنكته وهدوئه وقوة شخصيته، أدار ملفات شائكة كالقضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني، والتنسيق الأمني الإقليمي.
وكان رجل المهمات المعقدة، وواجهة مصر الرسمية في كواليس السياسة والأمن.
اللواء عباس كامل.. رجل الثقة وصاحب البصمة
قبل تعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسًا لجهاز المخابرات العامة في أكتوبر 2024، كان يتولى المنصب اللواء عباس كامل، أحد الرموز الأمنية والسياسية البارزة في الدولة المصرية.
تخرّج من الكلية الحربية
خدم في سلاح المدرعات، ثم التحق بالمخابرات الحربية
شغل منصب مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة
ثم مدير مكتب رئيس الجمهورية بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي
عُيّن رئيسًا للمخابرات العامة عام 2018
عرف بقدرته الكبيرة على إدارة الملفات المعقدة بكفاءة وصمت، ونجح في ملفات هامة مثل الملف الليبي، الفلسطيني، الإثيوبي، والعلاقات الدولية، إلى أن كُلّف في أكتوبر 2024 بمنصب مستشار رئيس الجمهورية ومنسق عام للأجهزة الأمنية ومبعوث رئاسي خاص.
اللواء حسن محمود رشاد.. قائد المرحلة ومهندس الملفات الصامتة
في أكتوبر 2024، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.
اللواء حسن رشاد تخرج في الكلية الفنية العسكرية، وتدرّج داخل الجهاز حتى شغل منصب وكيل المخابرات العامة قبل توليه قيادته.
يُعرف بخبرته العميقة في الملفات الأمنية الدقيقة، وهدوئه الحازم، وقدرته على إدارة الأزمات بحرفية عالية، ما يجعله اختيارًا استراتيجيًا لقيادة الجهاز في مرحلة مليئة بالتحديات الإقليمية والدولية.
10 من أعظم بطولات رجال الظل
- 1. رأفت الهجان (رفعت الجمال): الجاسوس المصري في قلب إسرائيل
- 2. جمعة الشوان: خدع الموساد وأسقط شبكة تجسس كاملة
- 3. هبة سليم: تجنيدها في باريس وإسقاطها في عملية مخابراتية نادرة
- 4. إيلي كوهين: كشف أخطر جاسوس إسرائيلي في سوريا
- 5. إحباط محاولة اغتيال السادات في كامب ديفيد
- 6. شبكة التجسس الإسرائيلية في العراق – 1969
- 7. تفكيك جهاز إرسال داخل طرد دبلوماسي
- 8. إحباط تفجير سفارة عربية بالقاهرة
- 9. تهريب المخدرات عبر الحقيبة الدبلوماسية
- 10. تأمين قناة السويس خلال ثورة يناير 2011
الختام: قيادة جديدة.. واستمرار لعقيدة الولاء والسرية
اليوم، يحمل اللواء حسن محمود رشاد راية الجهاز، خلفًا لقادة عظام، ليواصل مسيرة الحفاظ على أمن مصر في واحدة من أخطر المراحل التاريخية.
تُكتب بطولات رجال الظل في سطور غير معلنة، لكن الوطن لا ينساهم.
في عيدهم الـ71، نُحيّيهم في صمتهم، ونفخر بوجودهم… فبهم تظل مصر حصنًا منيعًا لا يُكسر. تحيا مصر بصقور الظل حفظ الله مصر وجيشها وشرطتها وشعبها ورئيسها
