
في عالم الفن، هناك خيط رفيع بين الثقة بالنفس والغرور الأعمى، وبين الجرأة الفنية والانحدار إلى الإغراء السطحي. لكن يبدو أن الفنانة هدى الإتربي قررت أن تتجاوز كل الخطوط الحمراء، فخرجت علينا في لقاء مع الإعلامية بسمة وهبة بتصريحات تعكس حالة غير مسبوقة من الغرور، قائلةً: “أنا ترند”، وكأنها تعتقد أن تصدّر محركات البحث هو معيار النجاح. ولم تكتفِ بذلك، بل أبدت استغرابها من أن “الجزء الثاني من رقصها لم يحقق ترندًا”، مما يعكس تفكيرًا ضحلًا يختزل الفن في مجرد استعراض للجسد بدلًا من تطوير الأداء والموهبة.
الغرور.. أول خطوة نحو الفشل!
هدى الإتربي لم تقدّم حتى الآن أي عمل يُخلّد اسمها بين النجوم الحقيقيين، ورغم ذلك، تتحدث وكأنها أسطورة فنية! أن تضع نفسها في مقارنة مع أيقونات الفن مثل سعاد حسني وفاتن حمامة، هو تجاوز للمنطق قبل أن يكون تجاوزًا للفن. فهذه النجمات لم يحتجن إلى التصريح بمكانتهنّ، بل فرضن أنفسهن بأدوار خالدة وأداء مبهر. أما الإتربي، فما الذي قدمته لتستحق هذا الغرور؟ هل لديها عمل واحد يجعلها تتحدث بهذه الثقة؟ أم أنها تحاول تعويض نقص الإنجازات بكثرة الكلام؟
من التمثيل إلى الإثارة الرخيصة.. سقوط فني متوقّع!
تصريح هدى الإتربي بأنها “ملكة إغراء المراهقين” يعكس نظرة ضيقة جدًا للفن. فهل هذا هو أقصى طموحها؟ أن تحصر نفسها في دور “فتاة الإغراء” التي تعتمد على الشكل أكثر من الموهبة؟ الإغراء ليس عيبًا إن كان يُقدّم بذكاء كما فعلت نجمات مثل هند رستم ونادية لطفي، لكن أن يكون الوسيلة الوحيدة للفت الانتباه، فهذا يعني الإفلاس الفني.
الأدهى من ذلك أن الإتربي تتحدث وكأنها صنعت مدرسة جديدة في الإغراء، بينما الحقيقة أنها لم تقدّم سوى محاولات سطحية لا ترتقي لمستوى الإبداع. الفنانة الحقيقية لا تحتاج إلى إعلان نفسها “قنبلة الجيل”، لأن الجمهور هو من يمنح هذه الألقاب، وليس الغرور الأجوف.
رقص بلا قيمة.. و”ترند” بلا فائدة!
إذا كانت هدى الإتربي تعتقد أن الرقص وسيلة لتحقيق الشهرة، فهي مخطئة تمامًا. الفرق شاسع بين استعراض الجسد بغرض إثارة الجدل وبين الفن الحقيقي الذي يضيف قيمة للمشاهد. أن تشعر بالاستياء لأن “الجزء الثاني من رقصها لم يحقق ترندًا” يعكس عقلية تبحث عن الشهرة السريعة، لا عن الإبداع. فكم من أسماء حاولت الاعتماد على الإثارة، لكن أين هم الآن؟
رسالة إلى هدى الإتربي: الفن ليس مجرد جسد جميل!
هدى، إن كنتِ ترغبين في البقاء في الساحة الفنية، فعليكِ أن تفهمي أن الفن ليس مجرد جسد جميل أو رقصة مثيرة، بل هو موهبة ورسالة واحترام للجمهور. لا أحد سيخلّد اسمكِ بسبب “ترند” على السوشيال ميديا، لكن الناس ستتذكركِ إذا قدّمتِ أداءً قويًا وأعمالًا تستحق المشاهدة.
الغطرسة هي أسرع طريق إلى السقوط، وما لم تتخلّي عن هذا الغرور وتدركي أن النجومية لا تُصنع بالكلام، فستجدين نفسكِ مجرد فقرة منسية في أرشيف “الترندات” القديمة، بينما يستمر الفنانون الحقيقيون في كتابة أسمائهم بحروف من ذهب.