يستهل منتخب الناشئين لكرة القدم تحت 17 سنة، مساء اليوم الاثنين، مشواره في نهائيات النسخة رقم 15 لكأس الأمم الإفريقية التي يستضيفها المغرب حتى 19 أبريل المقبل، بمواجهة جنوب إفريقيا على ملعب العربي الزاولي بمدينة الدار البيضاء المغربية.
ولأول مرة منذ انطلاقها عام 1995 في مالي تشهد نسخة كأس الأمم الأفريقية للناشئين، مشاركة 16 منتخبًا بعدما قرر الكاف زيادة عدد المنتخبات على خلفية قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم رفع عدد منتخبات مونديال الناشئين في قطر إلى 48 وما ترتب عليه من وصول مقاعد “قارة المواهب” إلى 10 بدلًا من 4 مقاعد في النسخ الماضية.
وتشهد البطولة مشاركة 4 منتخبات عربية وهي: المغرب مع زامبيا وأوغندا وتنزانيا (المجموعة الأولى) ومصر رفقة بوركينافاسو والكاميرون وجنوب إفريقيا (المجموعة الثانية) والصومال وتونس مع جامبيا والسنغال (المجموعة الثالثة)، أما المجموعة الرابعة فتضم الرباعي: مالي وكوت ديفوار وأنجولا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
مواجهات منتخب مصر في دور المجموعات
ومن المقرر أن يخوض منتخب مصر للناشئين بقيادة أحمد “الكاس”، اليوم أول مباراة في دور المجموعات أمام جنوب أفريقيا ثم يخوض ثاني مواجهة لهم في البطولة أمام منتخب بوركينا فاسو مساء الخميس المقبل، وبعدها يختتمون لقاءات مرحلة المجموعات أمام المنتخب الكاميروني في السادس من أبريل المقبل.
وتأتي مشاركة مصر في نهائيات كأس أفريقيا للناشئين بعد غياب منذ الظهور الثالث لهم في النسخة التاسعة في رواندا 2011، لكنهم تمكنوا من حجز مقعدهم في النسخة الخامسة عشرة بعد أن تصدروا تصفيات شمال إفريقيا (أوناف) والتي استضافتها مدينة المحمدية المغربية خلال نوفمبر العام الماضي، بعد أن حصدوا 9 نقاط منحتهم المركز الأول بفارق نقطة عن المنتخب المغربي، الذي تأهل هو الآخر، ثم لحق بهما منتخب تونس بعد قرار (كاف) بزيادة عدد المنتخبات من 12 إلى 16.
مشوار منتخب مصر للناشئين في التصفيات
ورغم صدمة البداية بالخسارة أمام “أشبال أطلس” في الجولة الافتتاحية (1 – 5) فقد انتفض زملاء القائد بلال عطية وتمكنوا من التفوق على منتخب الجزائر (2 – 1) في اللقاء الثاني، ثم قلبوا تأخرهم أمام المنتخب التونسي لفوز (3 – 2) في المواجهة الثالثة وكان مسك الختام الفوز العريض على منتخب ليبيا (7 – 1) في ختام مشوارهم بالتصفيات.
وخاض منتخب مصر تحت 17 سنة التصفيات الإفريقية أمام منتخبات المغرب وتونس والجزائر وليبيا بدون أي محترف، لكنه حقق المطلوب وتأهل للنهائيات في صدارة هذه المنتخبات التي يضم بعضها قوامًا كاملًا من العناصر التي تنشط في أندية أوروبية بفضل عدد من العناصر المتميزة والذين قدموا أوراق اعتمادهم وعلى رأسهم، الحارس عمر عبد العزيز ونور أشرف وحمزة الدجوي وأدهم فريد ومحمد حمد والقائد بلال عطية هداف المنتخب في التصفيات بالإضافة لأنس رشدي وعبد العزيز الزغبي وحمزة عبد الكريم والذي حصل على فرصة للمشاركة مع الفريق الأول بالنادي الأهلي خلال الموسم الحالي، ثم قرر الجهاز الفني تدعيم صفوف المنتخب بالثنائي المحترف محمود شاكر، مهاجم برفير شيلي الإيطالي ويوسف وجيه مهاجم إس سي براجا البرتغالي.
منتخبات الناشئين لم تحقق المطلوب علي مدار تاريخ الكرة المصرية
وبخلاف منتخب مصر الأول الذي يتربع على رأس أكثر منتخبات القارة تتويجًا بكأس الأمم الإفريقية برصيد 7 ألقاب خلال 26 مشاركة له في البطولة، أو منتخب الشباب الذي توج باللقب 4 مرات أعوام 1981 و1991 و2003 و2013، لم تحقق منتخبات الناشئين ما يليق بتاريخ وحاضر الكرة المصرية في بطولات إفريقيا تحت 17 عامًا وكان حضورها خجولًا على مستوى الكم والكيف.
مصر بطل النسخة الثانية
وفي النسخة الثانية للبطولة التي أقيمت في ضيافة بوتسوانا عام 1997 تمكن منتخب مصر من التتويج باللقب بكل جدارة تحت قيادة المدير الفني الراحل محمد علي ومساعده وقتها شوفي غريب، بعد أن تربع على صدارة المجموعة الأولى بانتصارين على منتخبي بوتسوانا وكوت ديفوار (2 – 0) وتعادل مع مالي (0 – 0)، وفي نصف النهائي كان التفوق على منتخب إثيوبيا (1 – 0) ثم مالي في المباراة النهائية بنفس النتيجة.
النجاح لم يستمر على نفس الوتيرة في الظهور الثاني خلال نسخة 2003 في إسواتيني (سوازيلاند وقتها) حيث تصدرت مصر المجموعة الأولى أيضًا بنفس السيناريو، بفوزين على إسواتيني وغينيا (1 – 0) وتعادل مع سيراليون (0 – 0)، لكنها خسرت أمام الكاميرون في نصف النهائي (1 – 2) ونيجيريا في مباراة المركز الثالث (1 – 3) وأخفقت في التأهل لكأس العالم التي أقيمت في فنلندا في نفس السنة.
وفي الظهور الثالث بالنسخة التاسعة في رواندا 2011، تواصل التراجع وودع منتخب مصر من مرحلة المجموعات بعد أن تذيل ترتيب المجموعة الأولى بفوز وحيد على السنغال (2 – 1) في الجولة الافتتاحية ثم خسارتين أمام رواندا (0 – 1) وبوركينافاسو (0 – 4) في الجولتين الثانية والثالثة.
أرقام منتخب مصر للناشئين في النهائيات الأفريقية
منتخب مصر للناشئين خاض 12 مباراة طوال تاريخه في النهائيات الإفريقية، حقق خلالها الفوز في 7 مباريات وتعادل في مباراتين وخسر أربعة لقاءات وسجل 12 هدفًا مقابل 11 هدفًا في شباكه.
أبرز معلومات عن كأس أمم أفريقيا للناشئين
وانضمت كأس أمم أفريقيا للناشئين تاريخيا إلى روزنامة (كاف) بنظام الدورات المجمعة عام 1995 بعد أن انطلقت فعليًا بنظام التصفيات المؤهلة لكأس العالم تحت 17 سنة عام 1985 وكانت وقتها تقام بنظام الذهاب والإياب من أجل تأهل 3 منتخبات لتمثيل إفريقيا في نهائيات كأس العالم.
وخلال 14 نسخة سابقة حطت البطولة الرحال في دول شمال وشرق وغرب ووسط وجنوب القارة بمعدل مرة واحدة لكل من مالي، بوتسوانا، غينيا، سيشل، إسواتيني، جامبيا، توجو، رواندا، المغرب، النيجر، الجابون، تنزانيا، ومرتين للجزائر (2009 ’ 2023).
ومنتخب غانا المتوج بكأس العالم للناشئين عامي 1991 و1995 توج أيضًا باللقب الإفريقي مرتين عامي 1995 و1999 وحل ثانيًا في نسختي 2005 و2017 كما حسم المركز الثالث مرتين أيضًا عامي 1997 و2005 مسجلًا أفضل سجل بين منتخبات القارة في هذه المرحلة السنية.
أما منتخب نيجيريا الحائز على كأس العالم تحت 17 سنة في خمس مناسبات (1985، 1993، 2007، 2013، 2015) فقد اكتفى بإحراز اللقب القاري مرتين عامي 2001 و2007 وتأهل للمباراة النهائية في نسختي 1995 و2013 وحل ثالثًا في نسخة 2003.
ورغم إخفاق منتخب مالي في الفوز بكأس الأمم الإفريقية للكبار فقد تمكن منتخب الناشئين من الظفر باللقب مرتين متتاليتين في نسختي 2015 و2017 بعد أن بلغ النهائي في نسخة 1997 وأنهى ثالثًا في نسختي 1999 و2001 ’ والمفاجأة كانت في منتخب جامبيا الذي تساوى مع هذا الثلاثي وكذلك منتخب الكاميرون أحد القوى الكبرى في إفريقيا والحائز على اللقب عامي 2003 و2019 وتوج باللقب عامي 2005 و2009.
مع هذا الخماسي تمكنت أربعة منتخبات من الصعود لمنصات التتويج وهي حسب الترتيب الزمني مصر (1997) وبوركينا فاسو (2011) وكوت ديفوار (2013) ومنتخب السنغال في النسخة الماضية عندما قلب تأخره بهدف أمام نظيره المغربي لفوز (2 – 1) على ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة الجزائرية.
الكأس يستهدف التأهل لمونديال الناشئين
وعلي صعيد آخر شدد أحمد الكاس، المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم تحت 17 عامًا، على جاهزية الفراعنة للمنافسة بقوة في بطولة كأس الأمم الإفريقية لافتًا إلى أنه يحترم مجموعته، التي تضم إلى جواره منتخبات: جنوب إفريقيا وبوركينا فاسو والكاميرون.
وأضاف الكاس – في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل انطلاق البطولة- أن هدفه هو التأهل لكأس العالم.
وطالب المدير الفني للمنتخب الوطني تحت 17 عامًا، بدعم الجماهير المصرية في البطولة المقبلة.
ورغم تألق أحمد الكأس كلاعب في صفوف الأوليمبي والاتحاد السكندريين وبينهما الزمالك وتسجيله لأكثر من 100 هدف في بطولة الدوري، دخل بها قائمة تضم 9 لاعبين فقط منذ انطلاق المسابقة عام 1948، وما قدمه كذلك مع منتخب مصر وإحرازه 25 هدفًا خلال 112 مباراة دولية خلال الفترة من 1987 وحتى 1997، وكان واحدًا من أبرز نجوم المنتخب في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، لكن لم يحقق أحمد عبد العزيز الشهير بـ “الكاس” طموحه كمدير فني واقتصرت مسيرته مع بعض الأندية في دوري القسم الثاني أو كمدرب مساعد في ناديي طلائع الجيش والمصري بالدوري الممتاز، إلا أنه استثمر تسلمه قيادة منتخب مصر للناشئين في أكتوبر 2023.
وحقق الكأس طفرة واضحة في مرحلة سنية عانت من تراجع النتائج بشكل كبير في السنوات الماضية، وتمكن من تحقيق لقب شمال إفريقيا بالجزائر في أبريل 2024، ثم أعاد منتخب مصر للنهائيات الإفريقية بعد غياب 14 عامًا، رغم استبعاد القوام الرئيسي للفريق قبل السفر للمغرب في نوفمبر الماضي بسبب مخالفات في أعمار اللاعبين، ويأمل في الذهاب بعيدًا في النهائيات الإفريقية أو حجز أحد المقاعد العشرة المخصصة لـ “قارة المواهب” في مونديال قطر نهاية هذه السنة لتكون المرة الثالثة بعد أن سبقه الراحلان طه بصري في كندا 1987 ومحمد علي في مصر 1997.
