أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن إرسال مسبار باركر الشمسي أول تحديث مفصل بعد مرور ثمانية أيام من اقترابه التاريخي من الشمس.
وأكدت الوكالة في بيان صدر يوم الخميس أن المسبار يعمل بكامل كفاءته، وأن أنظمته وأجهزته “سليمة وتعمل بشكل طبيعي” بعد اقترابه الذي سجل رقمًا قياسيًا بلغ 3.8 مليون ميل من الشمس، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وأضافت ناسا أن العلماء في مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جون هوبكنز بدأوا في تلقي بيانات دقيقة حول حالة المسبار اعتبارًا من يوم رأس السنة. وأظهرت هذه البيانات أن المسبار نفذ الأوامر المبرمجة مسبقًا وأن أجهزة القياس العلمية كانت تعمل بكفاءة أثناء الاقتراب القياسي من الشمس.
وقالت هيلين وينترز، مديرة مشروع مسبار باركر الشمسي: “بينما كان باركر أقرب إلى الشمس من أي جسم من صنع الإنسان في التاريخ، فإنه عمل كما كان مُصممًا له، وقدم ملاحظات لم يستطع أحد أن يسجلها من قبل.” وأضافت: “من درع الحرارة إلى نظام تبريد الألواح الشمسية، كان هناك الكثير من التقنيات التي مكّنتنا من تنفيذ هذه المهمة وجمع البيانات التي انتظرها العلماء لعقود.”
وقد أُطلق مسبار باركر في عام 2018، ونجح في المرور عبر الهالة الشمسية الخارجية (الكورونا)، ومن المتوقع أن يستمر في مدار حول الشمس حتى سبتمبر المقبل. ويُنتظر أن ينفذ المسبار اقترابين آخرين من الشمس في 22 مارس و19 يونيو من هذا العام.
يُعد مسبار باركر أسرع مركبة فضائية من صنع البشر، حيث بلغ سرعته القصوى 430,000 ميل في الساعة عند أقرب نقطة من الشمس، ويُحمل بدرع حراري يمكنه تحمل درجات حرارة تصل إلى 2,500 درجة فهرنهايت. ويأمل الباحثون أن تساعد بيانات المسبار في فهم كيفية وأين تتكون الرياح الشمسية، بالإضافة إلى السبب في أن الهالة الشمسية أكثر حرارة بكثير من سطح الشمس.