العالمعاجل

موسكو أمنت نقل بشار الأسد.. تفاصيل عن عملية الإجلاء من دمشق

الأهرام نيوز

كشفت وكالة بلومبرج تفاصيل عملية سرية نفذتها الاستخبارات الروسية لنقل الرئيس السوري السابق بشار الأسد من دمشق إلى موسكو، إذ جاءت العملية في لحظة فارقة شهدت تحولات متسارعة في المشهد السوري، مما دفع القيادة الروسية لاتخاذ قرار عاجل بتأمين نقل حليفها الاستراتيجي.

 

في خضم التطورات المتسارعة، كشفت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرج عن تفاصيل دقيقة للحظات التي سبقت عملية النقل، إذ بحسب ثلاثة مصادر تحدثت للوكالة، قدم الجانب الروسي تقييماً للموقف مع عرض ضمانات مباشرة للأسد وعائلته بتأمين خروج آمن من سوريا، شريطة الموافقة الفورية على المغادرة.

 

وفي سياق متصل، كشف مصدر مقرب من الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب تقريراً مفصلاً من أجهزته الاستخباراتية حول تطورات الأوضاع في سوريا، مما يعكس اهتمام القيادة الروسية بتفاصيل المشهد.

 

عملية الإجلاء السرية ومراحل تنفيذها

 

نفذت الاستخبارات الروسية عملية إجلاء الأسد بدقة متناهية وإجراءات أمنية غير مسبوقة، إذ بحسب مصدرين مطلعين تحدثا لبلومبرج، تولى عملاء الاستخبارات الروسية تنظيم العملية بالكامل، حيث تم نقل الأسد جواً عبر القاعدة الروسية الجوية في سوريا.

 

وفي تفاصيل جديدة مثيرة حول العملية، اختفت طائرة الأسد فجر يوم الأحد عن شاشات الرادار، مما أثار مخاوف من احتمال تحطمها.

 

وكانت أجهزة التتبع قد رصدت الطائرة وهي تتجه غرباً نحو ساحل البحر المتوسط، قبل أن تقوم بمناورة على شكل حرف U وتختفي تماماً عن خرائط التتبع.

 

وفي إجراء أمني استثنائي، تم إغلاق جميع أجهزة الإرسال والاستقبال في الطائرة لتجنب أي محاولة لتعقبها أو رصد مسارها، وهو ما يفسر اختفاءها المفاجئ عن الرادار.

 

وفي هذا السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، في تصريحات خاصة لشبكة NBC News، نجاح بلاده في تأمين نقل الأسد إلى روسيا “بطريقة آمنة للغاية” في أعقاب الانهيار السريع لنظامه، وإن كان قد امتنع عن الخوض في تفاصيل عملية النقل إلى الأراضي الروسية.

 

سقوط دمشق والتحولات الميدانية

 

شهدت سوريا تحولات ميدانية تجلت في سقوط سريع ومتتالٍ للمدن الرئيسية، فبعد ساعات فقط من مغادرة الأسد، دخلت قوات المعارضة السورية العاصمة دمشق دون أن تواجه مقاومة تذكر من الجيش السوري، معلنة بذلك إسقاط النظام قرابة الـ 50 عاماً في السلطة.

 

وكشفت المصادر أن السيطرة السريعة للمعارضة على مدينة حماة، التي جاءت عقب سيطرتها على حلب، شكلت نقطة تحول حاسمة، فمع عدم وجود مقاومة تذكر من الجيش السوري في هذه المعارك، خلصت القيادة الروسية إلى استنتاج مفاده عدم قدرتها على حماية نظام الأسد، خاصة مع تقدم قوات المعارضة المتسارع نحو مدينة حمص الاستراتيجية.

 

مصير الأسد وتداعيات المرحلة المقبلة

 

في تطور لاحق يرسم ملامح مستقبل الأسد، أعلنت موسكو رسمياً منحه حق اللجوء الإنساني على أراضيها.

 

وأكد ريابكوف استمرار دعم روسيا للرئيس السوري السابق، رافضاً التعليق على احتمالات تسليمه للمحاكمة، مشيراً إلى أن روسيا ليست طرفاً في اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية.

 

وفي سياق متصل، كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن استمرار الاتصالات الروسية مع القوى المسيطرة حالياً في سوريا، مؤكداً أن تأمين القواعد العسكرية الروسية والبعثات الدبلوماسية يمثل أولوية قصوى لموسكو.

 

وتمتلك روسيا مصالح استراتيجية مهمة في سوريا، تتمثل في قاعدة جوية رئيسية في محافظة اللاذقية، وقاعدة بحرية في طرطوس تعد المركز الوحيد لها للإصلاح والصيانة في البحر المتوسط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى