أخبارعاجل

مصر تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية برشلونة.. جهود مكثفة لحماية البحر المتوسط من التلوث.. وتحالف دولي من 11 دولة لحماية البيئة البحرية

كتبت- وفاء السيد

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه البحر الأبيض المتوسط، تتبنى جمهورية مصر العربية نهجًا استراتيجيًا لتعزيز حماية البيئة البحرية، خاصة مع اقتراب استضافتها لـ مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث (اتفاقية برشلونة)، المقرر انعقاده في القاهرة خلال الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر القادم.

 

وفي هذا السياق، شارك الدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، على رأس وفد مصري رفيع المستوى، في اجتماع لجنة التسيير الخاصة بتنفيذ مبادرة “نحو بحر متوسط نموذجي بحلول 2030” (PAMEx)، والذي عُقد في العاصمة اليونانية أثينا. تهدف المبادرة إلى إيجاد حلول مستدامة لحماية البحر المتوسط، وتطوير آليات تمويل بديلة تدعم الجهود البيئية بعيدًا عن التمويل الحكومي التقليدي.

 

مبادرة “نحو بحر متوسط نموذجي 2030”: تحالف دولي لحماية البيئة البحرية

وتعد مبادرة PAMEx واحدة من أهم المبادرات الإقليمية الهادفة إلى تعزيز استدامة البيئة البحرية في البحر المتوسط.

 

وأوضح الدكتور علي أبو سنة أن المبادرة تسعى إلى تطوير استراتيجيات تمويل مستدامة من خلال الصناديق الإقليمية وآليات التمويل الوطنية والدولية، لضمان حماية البيئة البحرية بعيدًا عن الاعتماد الحصري على التمويل الحكومي.

 

تحالف دولي يضم 11 دولة متوسطية

وتمثل المبادرة تحالفًا تطوعيًا يضم 11 دولة متوسطية، تشمل مصر، الجزائر، قبرص، فرنسا، اليونان، إيطاليا، مالطا، موناكو، المغرب، البرتغال، تونس.

 

كما تشارك 5 منظمات إقليمية ودولية في دعم المبادرة، وهي: برنامج الأمم المتحدة للبيئة / خطة عمل البحر المتوسط، المديرية العامة للإدارة والسياسات البحرية بالاتحاد الأوروبي، لجنة الأسماك العالمية لمصايد البحر المتوسط بمنظمة الأغذية والزراعة، المنظمة البحرية الدولية، الاتحاد من أجل المتوسط.

 

 

أربعة محاور رئيسية لحماية البحر المتوسط

وأكد رئيس جهاز شئون البيئة أن المبادرة تستند إلى أربعة مجالات رئيسية للعمل، تهدف جميعها إلى تحقيق استدامة بيئية للبحر المتوسط بحلول عام 2030.

 

  1. 1. الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري والساحلي

ويعد التنوع البيولوجي أحد أهم مكونات النظام البيئي في البحر المتوسط، وتعمل المبادرة على حماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض، والحفاظ على النظم البيئية الساحلية، ومنع تدمير الشعاب المرجانية التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي.

 

  1. 2. تعزيز الصيد المستدام وإنهاء الصيد الجائر

ويسبب الصيد الجائر خللًا كبيرًا في التوازن البيئي للبحر المتوسط، لذلك تهدف المبادرة إلى تعزيز سياسات الصيد المستدام من خلال فرض لوائح تنظيمية صارمة تحمي الموارد السمكية، مع دعم الصيادين المحليين للتحول إلى ممارسات صيد أكثر استدامة.

 

  1. 3. مكافحة التلوث البحري وتقليل القمامة البلاستيكية

ويُعد التلوث البحري، خاصة الناتج عن النفايات البلاستيكية، من أكبر التهديدات التي تواجه البحر المتوسط. وتعمل المبادرة على تطوير حلول للحد من التلوث البحري، مثل تعزيز إعادة التدوير، ووضع قيود على استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام، وإطلاق برامج لإزالة القمامة من المياه الساحلية.

 

  1. 4. تعزيز ممارسات النقل البحري المستدام

كما يُشكل النقل البحري أحد المصادر الرئيسية لانبعاثات الغازات الدفيئة في البحر المتوسط، لذلك تقود مصر وفرنسا المفاوضات الخاصة بهذا المحور لضمان تحقيق استدامة قطاع الشحن البحري.

 

وفي هذا الإطار، تعمل وزارة البيئة المصرية بالتنسيق مع وزارة النقل وقطاع النقل البحري على توقيع الملحق السادس من اتفاقية ماربول الخاصة بالحد من تلوث الهواء من السفن، وبحث مقترحات فرض ضرائب على السفن التي تزيد من الانبعاثات، وتعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة في قطاع النقل البحري.

 

 

مصر تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية برشلونة

وعلى هامش الاجتماع، عقد الدكتور علي أبو سنة اجتماعًا مع تاتيانا هيما، المنسق العام لخطة البحر المتوسط، الذراع التنفيذية لاتفاقية برشلونة، حيث ناقشا التحضيرات المصرية لاستضافة مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية برشلونة.

 

وخلال الاجتماع، أكدت المنسق العام للاتفاقية دعمها الكامل للتعاون المستمر مع مصر، مشيدةً بالجهود المصرية في حماية البحر المتوسط من التلوث، كما ناقش الطرفان عقد لقاءات تحضيرية خلال الأشهر المقبلة لمتابعة الاستعدادات الجارية للمؤتمر، والذي ستتولى مصر رئاسته لمدة عامين.

 

أهمية استضافة مصر للمؤتمر

ويُعد استضافة مصر لمؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية برشلونة خطوة مهمة في إطار دورها الإقليمي والدولي في مجال حماية البيئة البحرية، حيث سيوفر المؤتمر منصة لتعزيز التعاون الدولي لحماية البحر المتوسط من التلوث، وطرح سياسات جديدة لدعم التنمية المستدامة في المنطقة.

 

مصر تقود الجهود نحو بيئة بحرية مستدامة

وتعكس مشاركة مصر في مبادرة PAMEx، واستعدادها لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية برشلونة، التزامها القوي بحماية البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي للحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد البحرية.

 

ومن خلال تعزيز التمويل المستدام، وتشجيع السياسات البيئية، وقيادة الجهود الدولية في مجال النقل البحري المستدام، تؤكد مصر دورها الريادي في تحقيق التنمية البيئية المستدامة، ودعم الأهداف العالمية لحماية البيئة البحرية للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى