
يدفع المدنيون من السودانيون، ثمنا باهظا جراء الحرب الضروس، التي تشتعل نيرانها في السودان، بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، إذ يستمر نزيف الدم للمدنيين، خاصة في ظل مواصلة الدعم السريع استهداف المدنيين بشكل متعمد وممنهج.
وفى هذا السياق استهدفت ميليشيا الدعم السريع، منطقة المالحة بولاية شمال دارفور، بطائرات مسيرة، وخلف الهجوم قتيلين من المدنيين وإصابة أربعة آخرين.
وكشف إبراهيم خاطر، المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، أن شخصين على الأقل قُتلا وأُصيب أربعة آخرون في قصف بطائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع صوب مدينة المالحة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
واستهدفت الدعم السريع بالطائرات المسيرة عدة مواقع في منطقة المالحة، من بينها مواقع عسكرية، وأشارت مصادر عسكرية إلى أن المضادات الأرضية تصدت لبعض المقاتلات بينما نجحت أخرى في استهداف مواقع عسكرية تتبع للقوة المشتركة دون وقوع خسائر.
وكشفت المصادر أن القصف أحدث دوي انفجارات قوية واشتعال النيران في بعض المنازل ومدرسة تأوي نازحين فروا إلى المدينة من عاصمة شمال دارفور.
وفي مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، واصل الجيش السودانى والقوة المشتركة التوسع فى مناطق كانت تنتشر فيها قوات الدعم السريع، في الأحياء الجنوبية والشرقية الجنوبية من المدينة.
وتمكن الجيش وحلفاءه من السيطرة على أحياء الفردوس، الهجرة، الجوامعة، الوحدة، السلام، الوحدة، بعد طرد قوات الدعم السريع من هذه المواقع التي سيطرت عليها خلال الأشهر الماضية.
وتخضع المالحة، التي تقع على بُعد نحو 210 كيلومترات شمال مدينة الفاشر والواقعة على حدود السودان مع ليبيا، لسيطرة القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المساندة للجيش السوداني.
وسبق أن هاجمت قوات الدعم السريع المنطقة في محاولة للسيطرة عليها ولكن دون جدوى.
وتسبب القتال في الفاشر عاصمة شمال دارفور في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتشريد أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى طويلة وجبل مرة ومناطق في شمال السودان، كما تسبب القتال والحصار المتطاول في حدوث ندرة كبيرة في السلع الغذائية والدوائية.
ومن جهة أخرى شنت ميليشيا الدعم السريع، هجوما عنيفا على مدينة الخوى بولاية غرب كردفان، وهو ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 13 آخرين.
وكشفت شبكة أطباء السودان، في بيان، أن قوات الدعم السريع نفذت هجومًا على الخوي بغرب كردفان أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفل، وإصابة 13 آخرين.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع هاجمت البلدة بنحو 35 مركبة قتالية وعشرات الدراجات النارية، وأشاروا إلى أن القوة نهبت أغلب متاجر السوق الرئيسي وبعض المنازل، كما نهبت نحو 9 مركبات وحرقت أحد منازل المواطنين الذي حاول التصدي لمجموعة داهمت منزله.
وقالت شبكة أطباء السودان في بيانها: “نأسف لعمليات القتل والنهب التي تمارسها الدعم السريع على المناطق الآمنة والتي لا يوجد بها أي مظاهر عسكرية”، واعتبرت ما قامت به القوات في المنطقة تعديًا واضحًا على المدنيين وتعمدًا في القتل، خاصة أن من بين القتلى طفل لم يتجاوز عمره الـ 10 أعوام.
وأكدت أن استمرار عمليات القتل والتهجير التي تمارسها الدعم السريع في المدن التي تحتضن آلاف المدنيين تمثل انتهاكات تتنافى مع كل القوانين الإنسانية والدولية وتعبر عن حالة الفوضى التي تمارسها هذه القوات.
وتتجه الأوضاع في إقليم كردفان نحو مزيد من التصعيد، بعد أن تمكن الجيش السوداني خلال الأسابيع الماضية من إنهاء حصار مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وظلت الدعم السريع تهاجم مرارًا البلدة الواقعة على الطريق القومي الرابط بين إقليمي كردفان ودارفور، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين.
ومن جهة أخرى، يواصل الجيش السوداني معاركه مع الدعم السريع في عدة محاور، حيث يسعى للسيطرة على مركز العاصمة الخرطوم، كما كثف هجماته الجوية على معاقل الدعم في الفاشر ويسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان، بعد أن حقق تقدما بولاية النيل الأبيض.
وتستمر المعارك بوتيرة متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومرافق حكومية سيادية.