عاجلمقالات

محمد فهمي يكتب: رسائل مصرية حاسمة بمؤتمر “عبد العاطى ـ بلينكن”

أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى، الأربعاء، أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة قوية ومتينة تمتد لعقود طويلة من العمل والتفاهم المشترك، مؤكدا أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى القاهرة تأتى فى إطار عدد من الزيارات المكوكية للمنطقة والقاهرة، جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك للوزيرين فى قصر التحرير وسط العاصمة.

 

واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم الوزير الأمريكى فى مقابلة مطولة وصريحة تناولت كل تطورات العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة فى ظل الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين، كما أكد الرئيس خلال اللقاء على متانة هذه العلاقات والحرص المشترك من جانب البلدين للعمل على تعزيزها وتطويرها، بحسب ما أكده وزير الخارجية فى المؤتمر الصحفي.

 

وأوضح عبدالعاطى، أنه أطلق اليوم مع الوزير بلينكن مجموعة العمل الخاصة بالتعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة فى قطاعات السياحة والتربية والتعليم والثقافة والتعليم العالى بحضور عدد من الوزراء المصريين وزير التعليم العالى ووزير التربية والتعليم ووزير السياحة والآثار، وذلك قبل إنطلاق أعمال هذه الجولة فى إطار الحوار الاستراتيجي.

 

وأكد وزير الخارجية، أن مصر دولة إقليمية ورئيسية كبيرة، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية، قوة عالمية كبرى وبالتالى من الطبيعى أن يكون هناك حوار مطول، وعلاقات قوية ومتينة وتشاور مستمر بيننا حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية التى تهم الجانبين، لافتا إلى أن هناك حرص متبادل على تطوير العلاقات الاقتصادية وعلى رأسها الاستثمارات وتشجيع الشركات الأمريكية على العمل فى السوق المصرى والاستفادة من الفرص الهائلة التى يتيحها الاقتصاد المصرى لهذه الشركات.

 

ولفت وزير الخارجية، إلى أنه جرى التشاور باستفاضة مع بلينكن عن التعاون فى قطاع التربية والتعليم والتعليم العالى، مؤكدا أنه سيجرى التوقيع اليوم على اتفاقيات لفتح أفرع لثلاث من الجامعات الأمريكية العريقة فى مصر جنبا إلى جنب العديد من الجامعات العالمية والدولية المرموقة سواء من اليابان أو كندا أو ألمانيا والتى هى حريصة على فتح فروع لها لتطوير العملية التعليمية الجامعية فى مصر.

 

وعبر عن دعم الولايات المتحدة جهود مصر فى إصلاح اقتصادها لكى يصبح أكثر تنافسية وديناميكية، معلنا عن تمويل أمريكى إضافى يقدر بـ129 مليون دولار للاستثمار فى مئات المنح التعليمية العليا، وتشجيع ريادة الأعمال، وتحسين الصحة فى المناطق الريفية.

 

وأوضح وزيرالخارجية، أن المباحثات تناولت العلاقات فى المجالات المختلفة خاصة التعاون فى مجالات الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة وأيضا الطاقة النظيفة وقطاعات النقل والمواصلات والاتصالات، مشيرا إلى أنه جرى الاتفاق مع بلينكن على أن يكون هناك جدول زمنى لعقد باقى مجموعات العمل المتفق عليها فى إطار الحوار الاستراتيجى فى الفترة القادمة.

 

وأكد وزيرالخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى، أن المباحثات تطرقت كذلك إلى الالتزام المشترك والتوجيهات المشتركة من الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى جو بايدن للعمل على اعطاء مزيد من الدفعة القوية للعلاقات الثقافية ولااقتصادية والاجتماعية بين البلدين.

 

وأوضح عبد العاطى، أن المباحثات تناولت الملفات الإقليمية والدولية والتحديات الخطيرة التى تواجه الأمن والاستقرار فى المنطقة والقارة الأفريقية والتى تواجه العالم فى ظل حالة الاستقطاب الحالية والتى تفرض على بلدين كبيرين بحجم الولايات المتحدة ومصر أن يكون هناك حوار مستمر ودائم بينهما.

 

وأشار وزيرالخارجية، إلى أنه تحدث عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتحركات المصرية شديدة الإيجابية فى تنفيذ هذه الاستراتيجية وما تقوم به مصر من جهد فى هذا الشأن ليس لإرضاء أى طرف خارجى ولكن لمصلحة الشعب المصرى والتزاما من الرئيس السيسى بإطلاق الحوار الوطنى وإطلاق الاستراتجيية الوطنية لحقوق الإنسان ضمن المفهوم الشامل لحقوق الإنسان الذى يركز على حقوق الإنسان المدنية والسياسية وحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

وأوضح عبدالعاطى، أن المباحثات تطرقت إلى الأزمة فى قطاع غزة والتى شهدت اتفاقا وتطابقا فى موقف البلدين فيما يتعلق بالحاجة الملحة بالوقف الفورى لإطلاق النار وحقن الدماء الفلسطينيين وسرعة التوصل لاتفاق يقضى بإطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى والنفاذ العاجل والكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية لسكان القطاع، والأهمية البالغة لوقف التصعيد ومنع التصعيد وخطورة انزلاق المنطقة لآتون حرب إقليمية خطيرة، مؤكدا رفض مصر التام لتواجد أى قوات إسرائيلية فى محور فيلاديلفيا أو التواجد عسكريا فى الجانب الفلسطينى لمعبر رفح.

 

وحول الوضع فى السودان، قال وزير الخارجية، إنه جرى الحديث عن الوضع بشكل مطول فى السودان وأهمية وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات إلى كافة الأنحاء هناك، وأهمية عدم وضع الجيش السودانى الوطنى فى نفس “الكفة” مع أى أطراف أخرى وأهمية العمل على تعزيز دور المؤسسات السودانية وحتى تضطلع بدورها فى الحفاظ على وحدة السودان ووحدة أراضيها.

 

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد وزير الخارجية، أنه جرى الحديث عن الأزمة الليبية والأهمية البالغة لسرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأهمية التحرك فى هذا الشأن للحفاظ على وحدة الأراضى الليبية.

 

وعن أزمة سد النهضة، أوضح وزيرالخارجية، أن المحادثات تناولت قضية المياه باعتبارها قضية وجودية لمصر لا يمكن التهاون أو التفريط بها، وأهمية التوصل إلى اتفاق حول السد الأثيوبى، مضيفا: “تحدثت عن الأهمية البالغة لأن يكون هناك اتفاق قانونى ملزم لتشغيل هذا السد، وأهمية عدم الإضرار بمصالح دولتى المصب طبقا لقواعد القانون الدولى، خاصة وأن هذا النهر هو نهر عابر للحدود”.

 

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، عن تقديره لجهود مصر فى تعزيز الاستقرار والسلام فى المنطقة، وهى شريك لا يمكن الاستغناء عنه فى السعى وراء هدنة فى غزة تعيد الرهائن وتؤسس لسلام طويل المدى، نافيا معرفة الولايات المتحدة بالهجوم السيبرانى على لبنان، محذرا من انتشار التصعيد، حتى لا يؤدى إلى حروب إقليمية، مع ضرورة عودة مئات النازحين فى جنوب لبنان إلى منازلهم، مشيدا بملف حقوق الإنسان والإصلاح الاقتصادي.

 

أكد بلينكن، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره المصرى أن المفاوضات المستمرة لوقف إطلاق النار فى غزة، لافتا إلى أنها حققت إنجاز وتقدم كبير خلال الشهر والنصف الماضيين، مع مصر وقطر، لكن الحل فى نهاية المطاف لا يتعلق بالمحتوى ونقاط الاتفاق، بل بالإرادة السياسية، داعيا حماس وإسرائيل لإظهار الإرادة الحقيقة للوصول إلى اتفاق.

 

وأشار الوزير الأمريكى، إلى أن إسرائيل أعلنت الأسبوع الماضى، أنه تم حل القوات المتواجدة فى مدينة رفح الفلسطينية، بعد أن تم التأكد من أن حماس ليست فى وضع يسمح لها بتكرار هجماتها فى 7 أكتوبر، مؤكدًا على أن وقف إطلاق النار سوف يعيد الرهائن وسوف يمنع انتشار التصعيد.

 

وأكد بلينكن، ضرورة اظهار الإدارة السياسية للتوصل إلى اتفاق حقيقى، من أجل مناقشة اليوم الثانى للحرب، و حوكمة غزة، وتاسيس الأمن وإعادة الإعمار، ومصر ستكون شريك مهما فى هذا الأمر.

 

وحول سبل مكافحة الإرهاب، أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطى أن هناك تعاونًا مشتركًا بين الولايات المتحدة ومصر فى مجال مكافحة الإرهاب؛ وذلك فى ظل وجود مصلحة مشتركة حيث تمتلك مصر تجربة رائدة وناجحة فى مكافحة الإرهاب، وفقا لرؤية شاملة تركز على جميع أبعاد المشكلة بما فى ذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية ووقف التمويل عن التنظيمات الإرهابية الإضافة إلى عنصر مكافحة الفكر المنحرف والمتطرف.

 

وأكد وزير الخارجية، على استمرار علاقات التشاور والتعاون بين البلدين، مشددًا على عمق العلاقات المصرية الأمريكية لتحقيق مصلحة البلدين الصديقين على أساس احترام كل طرف لسيادة الطرف الآخر وعدم التدخل فى شأنه الداخلى، مشيرا لوجود توافق مشترك بين البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار فى هذه البقعة المهمة من العالم.

 

وحول تطورات الأوضاع فى لبنان والموقف المصرى مما يحدث، أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطى أن مصر ترفض واضح وهو ضد أى سياسات أحادية تنال استقرار لبنان وتستهدف سيادته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى