
في معركة لا تهدأ ولا تعرف التهاون، واصلت وزارة الداخلية ضرباتها الأمنية الاستباقية لمواجهة الجريمة الإلكترونية التي باتت تهدد الأمن المجتمعي عبر الفضاء الرقمي. وفي واحدة من أنجح الحملات، تمكنت أجهزة الأمن من إسقاط عدد من العناصر الإجرامية التي استغلت منصات التواصل الاجتماعي في ترويج المخدرات والأسلحة البيضاء، بل وامتهنت النصب الإلكتروني تحت ستار التجارة.
سقوط “تاجر الظلام” على الإنترنت
كشفت وزارة الداخلية عن تفاصيل عملية نوعية استهدفت أحد أخطر مروجي المخدرات عبر تطبيقات الرسائل المشفرة. المتهم كان يدير شبكة منظمة لتوزيع المواد المخدرة، ويستخدم وسائل نقل متعددة لتضليل الشرطة. بحوزته، وُجدت كميات كبيرة من الحشيش والترامادول والهيروين، بالإضافة إلى دفاتر لتسجيل الطلبات، ما يؤكد الطابع التجاري المنظم لنشاطه الإجرامي.
الأخطر أن المتهم كان يروج لمنتجاته عبر جروبات مغلقة وأسماء وهمية، معتمدًا على نظام “الدليفري” لتوصيل السموم إلى الشباب دون إثارة شكوك.
أسلحة بيضاء.. وإعلانات جهنمية على “فيسبوك”
لم تتوقف الجرائم عند حدود المخدرات، بل امتدت إلى الاتجار في الأسلحة البيضاء، حيث ضبطت وزارة الداخلية شابًا ثلاثينيًا أنشأ صفحة على “فيسبوك” وراح يروج عبرها لسكاكين وسيوف وأدوات حادة تحت مسمى “هدايا وتحف شرقية”. المتهم لم يكن يبيع فقط، بل يُقدم أيضًا خدمات توصيل إلى المنازل، مستهدفًا فئات المراهقين والهواة.
وبعد تقنين الإجراءات، تم اقتحام وكره ومصادرة ترسانة من الأسلحة البيضاء المتنوعة، إلى جانب هواتف وأجهزة إلكترونية استخدمها لإدارة نشاطه.
النصب باسم التجارة.. السلاح وسيلة للاحتيال
في مشهد آخر من مشاهد الجريمة الرقمية، ألقت الداخلية القبض على متهم استغل صورًا مفبركة لأسلحة نارية وبيضاء للإيقاع بضحاياه. الضحايا كانوا من مختلف المحافظات، دفعوا أموالًا عبر تحويلات إلكترونية، لكن لم تصل إليهم أي بضائع. المثير أن المتهم كان يُغير أرقامه وحساباته دوريًا، معتقدًا أن المراقبة مستحيلة، لكن أجهزة الأمن كانت له بالمرصاد.
الداخلية: “عصر الفوضى الرقمية انتهى”
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الداخلية أن حملاتها ضد الجريمة الإلكترونية مستمرة ومتصاعدة، مشددة على أن الفضاء الرقمي لم يعد خارج السيطرة. وأضاف البيان أن فرق الأمن تراقب على مدار الساعة كل ما يُنشر ويُتداول على المنصات المشبوهة، في إطار استراتيجية شاملة لحماية المجتمع، خاصةً فئة الشباب.
رسالة رادعة.. ودولة لا تساوم على أمن مواطنيها
الضربات الأمنية الأخيرة حملت رسالة واضحة: لا أحد فوق القانون، سواء مارس جريمته في الشارع أو خلف شاشة هاتف. الدولة بكل أجهزتها الأمنية تتابع وتلاحق وتضبط، حفاظًا على أمن الناس وسلامة المجتمع.
فالداخلية لا تحارب الجريمة فحسب، بل تردع كل من يعتقد أن الإنترنت ساحة مفتوحة للفوضى. والنتيجة: سقوط “حيتان الجريمة” واحدًا تلو الآخر، في مشهد يؤكد أن مصر محمية برجالها، سواء في الواقع أو على الشبكة.