تأثير الضغط النفسي والاضطرابات العاطفية على صحة شعرك، قد لا تدرك بعض الفتيات أن الشعر مرآة تعكس حالة الجسم الصحية والنفسية. فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على صحة الجسم بشكل عام، والشعر بشكل خاص.
فالضغط النفسي والاضطرابات العاطفية قد يؤديان إلى مشاكل متعددة في الشعر مثل التساقط، والتقصف، والجفاف، وحتى تغيرات في نموه وكثافته. لذا، يُعد تحسين الصحة النفسية مفتاحًا أساسيًّا للحفاظ على صحة الشعر وجماله.
أثر الضغط النفسي على صحة الشعر
أشارت خبيرة العناية بالشعر ساندرا لي، أن الشعر يتفاعل بشكل كبير مع التقلبات النفسية، إذ يمكن للضغط النفسي المزمن أو الحاد أن يُحدث تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على فروة الرأس وبصيلات الشعر. ومن أبرز هذه التأثيرات التالية:
علاج تساقط الشعرعلاج تساقط الشعر
تساقط الشعر: تُعرف حالة تساقط الشعر الناتجة عن الإجهاد باسم “تساقط الشعر الكربي” (Telogen Effluvium). في هذه الحالة، يدخل عدد كبير من بصيلات الشعر في مرحلة الراحة بدلًا من مرحلة النمو، مما يؤدي إلى تساقطه بشكل ملحوظ.
الثعلبة البقعية: الضغط النفسي قد يتسبب في تحفيز جهاز المناعة ليهاجم بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى فقدان الشعر في بقع صغيرة على فروة الرأس أو الجسم.
التقصف والجفاف: الإجهاد المزمن قد يقلل من تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يؤدي إلى ضعف تغذية بصيلات الشعر وبالتالي يصبح الشعر هشًّا وجافًا.
الشيب المبكر: يُعتقد أن الإجهاد المستمر يؤدي إلى استنفاد الخلايا الصبغية المسؤولة عن لون الشعر، مما يعجّل بظهور الشيب.
الاضطرابات العاطفية وصحة الشعر
وأضافت خبيرة العناية بالشعر، أن الاضطرابات العاطفية مثل القلق والاكتئاب تؤدي أيضًا إلى تغيرات هرمونية تؤثر على دورة نمو الشعر. فعندما يشعر الشخص بالاكتئاب أو القلق، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تُضعف بنية الشعر وتؤدي إلى تساقطه.
كما أن أنماط النوم غير المنتظمة، الشهية المضطربة، وقلة ممارسة الرياضة – وهي عوامل مرتبطة بالاضطرابات العاطفية – تؤثر بشكل غير مباشر على صحة الشعر من خلال تقليل تغذية البصيلات وإضعاف الجهاز المناعي.
نصائح للعناية بالشعرنصائح للعناية بالشعر
العناية بالشعر من خلال تحسين الصحة النفسية
لأن صحة الشعر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية، فإن العناية بالشعر تتطلب نهجًا شاملًا يعزز التوازن النفسي والجسدي معًا. وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد على تحسين الصحة النفسية وبالتالي دعم صحة الشعر:
إدارة التوتر والضغط النفسي:
ممارسة التأمل واليقظة الذهنية: تساعد تقنيات التأمل والتنفس العميق على تقليل مستويات الكورتيزول في الجسم، مما يعزز صحة الشعر.
ممارسة الرياضة بانتظام: الرياضة تحفز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والإندورفين، مما ينعكس إيجابًا على صحة الشعر.
النوم الكافي: النوم الجيد يُعدّ أساسًا لتجديد خلايا الجسم ودعم عملية نمو الشعر. لذلك، من المهم الالتزام بجدول نوم منتظم والحصول على 7-8 ساعات من النوم يوميًا.
التغذية المتوازنة: الحالة النفسية تؤثر على الشهية والنظام الغذائي، مما ينعكس على صحة الشعر. لذا، يُنصح بتناول وجبات غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية مثل:
الحديد والزنك: لدعم قوة بصيلات الشعر.
فيتامينات B وE: لتحسين الدورة الدموية في فروة الرأس.
الأوميجا-3: لتعزيز الترطيب الطبيعي للشعر.
التواصل الاجتماعي والدعم النفسي: العلاقات الإيجابية والداعمة تلعب دورًا مهمًا في تقليل الضغط النفسي والاضطرابات العاطفية. الحديث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، أو الحصول على جلسات استشارية مع مختص نفسي، قد يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية وصحة الشعر.
تخصيص وقت للراحة والعناية الذاتية: من الضروري تخصيص وقت للاسترخاء وممارسة الهوايات التي تمنح شعورًا بالسعادة، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى.
العناية الخارجية بفروة الرأس: استخدام زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند أو زيت الأرجان لتدليك فروة الرأس يمكن أن يحسن الدورة الدموية ويقلل من تأثيرات الإجهاد على الشعر. كما يُفضل اختيار منتجات خالية من المواد الكيميائية القاسية.
دراسة حديثة: الصيام المتقطع يبطئ نمو الشعر بنسبة 18%
7 طرق بسيطة للتخلص من قشرة الشعر بالمنزل
الوقاية أفضل من العلاج
الوقاية من مشاكل الشعر الناتجة عن الضغط النفسي والاضطرابات العاطفية تتطلب إدراكًا بأن صحة الشعر لا يمكن فصلها عن الصحة النفسية. ومن خلال دمج العادات الصحية في الروتين اليومي، يمكن تحسين جودة الحياة بشكل عام والحفاظ على شعر صحي وقوي.
وأخيرًا أكدت خبيرة العناية بالشعر، أن الشعر ليس فقط مظهرًا جماليًا، بل هو مرآة تعكس ما يحدث داخل أجسامنا وعقولنا. تحسين الصحة النفسية لا يعزز صحة الشعر فحسب، بل يضفي أيضًا شعورًا بالسعادة والثقة بالنفس، مما يجعلنا أكثر جمالًا من الداخل والخارج.