عاجلمقالات

كريمـــة الشامى تكتب:  الفيروس الرئوي البشري HMPV هل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

 الدكتــور/كريمـــة فــؤاد الشامى الأستاذ بجامعة المنصــورة ومستشار مكافحـة العـدوى وأمينـــة المــــرأة لحــزب حمــاة الوطن محافظــة الجيـــــــــزة

أثار الفيروس الرئوي البشري HMPV رعباً وقلقاً كبيراً في قلوب الكثيرين خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب انتشاره بشكل متزايد وتحديداً في شمال الصين، وسط مخاوف من تحوّله إلى وباء عالمي جديد، مثلما حدث مع فيروس “كورونا” الذي اجتاح العالم في عام 2019 وأودى بحياة ملايين الأشخاص. لذلك، سأوضح فى هذا المقال طبيعة هذا الفيروس المخيف , وماهى أعراضه, ومن هى الفئات الأكثر عرضةللإصابة وكيف ينتقل الفيروس, وما مدى خطورة الإصابة به وكذلك كيف نقى أنفسنا من الإصابة والعدوى.

ما هو الفيروس الرئوي البشري HMPV ؟
أن الفيروس الرئوي البشري أو ما يسمى (فيروس الميتابنيومو البشري) ليس جديداً وهو فيروس تنفسي ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ, وخلافاً لما يظنه البعض، فهذا الفيروس ليس وباءاً جديداً أو سلالة جديدة من كوفيد كما يتردد ، حيث تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات الرئوية جنبًا إلى جنب مع الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) ويعتبر أحد مسببات الأمراض التنفسية الشائعة. ، حيث تظهر حالات إصابة به سنوياً، ولا توجد مؤشرات تدل على وجود وباء جديد. وهذا الفيروس يكون انتشاره أكثر شيوعاً خلال فصلي الخريف والشتاء.

ما هي أعراض الإصابة بالفيروس الرئوي البشري HMPV ؟
ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻓﻴﺮﻭﺱ HMPV ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ، ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﺿﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ, فهى ﺗﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﻧﺰﻻﺕ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻷﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ. حيث ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ وﺳﻴﻼﻥ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻷﻧﻒ ﻭﺿﻴﻖ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ وهىﺃﻋﺮﺍﺿﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻨﺰﻻﺕ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻷﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ .وقد ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻴﺮﻭﺱ HMPV ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻮﻱ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺿﻊ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ .تظهر هذه الأعراض خلال 3 إلى 6 أيام من التعرض للفيروس،

مدة الإصابة أو فترة حضانة الفيروس الرئوي البشري HMPV
تتراوح فترة حضانة الفيروس الرئوي البشري HMPV بين 3 إلى 6 أيام، وقد يختلف متوسط مدة المرض حسب شدته ولكنه يشبه التهابات الجهاز التنفسي الأخرى التي تسببها الفيروسات.

كيف ينتقل الفيروس الرئوي البشري HMPV؟
يمكن الإصابة بفيروس HMPV، وفق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عن طريق التالي:

 التعرض للرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس من جانب المصاب.
 تقبيل المصاب، أو مصافحته، أو عناقه.
 لمس الأسطح الملوثة بالفيروس، مثل مقابض الأبواب، أو الأغراض الشخصية للمصاب.

من هم الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس؟
يمكن أن يسبب الفيروس الرئوي البشري HMPV أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي لدى الأشخاص من جميع الأعمار ويُعتبر الأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن ممن تتجاوزت أعمارهم 65 عاماً، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، وكذلك المصابون بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، هم الأكثر عُرْضة للإصابة بمضاعفات فيروس HMPV.

ما مدى خطورة الإصابة بالفيروس الرئوي البشري HMPV؟
في أغلب الأحيان تكون أعراض فيروس HMPV بسيطة، وتزول وحدها دون علاج خلال يومين إلى 5 أيام، لكن في بعض الحالات قد يسبب الفيروس مضاعفات؛ من بينها: “التهاب القصيبات الهوائية، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الرئة، وتفاقم نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، والتهاب الشعب الهوائية”.

لماذا انتشر فيروس الرئوي البشري HMPV مؤخراً؟
يُعتبر انتشار فيروس HMPV متوقعاً خلال هذه الفترة من العام، إذ ذكرت عدة دراسات أن حالات الإصابة به ترتفع خلال فصل الشتاء ومع بداية الربيع، مثلما يحدث مع أمراض مثل الزكام، وغيره من الأمراض التنفسية. كما لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع حتى الآن على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

كيف يؤثر فيروس الرئوي البشري HMPV على الأطفال؟
ﻓﻴﺮﻭﺱ HMPV، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ، ﻳﺴﺒﺐ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺫﺍﺫ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻼﻣﺴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ.يؤثرهذا الﻓﻴﺮﻭﺱ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺮﺿﻊ، ﺣﻴﺚ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﻴﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻮﻱ .اﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﻫﻢ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻋﺮﺍﺽ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﺪﻭﻯ ﻓﻴﺮﻭﺱ .HMPV وﺗﺸﻤﻞ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔﻴﺮﻭﺱ HMPV ﺳﻴﻼﻥ ﺍﻷﻧﻒ، ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ، ﺍﻟﺤﻤﻰ، ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ وﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻴﺮﻭﺱ HMPV ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎﺕ ﺗﻨﻔﺴﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ الهوائية ﺃﻭ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻮﻱ، حيث ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﺑﻔﻴﺮﻭﺱ HMPV، ﻣﻊ ﻧﺪﺭﺓ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ .

كيف يمكن الوقاية من الفيروس الرئوي البشري HMPV؟
يجب التعامل معه بنفس الإجراءات الاحترازية المتبعة في التعامل مع الفيروسات التنفسية الأخرى، ولا توجد أي إجراءات مختلفة للحد من انتشار فيروس HMPV، وخاصة بالنسبة للفئات الأكثر عُرضة للمضاعفات، ويمكن تحقيق هذا من خلال الالتزام بالخطوات التالية:
 تجنُّب مخالطة المصابين بفيروس HMPV.
 يجب غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل تناول الطعام أو تحضيره أو لمس الوجه.
 يجب الابتعاد عن الأماكن المزدحمة بالناس قدر المستطاع.
 يجب تنظيف الأسطح وارتداء كمامة الوجه عند ظهور أي أعراض تشبه الزكام للحد من انتشار الفيروس.
 يجب تغطية الأن أثناء العطس أو السعال ، مع التهوية الجيدة والحرص على تقوية الجهاز المناعي من خلال التغذية المتوازنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى