حوادث وقضاياعاجلفيديوهات

قاصر وزواج وعرفي ووصلة تعذيب.. بأي ذنبٍ قتلت فتاة الغربية؟

كتبت- نجلاء محمد

(وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ).. هذه الآية الكريمة هى مثال واقعى لجريمة هزت أرجاء محافظة الغربية، فالواقعة تندى لها الإنسانية وتحزن لها كل نفس بشرية، بعدما أقدم زوج على قتل زوجته القاصر التى بالكاد يبلغ عمرها 14 عامًا فقط، بعدما تزوجها تحايلًا على القانون بعقد زواج عرفي، ليكتب نهايتها فى وصلة تعذيب وضرب بالعصا وكى بالمكواة وإلقائها من أعلى المنزل، بسبب غريب جدًا وهو “طبق مكرونة”.

 

تفاصيل مأساوية فى هذه القضية رواها والد الضحية وعمتها ووالدتها، خلال الاستماع إلى أقوالهم فى تحقيقات النيابة العامة، وبدموع منهمرة قالت “عمة الضحية” والتى أحضرت إلى جهات التحقيق شهادة ميلاد المجنى عليها، وتبين أنها طفلة تُدعى «فاتن زكى إبراهيم محمد الدراجيلي» مواليد ١٨ / ٧ / ٢٠١٠، أى بالكاد تبلغ ١٤ عامًا فقط لا غير.

 

 

زواج عرفى

 

وذكرت عمة الفتاة، بأن والدها ووالدتها منفصلان منذ فترة، وتتمتع أمها بحضانتها وفقًا لحكم قضائى سابق، وبالتالى انتقلت الضحية من العيش مع والدها وعمتها لتعيش مع والدتها بقرية منشأة الكردي، ثم تزوجها عُرفيًا بقرية كفر يعقوب دائرة مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية.

اللى زيها أطفال تلهو فى الشارع

استكملت عمة الفتاة أقوالها، أن والدتها زوّجتها “عند ناس ميعرفوش ربنا” على حد قولها، وبدموع تزرف دمعًا حزنًا على فراق نجلة أخيها قالت: «حرام دى طفلة اتجوزت وهى ١٢ سنة.. تخيلوا طفلة بقت مدام.. اللى زيها بيلعبوا فى الشارع”.

موقف غريب أثناء تصريح الدفن

 

 

وذكرت: « بعدما قتلها زوجها اتصل بينا هو وأهله قالولنا.. فاتن وقعت من على السلم وماتت.. وتعالوا امضوا على تصريح الدفن» وعلى حد قول عمة الضحية فإن المتهم وأهله حاولوا أن ينهوا إجراءات الدفن والتغطية على الواقعة، إلا أن يقظة رجال المباحث والطب الشرعى أثبتوا وقوع الجريمة، بعد معاينة جثمان الضحية، والتى ظهرت عليها علامات الضرب بالعصا والكى بالنار والإلقاء من علو.

 

 

طبق مكرونة السبب

 

استطردت عمة الضحية أقوالها، وشرحت أسباب قتل نجلة أخيها قائلة، إن السبب الرئيسى هو أكلها لطبق مكرونة كان موجودا بالثلاجة، وعندما عاد زوجها من الخارج فتح الثلاجة ولم يجد طبق المكرونة، فنشبت مشاجرة بينهما، وانهال عليها بالضرب والتعذيب حتى لفظت أنفساها الأخيرة. وأوضحت قائلة: « هى كانت جعانة ومش لاقية أكل.. وقبل ما تاكل لازم تستأذن الأول من زوجها وأهله.. فخدت طبق المكرونة وكلته فى السر، عشان محدش يشوفها.. تصرفت زى الطفلة بالظبط.. ولما رجع زوجها وعرف أنها هى اللى أكلته .. انهال عليها بالضرب والتعذيب حتى الموت”.

 

 

بنتك جايلها عريس

 

وخلال تحقيقات النيابة أفاد والد الضحية ويُدعى “ زكى إبراهيم محمد الدراجيلي” بأنه منفصل عن زوجته والدة الضحية منذ فترة، وقبل زواج ابنته، أخبرته طليقته بأن نجلته “فاتن” تقدم لخطبها أحد الشباب “ بنتك جايلها عريس” .. حينها استغرب الأب فكيف لطفلته التى لم تبلغ الـ ١٢ عامًا وقتها أن يأتى لها عريس وأن تتزوج، فرفض حينها ذلك الأمر.

 

 

زواج قاصر

 

أوضح والد الضحية، أنه رفض تلك الزيجة، وتفاجأ بعدهـا ببضعة أيام بخبر زواج ابنته القاصر، فقام بعمل بعض الدعوى القضائية، كما نشر استغاثات على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، وأشار الأب أنه علم أن الزيجة تمت إجباريًا على الأم أيضًا، وفى يوم الحادث تفاجأ بأهل زوج الضحية يخبرونه بالحضور للتوقيع على تصريح الدفن.

 

 

طلب تشريح جثة

 

الخبر وقع كالصاعقة على قلب الأب قائلًا: « مكناش مصدقين .. قالولنا تعالوا استلموا جثمان بنتكم من مشرحة مستشفى المنشاوي.. طب حصل ايه وحصل ازاي.. الموضوع كان غريبا ومريبا .. وطلبوا منى أمضى على تصريح الدفن.. طيب أمضى على إيه؟ .. وهى ماتت ازاى ولا حصلها إيه؟.. أهل زوجها قالولى هى وقعت من على السلم اتزحلقت وماتت”. أوضح والد الضحية أنه رفض التوقيع على أى ورقة قبل معرفة تفاصيل وملابسات الواقعة كاملةً لأن قلبه كان غير مطمئن، فقدم طلبا لرئيس النيابة مطالبًا بتشريح الجثمان، والذى تبين فيما بعد وفقًا لتحريات الأجهزة الأمنية والمباحث وكشف الطب الشرعي، بوجود شبهة جنائية فى الواقعة.

 

 

الأم توضح الدقائق الأخيرة قبل وفاة نجلتها

 

وأمام جهات التحقيق أدلت السيدة “ ابتسام حامد”، ربة منزل، ووالدة الضحية، بأقوالها للنيابة، موضحة أنه فى يوم الواقعة وقبل دقائق من وفاتها  تلقت اتصالا من ابنتها تخبرها بتعرضها للضرب من زوجها وعائلته بسبب “طبق مكرونة”، تناولته المجنى عليها، عندما كان زوجها وعائلته خارج المنزل.

وقالت: « بنتى كانت جعانة وأكلت طبق مكرونة.. وهما برا البيت قبل معاد الغدا.. ولما رجع ضربها.. وكوى جسمها بالمكواة.. واتصلت تستنجد بيا أروح أخدها من الباب الخلفى للمنزل.. وأنا رفضت عشان لما بروح بيضربنى أنا كمان”.

 

 

وصلات تعذيب

 

استكملت والدة المجنى عليها أقوالها، مشيرة بإن ابنتها كانت تتعرض للضرب بشكل دائم من زوجها وعائلته منذ بداية زواجها قبل عامين، وكانت دائما تستنجد بها لإنقاذها من بطش زوجها وعائلته، وحمايتها منهم، لكنها كانت لا تستطيع بسبب الخوف من أذى زوج نجلتها وعائلته.

وبينت الأم: « تفاجأت بأنه تم نقل ابنتى للمستشفى.. وبعد توجهى وجدتها جثة هامدة.. وأن الدكتور قلى مضروبة بالشومة على دماغها.. وجسمها فيها آثار حرق بالمكواة”.

 

 

زواج بالقوة

 

وتابعت والدة الضحية خلال أقوالها أمام النيابة العامة، أن المتهم تزوج ابنتها عنوة بعد رفضهم له بسبب سوء سمعته، ووالدتها لجأت وقتها لكبار القرية حتى يمنعونه من التعرض لها ولابنتها.

لكن المفاوضات فشلت، واضطرت الأم للموافقة على الزواج تفاديا للأذى، ومنذ أن تم هذا الزواج وتعيش ابنتها فى عذاب مستمر، ودائم الاعتداء عليها بطريقة وحشية وعلى والدتها أيضا عندما تدافع عن ابنتها أو تذهب لزيارتها.

 

 

بلاغ الواقعة

 

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية، إخطارا من مأمور مركز شرطة كفر الزيات يفيد، بورود بلاغ من الأهالى أفاد بمصرع ربة منزل إثر سقوطها من أعلى سطح منزلها بقرية كفر يعقوب التابعة لدائرة المركز.

انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية برئاسة الرائد أحمد شيحة رئيس مباحث المركز إلى محل الواقعة وتبين من التحريات والمعاينة الأولية، وفاة ربة منزل تدعى «فاتن زكى إبراهيم محمد الدراجيلي» تبلغ من العمر ١٤ عامًا، ومواليد ١٨ / ٧ / ٢٠١٠، بعد تعرضها للضرب المبرح على يد زوجها «أحمد. ر. ح» وادعى سقوطها من أعلى سطح المنزل، بسبب اختلال توزنها، وتم القبض عليه وعرضه على النيابة العامة، التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات ٤ أيام، مع مراعاة التجديد له فى الموعد القانونى المحدد.

 

 

تحقيقات النيابة

 

من جانبها، تباشر نيابة كفر الزيات تحقيقات موسعة فى واقعة مقتل الطفلة القاصر “فاتن” على يد زوجها سائق التوكتوك الذى حاول تأديبها فلقيت مصرعها على يده، وكشفت التحقيقات أن الزوجة المتوفاة قاصر، وعمرها ١٤ عامًا،  وأن الزواج تم منذ عامين حيث كانت تبلغ من العمر ١٢ عامًا فقط وهى تلميذة بالمرحلة الإعدادية.

أوضحت تحقيقات نيابة كفر الزيات، أن الزواج تم بالإتفاق مع والدة الطفلة وجرى تحرير عقد عرفي، والاتفاق على كتابة عقد زواج رسمى عندما تبلغ الفتاة  السن القانونية والمحدد ١٨ سنة، لكنها توفت بعمر الـ ١٤، وبعد الزواج تركت الطفلة منزل والدتها بقرية منشأة الكردى إلى منزل زوجها بقرية كفر يعقوب دائرة كفر الزيات.

واستمعت جهات التحقيق إلى شهود العيان فى الواقعة وتحريات مباحث مركز شرطة كفرالزيات حول ظروف الواقعة وملابساتها وأن مشادة كلامية نشبت بين الزوج وزوجته القاصر فى يوم الواقعة بسبب طبق كشرى أكلته الزوجة دون علم زوجها وتعدى الزوج عليها بالضرب المبرح حتى سقطت مغشيًا عليها وتوفيت بالمستشفى، وتم حبس الزوج، وتجرى محاكمته من قبل الجهات المختصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى