شهدت أسعار الذهب العالمي تراجعا اليوم الثلاثاء، في ظل جني المستثمرين للأرباح بعد ثلاث جلسات متتالية من الارتفاع، في حين تنتظر الأسواق بيانات التضخم الأميركية الرئيسية التي قد تقدم مزيداً من الدلائل حول مستقبل السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وانخفض سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أدنى مستوى عند 2458 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم، عند المستوى 2470 دولار للأونصة، بينما قد سجل أعلى مستوى منذ 2 أغسطس الماضي عند 2476 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 1.7% يسجل ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي، ليستغل الذهب توقف الدولار عن التعافي وتداوله في نطاق عرضي محدود قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع.
تراجع سعر الذهب اليوم يعد جني للأرباح بعد الارتفاع القوي الذي سجله منذ بداية الأسبوع، بينما من المتوقع أن يحقق الذهب استفادة من بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع، خاصة مع توقعات باستمرار تراجع التضخم خلال شهر يوليو الأمر الذي قد يزيد من فرص قيام البنك الفيدرالي بخفض الفائدة في سبتمبر القادم.
تراجع أسعار الفائدة يعد أمر إيجابي بالنسبة لأسعار الذهب، لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
اليوم تصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة، وهو المؤشر الذي يقيس التضخم من وجهة نظر الشركات والمصنعين، بالإضافة إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسية والتي تعد محور اهتمام الأسواق هذا الأسبوع وتصدر يوم غد الأربعاء.
وتضع الأسواق احتمالات بنحو 50% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر القادم، بينما تتوقع بنسبة 100% ان يخفض البنك الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
إن أي علامات أخرى على تباطؤ التضخم تعطي البنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الزخم لخفض أسعار الفائدة، وخاصة وسط مخاوف متزايدة من أن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الركود.
وتراجعت توقعات الأسواق بخفض الفائدة 50 نقطة أساس من أعلى من 70% خلال الأسبوع الماضي، والجدير بالذكر أنه إذا أصبحت الأسواق أكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، فقد يدفع هذا سعر الذهب إلى الارتفاع إلى مستوى 2500 دولار.
ومن جهة أخرى استفاد الذهب من الطلب على الملاذ الآمن حيث أشارت التقارير الإعلامية إلى أن إيران قد تشن هجومًا ضد الكيان الصهيوني هذا الأسبوع. وكان عدم اليقين بشأن نطاق الهجوم، والتهديد بإمكانية إشعال حرب شاملة في الشرق الأوسط، من العوامل الرئيسية الدافعة للطلب على الملاذ الآمن للذهب.
هذا وكان مجلس الذهب العالمي قد أعلن أن البنك المركزي الصيني قد توقف عن شراء الذهب وزيادة احتياطاته خلال شهر يوليو للشهر الثالث على التوالي، لتظل حيازات البنك من الذهب عند 2264 طن دون تغيير لتمثل حوالي 5% من إجمالي احتياطيات الصين.
توقف البنك المركزي الصيني عن شراء الذهب منذ شهر مايو الماضي لينهي سلسلة استمرت 18 شهر متتالي من المشتريات، ليتضح من سلوك البنك الصيني أنه لن يعود إلى شراء الذهب في ظل المستويات المترفعة والغير مستقرة حالياً