عاجلمقالات

 علي محمد علي يكتب: تراجع سعر أونصة الذهب العالمي

تراجع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع لتقلص المكاسب التي سجلتها نهاية الأسبوع الماضي، وذلك في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي التي تصدر هذا الأسبوع، والتي قد تسلط الضوء على توقيت أول خفض لأسعار الفائدة من جانب البنك الفيدرالي الأمريكي.

 

انخفض سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الإثنين بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى عند 2339 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2360 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2341 دولار للأونصة.

 

وشهد الذهب بعض المكاسب خلال الأسبوع الماضي حيث أثارت بعض العلامات على تباطؤ قطاع العمالة في الاقتصاد الأمريكي تكهنات بشأن بدأ البنك الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة خلال عام 2024 الأمر الذي دعم ارتفاع الذهب.

 

ولكن لا يزال سعر الذهب أقل بكثير من المستويات القياسية المرتفعة التي سجلها في أبريل الماضي عند 2431 دولار للأونصة، ومن المتوقع أن يتداول بحرص قبل صدور بيانات التضخم هذا الأسبوع.

 

من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي يوم الثلاثاء، يليه مؤشر أسعار المستهلكين الأكثر أهمية للأسواق يوم الأربعاء. والتوقعات تشير إلى إمكانية حدوث تراجع في مؤشرات التضخم خلال شهر ابريل، بعد القراءة الأعلى من المتوقع التي شاهدناها في شهر مارس.

 

ولكن تراجع التضخم قد لا يأتي بالقوة التي تتوقعها الأسواق وهنا احتمال قائم أن نرى قراءات أفضل من المتوقع للتضخم في ابريل، وهو أمر كفيل بحدوث تقلبات سعرية قوية في أسعار الذهب، لأن تحسن أو استقرار التضخم يعني استمرار معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت قد تصل إلى نهاية العام كما صرح بذلك بعض أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.

 

تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الضعيف عن شهر ابريل وبيانات اعانات البطالة المرتفعة التي صدرت الأسبوع الماضي أعادت التوقعات بحدوث تخفيض في أسعار الفائدة هذا العام من جديد، وأصبحت الأسواق تترقب هذا القرار في اجتماع الفيدرالي في سبتمبر او نوفمبر، وهو ما ساعد الذهب على الارتفاع الأسبوع الماضي لأن انخفض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

 

قد يكون التراجع اليوم في أسعار الذهب فرصة للبعض للدخول في السوق من جديد، وهو الأمر الذي قد يجمع الزخم الكافي لأسعار الذهب للعودة إلى الارتفاع واختراق المستوى 2370 دولار للأونصة خاصة إذا وجد السعر دعما مناسب من أخبار التضخم.

 

التعليقات التي أدلى بها أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي كانت متنوعة حيث ناقش المتحدثون ما إذا كانت أسعار الفائدة مرتفعة بما فيه الكفاية. وقد تؤدي القفزة في توقعات التضخم لدى المستهلكين، والتي ظهرت في استطلاع ثقة المستهلكين يوم الجمعة الماضية إلى زيادة تعقيد التوقعات الخاصة بالفائدة الأمريكية.

 

جدير بالذكر أن هذا الأسبوع يشهد تصريحات لعديد من أعضاء البنك الفيدرالي وعلى رأسهم رئيس البنك جيروم باول الذي يتحدث يوم غد الثلاثاء.

 

من جهة أخرى أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 7 مايو، انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 6706 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما انخفضت عقود البيع بمقدار 2063 عقد.

 

وفي نفس الوقت انخفضت عقود الشراء من قبل الشركات الكبيرة بمقدار 2026 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، كما انخفضت عقود البيع بمقدار 2258 عقد.

 

التقرير يوضح أن الطلب على المضاربة في الذهب سواء من قبل المضاربين الأفراد أو المؤسسات مستمر في التراجع سواء في الشراء أو البيع، الأمر الذي يعكس تراجع الطلب على الذهب بشكل عام واتجاه المستثمرين إلى أسواق أخرى أكثر ربحية بالنسبة لهم حالياً.

 

السبب الرئيسي وراء هذا الضعف في الطلب على المضاربة على الذهب هو تقلص التوترات الجيوسياسية، وبحث المستثمرين عن عائد أفضل بعد تأكيد الفيدرالي على بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى