يبدو أن تداعيات تقرير التضخم الأمريكى ستواصل تأثيرها على الأسواق خلال الساعات الماضية، حيث خسر الذهب أكثر من 1.01% خلال التداولات الفورية بعد صدور التقرير، كما وصلت التداعيات إلى سوق الأسهم، إذ انخفضت المؤشرات الرئيسية فى وول ستريت بعد أن أظهرت بيانات التضخم قراءة أعلى مما كان متوقعاً، مما أضعف الآمال فى أن يبدأ الفدرالى الأمريكى دورة تيسير السياسة النقدية فى يونيو2024.
ارتفع معدل التضخم فى الولايات المتحدة الأمريكية على أساس سنوى إلى 5. 3% خلال شهر مارس الماضى، مسجلا بذلك أكبر زيادة له منذ سبتمبر الماضى ليقلص ويبدد أية احتمالات بقيام مجلس الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزي) بخفض معدلات الفائدة قريبا، مع توقعات أن يبقى على مستوياتها الحالية دون تغيير حتى نهاية العام الحالى.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعى المؤشر 332 نقطة، أو 0.8%، بعد تعافيه من تراجعه أكثر من 500 نقطة فى وقت سابق من الجلسة، كما ظل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتأرجح فى أبريل/ 2024 انتظارًا لتقرير التضخم الذى صدر اليوم.
وأظهرت البيانات الأمريكية، الصادرة اليوم الأربعاء أن معدل التضخم على أساس شهرى استقر عند مستوى 0.4%، فى حين كان التكهنات بانخفاضه إلى 0.3% خلال مارس الماضى، وتجاوزت بيانات معدل التضخم الأمريكى توقعات الخبراء والمحللين بارتفاعه إلى 3.4 % خلال الشهر الماضى، وذلك بعد أن سجل 3.2% فى فبراير السابق له.
كان الفيدرالى الأمريكى قد قرر فى مارس الماضى تثبيت معدلات الفائدة للمرة الخامسة على التوالى لتظل عند مستوى يتراوح بين 5.25% و5.5%.
سوق الذهب
انخفضت أسعار الذهب بعد أن عزز تقرير التضخم الرئيسى فى الولايات المتحدة التكهنات بأن الفدرالى الأميركى لن يكون فى عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة.، ونزل الذهب فى المعاملات الفورية 1.01% إلى 2328.65 دولارًا للأونصة. كما انخفض المعدن الأصفر فى العقود الأميركية الآجلة 0.6% إلى 2347.50 دولارًا.
كما صعدت عوائد سندات الخزانة والدولار، مما أدى إلى انخفاض السبائك الذهبية، حيث يعد الذهب وعاء لا يدر عائد على حائزيه عند المقارنة مع عوائد السندات الأمريكية.
بيانات التضخم الأمريكية تظل هى محور اهتمام الأسواق، حيث كان من المتوقع أن تشهد قراءة مؤشر أسعار المستهلكين بقاء التضخم فى الولايات المتحدة ثابتًا بشكل كبير، لكنها كشفت ارتفاع طفيف فى التضخم مما أثر على الأسواق بصورة مباشرة
بيانات الوظائف الأمريكية
بيانات الوظائف أظهرت قوة قطاع العمالة الأمريكى وقدرته على مواجهة الارتفاع الحالى فى أسعار الفائدة، وبالتالى قد يعمل هذا على دفع البنك الفيدرالى إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو ما يعد مناخ سلبى للذهب فى البورصة العالمية وكذلك بالسوق المصرى.
خفضت الأسواق من توقعاتهم بقيام البنك الفيدرالى الأمريكى بخفض الفائدة للمرة الأولى فى يونيو القادم بعد تقرير الوظائف الأخير إلى 51%، لتتوقع الأسواق حاليًا أن تتراجع الفائدة الأمريكية مرتين فقط هذا العام، بعد أن كانت توقعات الأسواق السابقة تشير إلى خفض الفائدة من 3 إلى 4 مرات فى 2024.