عاجلمقالات

 علي محمد علي يكتب: استقرار سعر أوقية الذهب

تشهد أسعار الذهب العالمي تعافى خلال تداولات اليوم الخميس فى محاولة لتعويض الخسائر التى تكبدها الذهب خلال الجلستين الماضيتين التى دفعته لتسجيل أدنى مستوى منذ أسبوع، يأتى هذا فى ظل حفاظ الذهب على مكاسبه قبل البيانات الرئيسية التى تصدر عن الاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع.

 

ارتفع سعر أونصة الذهب العالمى خلال تداولات اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى عند 2312 دولارا للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2298 دولارا للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند المستوى 2311 دولار للأونصة.

 

ويأتى هذا بعد أن انخفاض الذهب خلال تداولات الأمس بنسبة 0.9% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 2293 دولار للأونصة، ليتمكن السعر من الإغلاق تحت المستوى 2300 دولار للأونصة.

 

الجدير بالذكر أن هناك سجال بيع المتداولين على الذهب حيث يحاول المضاربون إبقاء الأسعار فوق المستوى 2300 دولار للأونصة لأطول فترة ممكنة، وحتى الآن قد نجحوا فى ذلك ولكن الضغوط السلبية مستمرة على المعدن النفيس.

 

يعد السبب الرئيسى وراء تراجع أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين هو ارتفاع مستويات الدولار الأمريكى الذى سجل أمس أعلى مستوياته منذ شهرين مقابل سلة من العملات الرئيسية. الأمر الذى دفع الذهب إلى مزيد من التراجع فى ظل العلاقة العكسية التى تربط بينهما.

 

ارتفاع مستويات الدولار الأمريكى جاءت بدعم من الانخفاض الكبير الذى شهده الين اليابانى والذى وصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 1986 بأعلى من المستوى 160.00 ين لكل دولار، ليعمل هذا على دعم مستويات الدولار الأمريكي.

 

اليوم تبدأ البيانات الاقتصادية الهامة فى الصدور عن الاقتصاد الأمريكى، حيث تصدر القراءة النهائية للناتج المحلى الإجمالى عن الربع الأول وهو مؤشر النمو، بالإضافة إلى بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية.

 

بينما تظل البيانات الهامة هذا الأسبوع متمثلة فى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصى التى تصدر غدًا عن الاقتصاد الأمريكى، والذى يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالى الأمريكى، وفى حال ارتفع التضخم بأعلى من التوقعات سيعمل هذا على تقليل التوقعات فى الأسواق بأن الفيدرالى فى طريقه إلى خفض أسعار الفائدة وبالتالى سيعمل على ارتفاع الدولار مما ينعكس بالسلب على أداء سعر الذهب.

 

إذا تضاءلت احتمالات تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطى الفيدرالى بحلول نهاية عام 2024، فقد يتخلى المضاربون على ارتفاع الذهب فى النهاية عن محاولتهم للحفاظ على السبائك فوق المستوى النفسى البالغ 2300 دولار.

 

يذكر أن الذهب يجد الدعم بشكل عام خلال الفترة الحالية فى ظل حقيقة أن البنك الفيدرالى سيلجأ فى النهاية إلى خفض الفائدة سواء هذا العام أو العام القادم، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط أو الانتخابات الرئاسية فى عدد من الدول، والتى من شأنها أن تزيد من الطلب على الملاذ الآمن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى