عادت أسعار الذهب العالمى لتسجل مستويات تاريخية جديدة فى ظل تزايد الدعم للذهب من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالى الأمريكي، أو من تزايد حدة التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط “توترات لبنان” والتى تعمل على تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمى أعلى مستوى تاريخى اليوم عند 3640 دولارا للأونصة قبل أن يعود السعر للتداول عند سعر افتتاح جلسة اليوم عند 2627 دولارا للأونصة، وذلك بعد أن سجل الذهب ارتفاع يوم أمس بنسبة 0.2%.
ارتفع سعر الذهب لأربع جلسات متتالية وسجل مستويات تاريخية جديدة فى آخر 3 جلسات، وبذلك يكون الذهب قد ارتفع بنسبة أعلى من 27% منذ بداية العام، بحسب جولد بيليون.
وحصل الذهب على دعم جيد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالى الأمريكي الأخيرة، والتى جاءت لتدعم السياسة النقدية التوسعية للبنك الفيدرالى والتى بدأها خلال اجتماعه الأسبوع الماضى عندما خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة.
يرى أعضاء البنك الفيدرالى أن قرار خفض الفائدة نصف نقطة مئوية كان يهدف فى الأساس إلى الحفاظ على التوازن الذى حققه البنك الفيدرالى الأمريكى بين تراجع معدلات التضخم وتسجيل معدل نمو صحى لا يضر بقطاع العمالة.
وصرح رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالى فى شيكاغو أوستن جولسبى، أن هناك الكثير من التخفيضات التى ستأتى على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة فى أسعار الفائدة، فى حين أشار عذو البنك الفيدرالى نيل كاشكارى إلى أن المسار الفعلى سيعتمد على البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الفترة القادمة.
تضع الأسواق المالية احتمال بأن يخفض البنك الفيدرالى أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس بحلول نهاية العام، بينما كانت توقعات أعضاء البنك الفيدرالى الأخيرة تشير إلى خفض الفائدة 50 نقطة أساس حتى نهاية العام.
بيئة خفض الفائدة الحالية سواء من البنك الفيدرالى الأمريكى أو من قبل البنوك المركزية العالمية التى سبقت تحرك الفيدرالى، تعد إيجابية بشكل كبير لأسعار الذهب وذلك لأنها تعمل على تقليل تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذى لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى نجد أن التوترات الجيوسياسية تلعب دور كبير فى أداء الذهب الاستثنائى خلال هذه الفترة، فالتصعيد المستمر وفتح جبهة حرب جديد بين الكيان الصهيونى وحزب الله فى لبنان تنذر بمزيد من التوترات فى الأسواق المالية.
وترى جولد بيليون أن الذهب لا يزال يلعب دورًا هامًا كملاذ آمن فى الأسواق المالية، وهو السبب وراء اجتذاب السيولة النقدية مؤخرًا.
مجلس الذهب العالمى أظهر أن التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب قد ارتفع خلال الأسبوع المنتهى فى 20 سبتمبر بمقدار 3 أطنان من الذهب.
وارتفعت التدفقات إلى صناديق منطقة أمريكا الشمالية بمقدار 8.1 طن ذهب بالرغم من تراجع التدفقات إلى الصناديق الأوروبية.
يعكس هذا الارتفاع فى الطلب على صناديق الذهب مدى رغبة الأسواق فى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن واستثمار خاصة مع تغير السياسات النقدية للبنوك المركزية وعلى رأسها البنك الفيدرالى الأمريكي.