عاجلمقالات

علي محمد علي يكتب: أسباب صعود الذهب

ارتفع سعر الذهب في مصر بالتعاملات المسائية اليوم السبت ليلامس مستوى 3500 جنيه للجرام من عيار 21 وهو الأكثر مبيعًا في مصر على خلفية صعود سعر الذهب العالمي إلى مستويات 2500 دولار بختام تداولات الأسبوع.

وارتفع الذهب العالمي بشكل قياسي خلال الأسبوع الماضي ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد بدعم من تراجع مستويات الدولار وتوقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى تزايد الإقبال على الذهب قبل عطلة نهاية الأسبوع تحسباً لأية تطورات جيوسياسية.

الذهب العالمي

سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.2% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2509 دولارات للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2508 دولارات للأونصة بعد أن افتتح جلسة الأسبوع عند 2428 دولارا للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

في المقابل تراجع الدولار الأمريكي للأسبوع الرابع على التوالي ليسجل انخفاض خلال الأسبوع بنسبة 0.7% وفقاً لمؤشر الدولار، وذلك في ظل استمرار توقعات الأسواق باقتراب البنك الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة.

البيانات الاقتصادية التي صدرت خلال الأسبوع الماضي عن الولايات المتحدة كان من شأنها أن تحد من مكاسب الذهب، فقد أظهر مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعد مقياس التضخم ارتفاع معتدل خلال شهر يوليو ليعمل على تقليل توقعات الأسواق بخفض كبير في الفائدة خلال شهر سبتمبر يصل إلى 50 نقطة أساس دفعة واحدة.

بيانات مبيعات التجزئة واعانات البطالة الأسبوعية وأداء القطاع الصناعي جاءت جميعها أفضل من المتوقع، وساعدت بالفعل على تهدئة توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة لتصل رهانات الأسواق حالياً إلى احتمال بنسبة 75% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس، واحتمال بنسبة 25% لخفض الفائدة 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر القادم.

واستطاع الذهب الحفاظ على مكاسبه خلال معظم تداولات الأسبوع، ومع نهاية الأسبوع ارتفع بنسبة 2.1% وهو أكبر ارتفاع يومي منذ 13 ديسمبر 2023.

السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع في الذهب أمس الجمعة بالرغم من غياب البيانات الاقتصادية، هو زيادة الطلب بشكل كبير على الذهب كملاذ آمن قبل عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق المالية العالمية، وذلك تحسباً لأية هجمات إيرانية انتقامية على الكيان الصهيوني خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أسباب صعود الذهب

أحد أهم الأسباب وراء تماسك الذهب العالمي خلال الفترة الأخيرة هي التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تدفع المحافظ المالية حول العالم إلى إبقاء جزء من المحفظة مستثمر في الذهب تحسباً لأية تطورات، وقد اتضح هذا أثناء فترة البيع المفتوح للأسواق العالمية الفترة الأخيرة والتي استطاع الذهب أن يعبرها بشكل آمن دون انهيار مستوياته مثل باقي السلع المالية.

ينتقل الاهتمام الآن إلى محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الأخير الذي عُقد في يوليو الماضي ويصدر الأسبوع القادم، والذي قد يزود الأسواق لمزيد من الوضوح بشأن توجه أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، هذا بالإضافة إلى حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول نهاية الأسبوع القادم، حيث يتحدث باول عن التوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية المتوقعة للبنك الفيدرالي الأمريكي.

أما عن الصين فقد سمح البنك المركزي الصيني حصص استيراد جديدة للذهب بعد توقف دام شهرين وذلك مع عودة الطلب على الذهب إلى الارتفاع في أكبر مستهلك للذهب في العالم، وذلك على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى