
40 فداناً فى إسنا، تتم زراعتها بالياقوت الأحمر، لتحصل مصر من خلالها على شهادة عالمية فى تصدير الطماطم المجففة إلى دول العالم، من خلال مشروع فريد فى الأقصر، نلقى الضوء عليه من خلال هذا التحقيق.
فى جنوب الصعيد، وتحديداً فى «إسنا» التى اشتهرت بزراعة الطماطم، نجحت المدينة صاحبة الأراضى الخصبة، فى أن يتردد اسمها فى دول مثل أمريكا، والصين والبرازيل، وشرق آسيا، بعد أن احتلت المركز الثانى عالميا فى تصدير الطماطم المجففة بعد إيطاليا.
طماطم إسنا المجففة باتت «تريند» فى الأسواق العالمية، بعد أن زادت نسبة المساحات المزروعة بمقدار الضعف لتصبح 40 فداناً تنتج 300 طن (ما يقرب من ضعف كمية العام الماضى).
13 منشراً، تستقبل المحصول، فيما استحدث العاملون 3 أنواع جديدة: عجينة الطماطم، مسحوق الطماطم «البودرة» والـ«ديسر» والثالث مطلوب من الصين ودول شرق آسيا ، وهى عبارة عن شرائح صغيرة من الثمرات المجففة، سعرها ضعف المنتج العادى وتتبنى هيئة تنمية الصعيد الارتقاء بهذا النوع من الصناعات بدخول عصر الرقمنة وافتتاح مجمعات لتدريب المزارعين.
يعد المشروع أحد أهم مصادر العملة الصعبة ، يدر أرباحاً ضخمة، لتكون الطماطم أحد موارد النقد الأجنبى فى مصر .
المهندس عبد الكريم دياب رئيس مجلس إدارة محطة الشهيد ماجد صالح لفرز وتعبئة وتجفيف الحاصلات الزراعية، أوضح أن مشروعات تجفيف الطماطم تتطور بصورة مذهلة، وهذا العام تضاعفت كمية المساحات المنزرعة حتى وصلت إلى 40 فداناً وبالتالى تضاعفت كمية المنتج والتصدير، و زاد عدد المناشر التى يتم من خلالها التجفيف إلى 13 بعد أن كان 3 مناشر فقط.
نجاح التجربة – وفق دياب – أدى إلى الاهتمام بالمرأة المعيلة ومساعدتهن فى عمل مناشر صغيرة فوق أسطح المنازل وفى الأحواش الملحقة بالبيوت، لتكون بمثابة مشروعات لتوفير حياة كريمة لهن، فنحصل على المنتج منهن ونتولى تصديره.. وواصل دياب: زادت قيمة الصادرات بمقدارالضعف وصدرنا 3 حاويات حتى الآن اثنتان منهما للبرازيل تزن الواحدة 25 طناً، وواحدة لإيطاليا 18 طناً، إضافة إلى التعاقد مع عملاء متعددين فالكل يسعى للحصول على طماطم مصر المجففة التى تتمتع بقيمة عالمية ولذلك فنحن نسعى كل يوم إلى كسب أسواق جديدة، وإضافة السوق الأمريكى هناك محاولة لاقتحام السوق العربية وقال: تعاقدنا على 300 طن بزيادة 100 طن عن صادرات العام الماضى ولدينا زيادة فى المنتج وصلت إلى ضعف منتج العام الماضى .
3 أنواع جديدة
ويشير المهندس عبد الكريم إلى أنواع جديدة غير «المجففة»بينها عجينة الطماطم وهو المستهدف فى الفترة المقبلة، وهناك نوع آخر من الطماطم الجافة يطلق عليه الديسر وهى مطلوبة من الصين ودول شرق آسيا وهى طماطم مجففة ومقطعة لشرائح صغيرة جدا وهذا النوع موجود فى تركيا وتعاقدنا على الماكينة الخاصة به أما المنتج الرابع الذى نستهدفه هو مسحوق الطماطم أو الطماطم البودرة.
وعن التطورأو التجديد الذى حدث هذ العام يقول دياب: أدخلنا أسلوب الرقمنة فى التعامل مع الوسطاء وإعداد التدريب الكافى لهم فى اختيار الأصناف الصالحة للتجفيف وهى الأصناف اللحمية التى تزيد فيها نسبة اللحم على الماء والتى توفر جودة عالية مثل «زيرو14» البريفيو و»البسيمو» و»البسمة» وهناك صنف جديد نجربه لأول مرة هذه الأيام اسمه «البيون» موضحا أن «الرقمنة الزراعية «التى أحدثتها شركة مزارع مع بنك الطعام تستهدف تقديم طرق المساعدة للمزارعين من خلال التدريب على كل أعمال الزراعة من بداية الإنبات حتى جنى المحصول وتوريده.
وأشار المهندس عبد الكريم أن هناك3 أصناف جديدة من الطماطم نجرى عليها البحوث، اثنتان منها أجرينا عليها تجارب من ناحية التجفيف ومن حيث الوزن الناتج بعد التجفيف وأطلق على الصنف الأول منها «زيرو 59» والثانى أطلق عليه «أروى» وهو جيد جدا وأفضل من البريفية والذى يعد أجود أنواع الطماطم بمقدار 20 مرة من حيث كمية اللحم واللون وحجم الثمرة والنوع الثالث أطلق عليه «أرثر» وهو أقل جودة من الآخرين ويبقى أجودها «أروى».
مجمع للصناعات
أما الدكتور إبراهيم رمضان مدير هيئة تنمية الصعيد بالأقصر فيقول إن الهيئة انتهت من إنشاء مجمع للصناعات الغذائية والتعبئة بقرية الكيمان، كما شهدت الأقصر إنشاء 3 مجمعات صناعية حرفية، وكل مجمع منها يشمل ورشاً حرفية ومعارض مجهزة بخطوط إنتاج أحدهما مجمع للصناعات الغذائية والتعبئة، حيث يستهدف تجفيف الحاصلات الزراعية بأسلوب علمى حديث وهو مزود بخطوط إنتاج غسيل وفرز وتقطيع ومناشر وتعبئة وثلاجة حفظ وتبريد بقرية الكيمان بمدينة إسنا.
وأضاف رمضان أن مجمع الصناعات الغذائية تم مده بشبكة مرافق متكاملة ومجهزة تماماً للعمل واستغلاله فى إقامة مشروعات غذائية وتم عمل تجربة لتجفيف الطماطم، لافتا إلى أن المجمع مجهز لتجفيف كافة الحاصلات الزراعية التى تتميز الأقصر بزراعتها.
وقال إن المشروعات التى تنفذها الهيئة تهدف إلى توفير فرص عمل والقضاء على البطالة بين أبناء الأقصر والاستفادة من الميزات التنافسية بمنطقة الإنشاء (حرف يدوية- تراثية – قيمة مضافة للمنتجات الزراعية)، وتحقيق العائد الاستثمارى من هذه المشروعات بتحسين جودة المواطنين العاملين بهذه المشروعات.. من جانبه أشاد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، بمجمع الصناعات الغذائية بقرية الكيمان فى إسنا وقال إنه تابع مشروعات تجفيف الطماطم بالمدينة، وأعرب عن استعداد المحافظة للتعاون مع هيئة تنمية الصعيد، لطرح مجمع الصناعات الغذائية والتعبئة، أمام المستثمرين، تمهيداً لتشغيله واستغلاله فى الإنتاج الزراعى والصناعات الغذائية.. وقال المحافظ إن المجمع يقع على مساحة تتجاوز 8 أفدنة ويضم مبنى إدارياً، ومبنى لثلاجة حفظ المواد الغذائية ومبنى لخطوط الإنتاج «عبارة عن «هنجر مساحته 300 متر « به خطى انتاج مجهزين بالكامل بالمعدات الخاصة بالفرز والغسيل والتقطيع والغربلة وأجهزة للتصنيع الغذائى والتعبئة بالإضافة إلى 3 مناشر بمساحة 3600 متر ومساحات فضاء تصلح لأعمال التوسعات المستقبلية .
تكرار التجربة
وأشاد المحافظ بآلية عمل المجمع، ومساهمته فى توفير فرص عمل، لافتا إلى ضرورة تكرار هذا النموذج فى مناطق متفرقة والتوسع فى إقامة مشروعات صناعية زراعية، مع دراسة إمكانية عمل قيمة مضافة للحاصلات الزراعية من خلال إقامة خط انتاج اضافى مع تجفيف الطماطم لإنتاج عجينة الصلصة أو المنتجات الصناعية الغذائية من محصول الطماطم بما يسهم فى تنمية الاستثمار وجذب المستثمرين .. وأكد المحافظ أنه جار الانتهاء من كراسات الشروط الخاصة بالمجمعات الصناعية بالمحافظة لعرضها للمستثمرين وكذلك الورش الحرفية لتشغيل أبناء المحافظة.