حوادث وقضاياعاجل

شهيد الواجب فى الفيوم.. العقيد فتحي سويلم فداء وبطولة.. الضابط تدخل للسيطرة على مشكلة بين موظف بنك وعميل فارتقى شهيدا

كتب- حسين محمود

في مشهدٍ أليم، وعلى وقع حدثٍ مفاجئ بالفيوم، ارتقت فيه روح العقيد فتحي عبدالحفيظ سويلم شهيداً، بعد أن انتقلت قوة أمنية إلى أحد البنوك للتعامل مع مشاجرة نشبت بين عميلٍ وموظفي البنك، نتيجة مطالبته بصرف عائده الإدخاري قبل موعده.

تطورت الحادثة بسرعةٍ غير متوقعة، حيث انفجر الموقف فجأة في حالة من الهيجان، وحاول العميل الاستمرار في إثارة الفوضى داخل البنك، مما استدعى تدخل رجال الأمن، وباحترافيةٍ عالية، تحرك العقيد سويلم وفريقه بسرعة، ساعين للسيطرة على الموقف وتهدئة الوضع، لكن المفاجأة كانت في يد المعتدي، الذي كان يحمل آلة حادة، استخدمها بشكلٍ غادر، ليصيب العقيد سويلم إصابة بالغة أسفرت عن استشهاده.

لم يكن العقيد سويلم مجرد ضابط في جهاز الشرطة، بل كان مثالًا للوفاء والاحترافية التي لا تعرف الخوف، فقد قدم روحه فداءً للوطن، ليؤكد مرة أخرى أن رجال الأمن يضحون بحياتهم من أجل الحفاظ على حياة الآخرين، بعيدًا عن أضواء الشهرة، وأمام تحديات لا يستطيع أحد التنبؤ بها، كانت لحظة الوداع بالنسبة له بعيدة عن كل ما هو متوقع، ولكنها كانت شرفًا عظيمًا تكتبها أسماؤهم في سجلات الأبطال.

بعد الحادث، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا ينعي فيه البطل الذي استشهد أثناء تأديته لواجبه، ليصبح استشهاد العقيد فتحي عبدالحفيظ سويلم إضافة جديدة لقائمة من ضباط الشرطة الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ورغم الحزن الذي يخيم على نفوس كل من عرفوه، فإن إرثه سيظل حيًا في قلوب المواطنين الذين يعلمون أن الأمن لا يُبنى إلا على دماء الشهداء.

ظل العقيد سويلم، الذي اختار أن يضحي بنفسه من أجل حماية الأمان، رمزًا لرجال الأمن الشرفاء، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الفيوم وكل بقعة في مصر، مدافعًا عن قيم العدالة والشجاعة، محققًا العزة للوطن بدمائه الطاهرة.

في كل زاوية من أرض الوطن، يظل شهداء الشرطة رمزًا للعطاء اللامحدود، هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للأمن والاستقرار، نحتوا أسماءهم بدمائهم الطاهرة في سجل البطولة، لم يكن هدفهم سوى حماية الوطن وأهله، فكل قطرة دمٍ سقطت كانت بذرة أمل تُزرع في أرض الأمان.
في صمتٍ مهيب، ورغم فداحة الخسارة، تبقى تضحياتهم شعلة تضيء درب الأجيال القادمة، وتؤكد أن الأمن لا يُبنى إلا على أرواح الشرفاء الذين يسطرون كل يوم ملاحم من التضحية والفداء، شهداء الشرطة، هم الأبطال الذين لا يموتون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى