عاجلمقالات

شريف السحيمي يكتب: كنوز الكنيسة

تحتفل الكنيسة بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر يوم السبت الموافق الأول من شهر يونيو المقبل، حيث بدأت رحلة مسار العائلة المقدسة فى الهروب من بيت لحم فى فلسطين بسبب اضطهاد هيرودس الذى كان يريد قتل السيد المسيح، فيما جاء الملاك إلى يوسف النجار خطيب السيدة مريم العذراء فى المنام، وقال له قم وخذ الصبى وأمه وأذهب بهم إلى مصر لأن هيرودس يريد قتله.

 

وعلى شاطئ نهر النيل بمنطقة المعادى فى القاهرة تقع كنيسة السيدة مريم العذراء، بطرازها الأثرى المميز، والتى تعتبر شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث يوجد بداخلها سلالم أثرية ترجع للقرون الأولى كانت تستخدم قديما أثناء فيضان النيل.

 

 

وأثناء هروب السيدة مريم العذراء ويوسف النجار والسيد المسيح فى رحلة إلى مصر اتخذوا 20 مسارا، حيث بدأت الرحلة من فلسطين، إلى مصر عن طريق الهضاب والصحارى، وليس عبر إحدى الطرق المتعارف عليها – 3 طرق حينها – ووصلوا إلى حدود مصر فى محطتهم الأولى‪.

 

كنوز الكنيسة

وفى 12 مارس 1976 ميلادية رأى شعب الكنيسة كتابا مقدسا ضخما يطفو على سطح المياه وهو مفتوح على سفر أشعياء الإصحاح 19 عند قول الرب “مبارك شعبى مصر” ويوجد الآن هذا الكتاب المقدس داخل الكنيسة.

 

وفى 18 يناير 1983 أثناء عمليات الترميم تم اكتشاف سرداب قديم تحت الأرض وكان ملجأ للمسيحين أيام الاضطهاد ويوجد داخله مذبح مقدس لتكميل صلوات القدس عند هجوم البربر على الكنيسة القديمة.

 

 

سلم الكنيسة

ويوجد داخل الكنيسة السلم الآثرى الذي عبرت من خلاله العائلة المقدسة، ويوجد فى أوله مذبح الذى تقام فيه الصلوات، ومن خلال هذا السلم انطلقت العائلة إلى منطقة البهنسا وجبل الطير وباقى المسارات إلى دير المحرق حوالى 6 شهور.

 

 

وتعتبر الكنيسة أول نقطة لبداية رحلة العائلة المقدسة إلى صعيد مصر عبر سلم ومنها إلى مركب ثم إلى صعيد مصر، ويوجد داخل كنيسة العذراء مريم العدوية في المعادى أيقونة تمثل حياة السيدة العذراء وأوانى المذبح، وكذلك الكتاب المقدس مفتوح على الأية “مبارك شعبى مصر” وخريطة العائلة التي تبدأ من العريش وحتى دير المحرق.

 

 

ويوجد داخل صحن الكنيسة أيقونات يرجع تاريخها من 4 إلى 6 قرون تمثل الرسومات بطريقة قبطية.

 

السرداب والمذبح

يوجد داخل الكنيسة أيضا المذبح الآثرى الذى يقام فيه الصلوات خاصة فى أيام عيد دخول السيد المسيح إلى أرض مصر والعائلة المقدسة مريم العذراء ويوسف النجار، كما يوجد سرداب أثرى كان يستخدمه الرهبان للهروب عند شعورهم بأى هجوم على الدير.

 

تاريخ الكنيسة

يرجع تاريخ الكنيسة إلى القرن 19 الميلادى، حيث تهدمت أجزاء منها نتيجة لانفجار مركب محملة بالبارود كانت تمر بالقرب من الكنيسة، ويذكر المؤرخون أيضا أن هذه الكنيسة تهدمت عدة مرات وأخذ فى الاعتبار عند بناءها من جديد أن تكون ذات طابع معمارى حديث وقد تم إزالة جميع المبانى المنهارة التى كانت من حولها ولكن يرجح أن يكون الحائط القبلى هو الحائط الوحيد الباقى من الكنيسة الأثرية.

 

ووضع داخل مبنى الكنيسة الجديد الآثار القديمة الخاصة بها مثل الحجاب القديم والأيقونات الاثرية وقد عثر أثناء التوسعات الأخيرة للكنيسة على سراديب تمتد من أسفل صحن الكنيسة حتى شاطئ النيل الملاصق للكنيسة، وكان قد اعتاد الأقباط أثناء بناء كنائسهم فى العصر البيزنطى على إعداد تلك السراديب حتى تكون جاهزة لكى يهرب منها المصليين عند حدوث أى خطر أو عدوان عليهم من الأعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى