رغم إصرار قوات الاحتلال الإسرائيلية على مواصلة الحرب على قطاع غزة الفلسطيني، والتى من شأنها تهديد السلم والأمن الدوليين، تواصل مصر فى “الإقليم المضرب”، جهود إنهاء الأعمال القتالية والعسكرية فى القطاع ومدن الضفة الغربية، وتحذر من اتساع دائرة الصراع، وذلك من خلال اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف الدولية، واستضافة مفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تسعى من خلالها وقف إطلاق النار والاتفاق على تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين فى غزة منذ اليوم السابع مع شهر أكتوبر الماضي.
وأكدت القيادة المصرية مرارا وتكرارا أن القاهرة لم ولن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية، لذا اتخذت تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية منذ نشأتها.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فى اليوم السابع من شهر أكتوبر 2023، فتحت القاهرة خطوط الاتصالات الدولية مع كافة الأطراف المعنية، وكثفت لقاءاتها ومشاوراتها مع الدول الفعالة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل الوصول إلى وقف إطلاق للنار فى القطاع المحاصر برا وبحرا وجوا، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة، سواء على مستوى الرئيس السيسى أو وزارة الخارجية والجهات المعنية، وحرصت الدولة المصرية على التأكيد على رفضها الكامل والقاطع، والخاص بمحاولة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين قسريا وإنهاء القضية الفلسطينية.
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن استمرار التصعيد الجارى يضع المنطقة رهينة لاحتمالات توسع الحرب إقليميًا، وما قد ينتج عن ذلك من عواقب خطيرة على شعوب المنطقة كافة.
واستعرض الرئيس السيسى، مع جميع زعماء دول العالم فى اتصالاته المكثفة، من أجل احتواء الأزمة الراهنة، مستجدات الجهود المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وقد أكد ضرورة إنهاء المأساة التى تواجه الشعب الفلسطينى فى غزة بشكل فورى، وكذلك أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بدور حاسم فيما يتعلق بالاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية، بما يدعم مسار السلام فى المنطقة وحل الدولتين، كما تواصلت وزارة الخارجية المصرية مع المنظمات الدولية وقادة وزعماء الدول من أجل إنهاء الحرب الدائرة فى المدينة الفلسطينية.
وحذرت مصر من خطورة استمرار الحرب واتساع رقعة الصراع وتهديد الأمن والسلم الدوليين، التحذيرات المصرية أوصلتها القيادة إلى جميع الأطراف، وكذلك المنظمات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، والعالم كافة، حيث أكدت مصر على أنها سوف تستمر فى تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري.
ووضعت القاهرة “روشتة” من شأنها تنهى الصراع، حيث شددت على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة، على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار.
كما طالبت مصر كافة الفاعلين على المستويين الإقليمى والدولى للاضطلاع بمسؤولياتهم؛ من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية فى غزة باعتبارها السبب الرئيسى فى ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمى الحالي.
وأعادت مصر التأكيد على موقفها الراسخ والداعى إلى الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع، وذلك على ضوء أن تلك هى الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة فى المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتقود مصر جهود متواصلة على مدار ما يقرب من 11 شهرا، بمشاركة دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، للوصل إلى اتفاق يقضى إلى وقف إطلاق النار فى المدنية الفلسطينية، فضلا عن الإفراج عن الرهائن المحتجزين فى القطاع وتبادل الأسرى الفلسطينيين.
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، “أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الجارية فى غزة “والاحتكام لصوت العقل والحكمة وإعلاء لغة السلام والدبلوماسية”.
وحذر السيسى من “خطورة توسع نطاق الصراع إقليميا على نحو يصعب تصور تبعاته” وأكد أن “وقف إطلاق النار فى غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولى أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين”.
كما أكدت مصر متابعتها بقلق بالغ التصعيد الجارى على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، داعيةً لضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد.
وحذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة فى لبنان، وشددت على أهمية الحفاظ على استقراره وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة، حسب بيان صادر عن السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية.
وأشار البيان إلى أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التى تشهدها منطقة جنوب لبنان تعد مؤشرًا واضحًا على ما سبق وأن حذرت منه مصر من مخاطر التصعيد غير المسؤول فى المنطقة، على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى بالقطاع.
وشددت مصر على حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب الجارية فى قطاع غزة، لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين.
فى المقابل تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية، حربها البرية والبحرية والجوية، على قطاع غزة، منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضى، مخلفة ما يقرب من 135 ألف شهيد ومصاب، فضلا عن تدمير ما يقرب من 95% المدينة.