عاجلمقالات

سامح عبد الغني يكتب: مهرجان شرم الشيخ للهجن والتراث

شهدت مدينة شرم الشيخ، انطلاق فعاليات مهرجان شرم الشيخ للهجن والتراث وسط أجواء مليئة بالحماس والألفة، حيث تجمع عشاق الهجن ومحبى التراث العربى من مختلف الدول العربية والمصرية فى ميدان سباقات الهجن. تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، انطلقت الفعاليات بحضور رسمى وجماهيرى كبير، مما يعكس مكانة هذا الحدث كواحد من أبرز الفعاليات الثقافية والرياضية فى المنطقة.

 

 

بدأ المهرجان بشوطين من سباقات الهجن، فى ميدان الهجن الدولى الذى بات معلمًا بارزًا منذ إنشائه عام 2020 بتكلفة 125 مليون جنيه. وقد تطور المضمار ليشمل منصة حديثة وقرية للتراث ومسجدًا ووحدة بيطرية. هذه التحديثات تعكس اهتمام الدولة بتطوير الرياضة التى ترمز للهوية الثقافية للمجتمعات البدوية.

 

 

قام الاتحاد المصرى لسباقات الهجن بتنظيم وإدارة السباقات، من خلال تخصيص لجان فنية مختصة بحصر الهجن المشاركة وتحديد أعمارها وأنواعها، بالإضافة إلى إعداد قاعدة بيانات دقيقة لكل جمل مشارك. تولّت اللجان أيضًا تحكيم السباقات وتحديد أسماء الفائزين، إلى جانب توثيق الزمن الذى قطعه كل متسابق.

 

 

تميّزت السباقات باستخدام روبوتات حديثة لقيادة الهجن، وهى أجهزة يتم تشغيلها عن بُعد للتحكم فى الجمل أثناء التسابق، إلى جانب إقامة أشواط تراثية، حيث تم الاعتماد على الراكب البشرى التقليدى لإحياء هذا الجانب من التراث. كما تضمّنت الفعاليات أشواطًا استعراضية، تم خلالها مرور الهجن أمام منصة الجمهور مزينة بوحدات زخرفية تعكس الجمال التراثى لهذه الرياضة.

 

 

وشهدت السباقات منافسة قوية بين الهجن من مختلف محافظات مصر، بالإضافة إلى مشاركة مميزة للهجن القادمة من الأردن. فى اليوم الأول، أقيمت 10 أشواط، بينما يشهد اليوم الثانى 12 شوطًا، بينها شوطان رئيسيان يحصل الفائز فيهما على سيارة كجائزة، مما أضاف حماسًا كبيرًا بين المشاركين.

عيد حمدان، رئيس اتحاد الهجن المصري، أكد أن سباقات الهجن ليست مجرد رياضة، بل هى جزء من التاريخ العربى الذى يجسد تراث الأجداد. ومع تطور هذه الرياضة لتصبح احترافية بمعايير دولية، اكتسبت اهتمامًا عالميًا.

 

 

افتتحت فعاليات قرية التراث، التى قدمت مزيجًا ساحرًا من العروض الثقافية والأسواق الشعبية. تضمنت القرية سوقًا يعرض منتجات يدوية وأطعمة تقليدية، مثل أدوات الزينة وركوب الإبل المصنوعة يدويًا. كما قدم معرض “سرابيط الخادم” مقتنيات تراثية نادرة، مثل أحجار الفيروز والنقوش الفرعونية.

وأوضح يوسف بركات، منظم المعرض، أن الهدف هو إبراز تراث سيناء وتعريف الزوار بجماله وأصالته. وأكد أن مثل هذه الفعاليات تساهم فى تعزيز التراث والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

 

 

قبائل سيناء أضفت طابعًا فريدًا على المهرجان بحفاوة استقبالها للوفود العربية. تضمنت حفلات الاستقبال عروضًا مستوحاة من تراث البادية السيناوية، تعكس روح الأخوة العربية وطابع الكرم الأصيل الذى تمتاز به المنطقة.

 

 

من جهته، دعا اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، جميع أهالى المحافظة والسائحين إلى حضور المهرجان الذى يُبرز أصالة التراث العربى ويُعزز السياحة الثقافية بجنوب سيناء. وأكد أن الفعاليات تساهم فى ترسيخ مكانة شرم الشيخ كوجهة سياحية عالمية.

 

 

وشهد المهرجان هذا العام مشاركة وفود من ست دول عربية، منها السعودية والإمارات وقطر، إضافة إلى ممثلين عن 17 محافظة مصرية. هذا التواجد الكبير يُبرز أهمية المهرجان كملتقى عربى يعكس وحدة الشعوب العربية.

 

 

وأعلن سلامة أبو الندا، رئيس لجنة المسابقات، عن تقديم جوائز قيّمة للفائزين، من بينها سيارتان مقدمتان من الشيخ إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد القبائل العربية، بالإضافة إلى جوائز نقدية سخية.

 

 

وشهد المهرجان مشاركة شبابية لافتة من مختلف أنحاء سيناء، حيث استعرض الحرفيون الشباب إبداعاتهم المستوحاة من التراث البدوي. أشار خالد أبو ماشي، أحد العارضين، إلى أن هذه الفعاليات تُعد منصة لتعريف الزوار بالتراث المحلى وتعزيز الهوية الوطنية.

 

 

شهد المهرجان حضورًا لافتًا من السائحين الأجانب الذين يتوافدون على مدينة شرم الشيخ من مختلف دول العالم. حرص الزوار على مشاهدة سباقات الهجن المثيرة، والتقاط الصور التذكارية مع الإبل، واستكشاف مقتنيات قرية التراث التى تعكس الطابع البدوى الأصيل. أبدى السائحون إعجابهم بالفعاليات التراثية، مؤكدين أن هذه التجربة أضافت بعدًا ثقافيًا غنيًا لزيارتهم السياحية.

 

 

يُعتبر مهرجان شرم الشيخ للهجن والتراث رسالة تجمع بين الرياضة والثقافة. فهو يسلط الضوء على قيمة التراث العربى ويُبرز أهمية الحفاظ عليه، وفى الوقت ذاته يُعزز مكانة جنوب سيناء كوجهة سياحية تمزج بين جمال الطبيعة وثراء التاريخ.

 

 

عبّر المشاركون عن إعجابهم بالتنظيم الاحترافى للمهرجان، مشيرين إلى أن شرم الشيخ أثبتت أنها تستحق لقب “مدينة السلام”. فهى ليست فقط ملتقى لمحبى الرياضة والتراث، بل أيضًا مثال يحتذى به فى استضافة الفعاليات العالمية.

 

 

حظيت سباقات الهجن فى المهرجان بإقبال جماهيرى واسع، حيث توافد عشاق الرياضة التراثية منذ الصباح الباكر لمتابعة السباقات عن قرب. وأقام ملاك الهجن مقرات خاصة لهم بمحيط ميدان السباق، تضمنت خيامًا مجهزة لاستقبال الضيوف والمشاركين. داخل هذه المقرات، جرت مناقشات حول استعدادات السباقات وأساليب تدريب الهجن، ما أضفى أجواءً حماسية وحيوية على المهرجان، وجعل الحضور يشعرون بجوهر التراث العربى الأصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى