تتميز محافظة بورسعيد، كونها البوابة الشمالية الشرقية لجمهورية مصر العربية، وتطل على المجري الملاحي لقناة السويس، الذى منحها أهمية ملاحية على مستوى العالم.
وحفر المصريون، قناة السويس والتي على اثرها تم إنشاء محافظة بورسعيد، ولأهمية القناة حضر افتتاحها العديد من ملوك وأمراء العالم، وكان هذا الافتتاح في إحدى الأماكن المطله على القناة حينها وهو الموقع الحالي لحديقة فريال التاريخية.
تقع حديقة فريال التاريخية بحى الشرق ببورسعيد على مساحة 21904 أمتار وهي شاهد على تاريخ بورسعيد، وشهد افتتاحها حفل مهيب خلال افتتاح قناة السويس بعد حفرها بحضور أمراء وملوك العالم.
سميت حديقة فريال بهذا الاسم نسبة للأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق الأول، وتطل الحديقة على مجرى قناة السويس من الناحية الشمالية.
وتتكون الحديقة من ثلاث منصات بمساحات خضراء أنشأت وقت الإفتتاح وخصصت المنصة الكبرى وقتها للملوك والأمراء، والثانية لرجال الدين الإسلامي ومنهم الشيخ مصطفى العروسي والشيخ إبراهيم السقا، وخصصت الثالثة لرجال الدين المسيحي.
حضر الحفل طبقا لمراجع تاريخية الخديوي إسماعيل، وفيرناند ديلسبس، وأوجيني، إمبراطورة فرنسا، التى سمى شارع بإسمها وكانت تركب عربة يجرها الخيول طافت بها شارع الميناء وحى الشرق حتى وصلت لحديقة فريال وفرنسوا جوزيف، إمبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، والأمير هنري، شقيق ملك هولندا، وسفيرا إنجلترا وروسيا بالآستانة، والأمير محمد توفيق ولي العهد، والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا، ونوبار باشا، والأمير عبد القادر الجزائرى، بالمنصة الكبرى.
وأرسلت الصحف الأجنبية مراسلين لها لتغطية أنباء الاحتفال وبدأ المدعوون بالحضور إلى الإسكندرية منذ يوم 15 أكتوبر 1869، وأعدت لهم رحلات إلى الوجه القبلى عبر النيل فى السفن التى أعدت وجهزت لهذا الغرض وذلك قبل بدء المهرجان الرسمى للافتتاح.
وتوجد بالحديقة عدد من الجداريات التي تحكي مقتطفات تاريخية للحديقة وتاريخ بورسعيد بالإضافة إلى مسرح، ومسجد على الطراز الأندلسي، وأماكن جلوس خاصة لكبار السن، وأعمدة ديكورية.
تم رفع كفاءة المنطقة المحيطة بالحديقة وطلاء واجهة العمارات، كما يوجد بالحديقة نظام مراقبة كاميرات متكامل وشركات متخصصة في النظافة والأمن.
ومن الجدير بالذكر أنه في عام 1840، وضع المهندس الفرنسى لينان دى بلفون مشروعاً لشق القناة، وبعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن المهندس الفرنسي ديليسبس من الحصول على فرمان بحفر قناة السويس، ثم قام برفقة لينان دى بلفون بك وموجل بك كبيرى مهندسى الحكومة المصرية بزيارة منطقة برزخ السويس في 10 يناير 1855 وقدما تقريرهما في 20 مارس 1855، والذى أثبت إمكانية تحقيق هذا.
وتمكن ديليسبس بعدها من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها، وفى 25 أبريل 1859 أقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء بحفر قناة السويس وضرب ديليسبس بيده أول معول في الأرض إيذاناً ببدء الحفر الذي توقف بسبب معارضة إنجلترا والباب العالى وبعد تدخل الإمبراطورة أوجينى لدى السلطان العثمانى استؤنف الحفر في 30 نوفمبر 1859، ثم قام الخديو سعيد في 12 أبريل 1861 بزيارة الميناء الذي حمل اسمه فيما بعد.
وفى 15 أغسطس ضربت الفأس الأخيرة في حفر القناة وتم اتصال مياه البحرين بمنطقة الشلوفة وكان قد تم استخراج 74 مليون مترمكعب من الرمال وبلغت تكاليف الحفر 369 مليون فرنك فرنسى وبلغ عدد العمال مليون عامل وكان عدد الذين توفوا أثناء الحفر 125 ألف عامل ثم دعا الخديو إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضورحفل الافتتاح والذى تم في 16 نوفمبر 1869 وقد كان حفلا أسطوريا.