أصبحت أزمة المناخ وخاصة الجفاف من أكثر الأزمات التى تهدد دول العالم فى الآونة الأخيرة، حيث ينتج من تراجع هطول الأمطار بشكل غير طبيعى، وتعتبر منطقة الأمازون من أكثر المناطق الأكثر تضررا فى العالم، بالإضافة إلى تأثر العديد من المنتجات الغذائية والمحاصيل الزراعية.
القهوة تنفد فى أوروبا
أكدت منظمة البن الدولية أن سوء الأحوال الجوية والجفاف أدوا إلى انخفاض إنتاج البن فى العالم، مشيرة إلى أن انخفاض البن بهذا الشكل يعنى أنه إذا كانت أوروبا تحصل عادة على القهوة لمدة أربعة أشهر، فإن الكمية المتاحة حالياً تكفى لستة أسابيع فقط.
ووجهت هذا التحذير فانوسيا نوجيرا، الرئيس التنفيذى للمنظمة الدولية للبن، التى تتكون من 42 دولة منتجة وسبع دول مستوردة، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
وأشارت المنظمة إلى أن السبب الرئيسى هو الانخفاض الحاد فى الإنتاج، خاصة بسبب سوء الأحوال الجوية فى الدول المنتجة مثل البرازيل أو فيتنام، وفى الوقت نفسه، شهد القطاع أيضًا زيادة كبيرة جدًا فى الطلب، مما أدى إلى اتساع الفرق بين العرض والطلب فى السنوات الأخيرة. وبهذا المعنى، يشير الخبراء بالفعل إلى أن النقص يمكن أن يصبح مشكلة هيكلية.
ووفقا للصحيفة فإنه على سبيل المثال فى إسبانيا، يشرب كل شخص، فى المتوسط، 4 كيلوجرامات من القهوة سنوياً، ووفقا لجمعية القهوة الإسبانية، فقد بلغ الاستهلاك العالمى فى العامين الأخيرين (2022-2023) 21 ألف مليون كيلوجرام من الحبوب (350 مليون كيس 60 كيلوجراماً)، وهو متوسط تسويقه، وفى هذه الفترة، صدرت الدول المنتجة 133.8 مليون كيس حول العالم، ويعادل الفارق بين العرض والطلب فى هذا الوقت الاستهلاك فى إسبانيا لمدة 69 عاما، إذ تشرب البلاد فى المتوسط 4 كيلوجرامات من القهوة سنويا للشخص الواحد.
وحذرت الجمعية من أن القهوة أوشكت على النفاد، ومنذ بداية العام، ارتفع سعر حبوب البن بنسبة 46%. وفقًا لبيانات بلومبرج، بين عمليات تسليم القهوة المقررة فى ديسمبر من هذا العام وتلك فى نفس الشهر من العام المقبل، قد يكون هناك فرق قدره 21.16 دولارًا (6.02%) لكل كيس. وهو فرق يمكن أن يكلف آلاف الدولارات عندما يتم تسليم آلاف وآلاف أكياس القهوة كل عام. تُعرف هذه الظاهرة بالتراجع، وهى تشجع البائعين على عرض منتجاتهم فى أسرع وقت ممكن. وعلى العكس من ذلك، عندما يكون السعر الفورى أقل، يتم تشجيع التخزين، وهى ظاهرة تعرف باسم كونتانجو، وهى ظاهرة شائعة فى أسواق مثل النفط.
ويشير أحدث تقرير عن آفاق القهوة، الذى أعدته المنظمة الدولية لهذا المنتج، إلى أن البيئة الاقتصادية الحالية تحد من إمكانية الاحتفاظ بمخزونات كبيرة من القهوة وبأسعار تنافسية لأن المشغلين سيخسرون المال. ولا تزال توقعات الخبراء للعام المقبل معلقة، وذلك بسبب الإنتاج والمناخ والصادرات.
أدنى مستوى لنهر الأمازون
وأفادت هيئة المسح الجيولوجى البرازيلية، أن أحد الروافد الرئيسية لـ نهر الأمازون انخفض إلى أدنى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، مما يعكس الجفاف الشديد الذى دمر غابات الأمازون المطيرة وأجزاء أخرى من البلاد.
ووفقا لصحيفة بولسو البرازيلية فإن منسوب نهر نيجرو وصل عند ميناء ماناوس 12.66 مترا، أمس السبت، مقارنة بمنسوبه الطبيعى البالغ نحو 21 مترا، وبذلك فهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل القياسات، قبل 122 عاما.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الممكن أن ينخفض منسوب نهر نيجرو أكثر خلال الأسابيع المقبلة، بحسب توقعات انخفاض الأمطار فى مناطق المنبع، بحسب توقعات الخدمة الجيولوجية، وقال أندريه مارتينيلى، رئيس قسم الهيدرولوجيا بالوكالة فى ماناوس، إنه من المتوقع أن يستمر منسوب النهر فى الانخفاض حتى نهاية الشهر.
وترتفع مستويات المياه فى منطقة الأمازون البرازيلية أو تنخفض دائمًا فى مواسم الأمطار والجفاف، لكن الجزء الجاف هذا العام كان أسوأ بكثير من المعتاد. جميع الأنهار الرئيسية فى حوض الأمازون وصلت إلى مستويات حرجة، بما فى ذلك نهر ماديرا، وهو أطول رافد للأمازون.
ويستنزف نهر نيجرو حوالى 10% من حوض الأمازون، وهو سادس أكبر نهر فى العالم من حيث حجم المياه، ماناوس، أكبر مدينة فى الغابات المطيرة، حيث ينضم نهر نيغرو إلى نهر الأمازون.
بالنسبة للسكان المحليين، جعل الجفاف ممارسة الأنشطة اليومية الأساسية مستحيلة، وقال جراسيتا باربوسا، 28 عاماً، الذى كان يعمل أمين صندوق فى متجر عائم على نهر نيجرو، وهو عاطل عن العمل الآن لأن القوارب التى كانت تتوقف هناك لم تعد قادرة على الإبحار فى النهر بسبب انخفاض منسوب المياه، إنه لم يعد هناك مياه فى الأمازون، كما لم يعد هناك إمكانية للتمتع بالنهر، والحصول على مياه للشرب، حيث أصبح الآن السفر لمسافات أطول للحصول على مياه الشرب.
تأخر زراعة الذرة والقمح
ويؤدى نقص الرطوبة فى الحقول الأرجنتينية إلى تأخير زراعة الذرة وعباد الشمس، والتى بالكاد تتجاوز 10% من المزروعات المتوقعة، وفقًا لبورصة الحبوب فى بوينس آيرس.
وأشارت صحيفة التميبو إلى أن القمح أيضا يواجه نقص فى الإنتاج، وحذرت التحليلات المجمعة لخبراء الأرصاد الجوية والمهندسين الزراعيين من أن عام النينيا سوف يقلل من المحاصيل، فالتوقعات فى القمح والصويا تنخفض إلى أقل من 3 طن وفى الذرة تنخفض من 11 طن إلى 8 طن.
يحذر منتجو الموز فى باراجواي
ولا يزال نقص الأمطار يؤثر سلباً على باراجواى، بالإضافة إلى تأثر الثروة الحيوانية والزراعة على نطاق واسع، وخاصة الموز، وحذر مزارعو الموز من بلدية جوايايبى، مقاطعة سان بيدرو، من أن الجفاف الذى طال أمده أدى بالفعل إلى نقص فى هذا القطاع، ويحدث هذا بشكل رئيسى بين أولئك الذين ليس لديهم نظام للرى، وبحسب سجل المزارعين، يوجد بالمنطقة اليوم حوالى 800 هكتار من الأراضى المخصصة لهذا القطاع، الذى انخفض إنتاجه بشكل كبير بسبب العامل المناخى.
وأشار المنتجون إلى أنه منذ ما يقارب ستة أشهر لم تهطل أمطار كافية على هذا الجزء من الولاية، أى بحجم يسمح بالإنتاج بالكمية والنوعية المطلوبة لتلبية طلب السوق الوطنية.