عاجلمقالات

سامح عبد الغني يكتب: أدندان.. حكاية قرية ربطت مصر بالسودان قديماً

قبل 60 عاماً لم تكن قرى النوبة بمحافظة أسوان فى مكانها الحالى بمركز نصر النوبة وسط محافظة أسوان، والذى يضم نحو 44 قرية، ولكن هذه القرى كانت طولية بطول نهر النيل جنوب السد العالى، والذى أدى بناؤه عام 1964 إلى ارتفاع منسوب المياه خلفه.

 

انتقل النوبيون إلى قرى جديدة خوفاً من الغرق، وحمل أهل النوبة ما استطاعوا حمله معهم إلى الأماكن الجديدة التى حملت نفس مسمى القرى القديمة التى غرقت بعد ارتفاع منسوب مياه النيل خلف السد العالى وتكونت بحيرة ناصر.

 

قرية أدندان، هى إحدى قرى النوبة التى تم نقلها إلى وسط محافظة أسوان، حيث مركز نصر النوبة، واستقرت على طريق بلانة – نصر النوبة، على بعد قرابة 7 كيلو متر من طريق القاهرة السريع وتعد القرية حبيسة وسط الاراضى الزراعية دون ظهير صحراوى على غرار باقى قرى النوبة تقع بالقرب منها قرية بلانة وقرية دار السلام النوبية.

 

 

تحدث على حسن عبد القادر، رئيس جمعية أدندان، عن القرية قائلاً: قرية أدندان كانت تعد البوابة الجنوبية لمصر قبل بناء السد العالى وهى بمثابة جسر حيوى هام بين مصر والسودان، ومن هنا زادت الأواصر مع القرى النوبية السودانية مثال قرية: “فرص ودبيرة وسرة ومدينة وادى حلفا”، وارتبط أهلها هنا وهناك نسبا ومصاهرة وساعد على هذا حرية الانتقال بين شطرى الوادى مما ساعد أهل أدندان السفر بالبطاقة الشخصية وتصريح العمدة دون أية إجراءات أخرى.

 

 

وقال على حسن عبد القادر: كانت أدندان تقع على مسافة قرابة 350 كيلو متر من أسوان وتمتد بمساكنها بمحاذاة النيل لمسافة 10 كيلو متر من نجع عريان على حدود قسطل التى تعد توأم قرية أدندان وحتى نجع “كوجى” على حدود السودان وبمناطق مفتوحة على الصحراء الشرقية حتى شواطئ البحر الأحمر.

 

 

وأضاف، أن الأهالى فى أدندان اعتمدوا فى حياتهم على الزراعات المحدودة من الحبوب والخضروات التى تغطى حاجاتهم اليومية والموسمية فى الأرض الزراعية المحصورة بين غابات النخيل والمساكن وبوسائل الرى البسيطة مثال الساقية والشادوف والزراعة الشاطئية فى مواسم انحسار النيل، إضافة للزراعة فى الجزيرة وسط النيل والتى تعد من أخصب وأجود الأراضى الزراعية.

 

 

وأشار، إلى أن من أهم معالم أدندان التى غرقت ولم يتم إنقاذ سوى جدارياتها، هى كنيسة أدندان وتعود لعصور ممالك النوبة المسيحية وبالتحديد مملكة نوباديا.

 

 

وأوضح رئيس جمعية أدندان، أن محصول البلح يعد تاج المحاصيل، فكان يمثل السلعة التجارية الوحيدة والذى يتم مقايضته مع التجار باحتياجات السكان من الملابس والسكر والشاى وغيرها على مدار العام ولعل قرب أدندان من السودان وسهولة الانتقال كان عاملا أساسيا فى هذا.

 

 

وكشف، عن إقبال أهالى أدندان على التعليم، حيث تعلم العديد من أبنائها ومنهم من اتجه إلى السودان وعملوا فى مجالات عدة فى الصحافة والبنوك والمناصب الحكومية والأعمال الحرة، وبرز عديد من أبناء أدندان  حيث اجتهدوا فى دراساتهم ومن أشهرهم الدكتور زهران جبر أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر، والفقيه الدستورى المرموق الدكتور محمد ميرغنى والمرحوم الدكتور مصطفى محمد على بشارى عميد معهد السينما، ومحمد سليمان جدوكاب، البارز فى كل المجالات وهناك العديد فى مجال الفن أشهرهم محمد الأدندانى، ورئيس السنترال فى مبنى التليفزيون محمد على مصطفى وابناؤه الفنيين فى التليفزيون قسم المشروعات والاستوديوهات.

 

 

ولفت رئيس الجمعية، إلى أن أدندان، كانت تقع على ضفاف النيل النوبى فى المنطقة ما بين مصر والسودان وفوجىء أهلها فى مارس 1898 بقدوم تجهيزات عسكرية بريطانية وموظفين حكوميين وجرت حركة غير عادية فى هذه القرية الهادئة البعيدة جداً عن المركز والسلطة، تجمع أهل القرية البسطاء حول موظفين يقومون بعمليات مسح جغرافى وتصوير أبعاد وحصر ممتلكات وتعداد سكان وقياسات على أراضى وبيوت القرية، وانتهى الأمر بأن وضعوا حواجزهم ومعداتهم بعد أحد البيوت بالتحديد بعد بيت جمال دوكى، ثم قامواً بتعليق سارى طويل فوق جبل القرية 2 العالى الشهير ذو القمة السوداء والذى يفصل نجع شفاين عن نجع فرص ورفعوا عليه علم المملكة المصرية وبعد 200 متر بالضبط وعند أول بيت فى نجع فرص بعد الجبل مباشرة وبالتحديد عند بيت دهب دوكى شقيق جمال قامت أعداد مماثلة من الموظفين بوضع حواجز حديدية ورفعوا أيضاً سارى انتهى بعلم الإمبراطورية البريطانية وفجأة وخلال دقائق قليلة بات الأب والابن والأخ والأخت يفصل بينهم خطأً وهمياً لأول مرة منذ أن عاشوا على هذه الأرض، وصار البعض مصرياً والبعض الأخر ســمّى سودانياً بعد أن كانوا نوبيين فقط وصار نجع شفاين آخر نقطة على الحدود المصرية وأصبح نجع فرص أول نقطة فى الحدود السودانية.

 

وعلق: حاليا أدندان استقرت على طريق “بلانه – نصر النوبة” على بعد قرابة 7 كيلو متر من طريق القاهرة السريع وتعد القرية حبيسة وسط الأراضى الزراعية دون ظهير صحراوى على غرار باقى قرى النوبة تقع بالقرب منها قرية بلانة وقرية دار السلام النوبية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى