
إذا كان هناك عنصر واحد مسؤول عن الفوضى التي نشاهدها في العتاولة 2، فهو بلا شك الإخراج الكارثي الذي حوّل المسلسل إلى تجربة مشوشة وغير متماسكة بصريًا. من زوايا التصوير السيئة، إلى ضعف التنسيق بين المشاهد، إلى مونتاج يعبث بالإيقاع الدرامي، كل شيء في الإخراج يوحي بعدم وجود رؤية فنية واضحة أو حتى احترام لأساسيات المهنة.
زوايا تصوير عشوائية.. مشاهد بلا إحساس
أحد أكبر الأخطاء الإخراجية في العتاولة 2 هو الاستخدام العشوائي لزوايا التصوير، مما أدى إلى فقدان الكثير من المشاهد لأثرها العاطفي والتشويقي. المشاهد التي يُفترض أن تكون مليئة بالتوتر تُقدَّم بزوايا غير مدروسة، فتفقد أي إحساس بالحركة أو الدراما. بعض المشاهد القتالية مثلًا صُوِّرت بزوايا تجعل الضربات تبدو غير حقيقية، بينما المشاهد العاطفية افتقرت إلى الحميمية بسبب زوايا كاميرا بعيدة وغير مبررة.
إضاءة غير متناسقة.. وبيئات غير مقنعة
في العديد من المشاهد، الإضاءة جاءت غير متوازنة، إما ساطعة بشكل مزعج أو معتمة لدرجة تفقد معها تفاصيل الصورة. هناك مشاهد خارجية يظهر فيها تفاوت غريب بين إضاءة الخلفية وإضاءة الشخصيات، وكأن كل عنصر صُوِّر في مكان مختلف. حتى المشاهد الليلية تبدو غير طبيعية، حيث تظهر الإضاءة وكأنها مصطنعة دون أي محاولة لجعلها تبدو واقعية.
مونتاج كارثي.. قطع مفاجئ ومشاهد غير مترابطة
المونتاج في العتاولة 2 هو أحد أسوأ الجوانب في المسلسل، حيث يعاني العمل من تقطيع فجّ بين المشاهد دون أي انسجام بصري. هناك مشاهد تنتهي فجأة دون مبرر، وأخرى تبدأ دون سياق واضح، مما يجعل المتابعة مربكة للمشاهد. أحيانًا يتم الانتقال بين المشاهد بطريقة تعطي انطباعًا بأن هناك لحظات ناقصة، وكأن المشاهد لم تحصل على حقها في التطوير السردي.
إيقاع غير متوازن.. مشاهد بطيئة بلا هدف وأخرى مسرَّعة بشكل مربك
هناك مشكلة واضحة في ضبط إيقاع المسلسل. بعض المشاهد التي تحتاج إلى توتر وإيقاع سريع تُقدَّم بشكل ممل وبطيء، بينما المشاهد التي تتطلب بناء درامي هادئ يتم تسريعها بشكل مربك، مما يجعلها تبدو وكأنها قُطِعت بشكل عشوائي في غرفة المونتاج. هذا أدى إلى شعور عام بأن المسلسل غير متماسك، وكأنه مجموعة مشاهد مجمعة دون أي رؤية إخراجية.
توظيف سيئ للمؤثرات البصرية والصوتية
حتى المؤثرات البصرية لم تسلم من الفشل. بعض مشاهد الأكشن استخدمت فيها مؤثرات رقمية ضعيفة، جعلت المشاهد تبدو غير مقنعة. أما على مستوى المؤثرات الصوتية، فهناك سوء في مزج الصوت، حيث تبدو بعض الحوارات منخفضة لدرجة لا تُسمع جيدًا، بينما أصوات الخلفية مثل الموسيقى والمؤثرات تكون مرتفعة بشكل غير مبرر.
فوضى إخراجية تفقد المسلسل هويته
بشكل عام، الإخراج في العتاولة 2 ليس مجرد نقطة ضعف، بل هو السبب الرئيسي في انهيار العمل. الأخطاء الإخراجية جعلت المسلسل يبدو وكأنه بلا هوية، بلا رؤية، بلا إحساس فني. ما نشاهده هو مجرد مشاهد مجمعة بلا روح، وكأن الكاميرا وُضعت للتصوير دون أي توجيه حقيقي.
إذا لم يتم تدارك هذه الأخطاء في الحلقات القادمة – وهو أمر يبدو شبه مستحيل – فإن العتاولة 2 سيظل مثالًا سيئًا يُدرّس عن كيف يمكن للإخراج أن يقتل أي فرصة لنجاح مسلسل، مهما كانت قصته قوية أو نجومه موهوبين.